شَجْواً يُسَقسِقُ أمْ تُراهُ يصيـحُ
أمْ حسبُهُ الطيرُ الجريحُ يبـوحُ
تتشابكُ الأصْداءُ في أعْشاشِـهِ
أيّـانَ يشْرَقُ بالفُـــراقِِ ينــوحُ
يشكو إلى الأغصانِ نأْيَ أليفـِِهِ
والنبضُ في شريانهِ مَسْفُـــوحُ
ما لاحَ سانِـحُ بَرقِـــهِ إلا وقَـدْ
صَرَختْهُ من أبراجِهنَّ صُروحُ
وطَفِقْنَ يسقينَ الغمــامَ نشيجَـهُ
فتسيل من خفق النشيج جُروحُ
قد كان يا ما كانَ يسهـرُ ليلُهُ
فتغيبُ بعضُ نجومـــهِ وتَلوحُ
فتضيئهُ حيناً وتطفىءُ وَقْدَهـا
وينـزُّ مَــــوْجُ أُوارِهِ ويفـوحُ
قد كان يا ما كان يُسْرِجُ خيلَهُ
فإذا وجيبُ صهيلـــهِ مَبْحـوحُ
ما تَلّــهُ سيفُ الهـوى لِوَتينِهِ
إلا وفـــاضَ متيّــــمٌ وذبيــحُ
وغدتْ شجونُ القلبِ سربَ نوارسٍٍ
والبحــــرُ في صلواتها مَشْلــــوحُ
شجناً تُحمحمُ خيلُــــهُ موجوعَـةً
غيضتْ فوارسُها فصاحَ جُمُوحُ
ما ذنبُ عُصْفــورٍ تنوءُ سماؤهُ
بعجيجها وتهبُّ فيها الرّيـــــحُ
ما ذنبها الفَلواتُ غابتْ شمسُها
فغدتْ تُطِـلُّ هنيْهــةً و تشيـــحُ
ياأيهـا القمـــرُ الذي أحببتُـــهُ
فأضاءني والضوءُ مِنْهُ شحيحُ
أفديكَ من قمـرٍ ولو أضنيتنــي
أنا في دويّ مَـداركَ الملفـــوحُ
أنا منكَ تمنحني الحياةُ سِماتَها
يحنـــو عليَّ نخيلُهـا والشِّيــحُ
أنا فيكَ بعضُ تميمـــةٍ عبثيـــةٍ
والبعضُ فيكَ مهاجــــرٌ مذْبوحُ
بكَ أيها المَلَََكُ الغريـرُ مُعلَّــقٌ
متفـــرّدٌ متكاثـــرٌ مَوْشــــوحُ
أنتَ المنى فانظرْ إلى أعناقها
مُـــدّتْ كـأنَّ هسيسَها تسبيـحُ
وانظرْ إلى عذْبِ التثنّي عندما
يتخاصرانِِ الجَهْـرُ والتلْميـحُ
دفّيء سطــوري إنها مقْرورَةٌ
وبغير دِفْئِــكَ سَقفُها مَفْتـــوحُ
وافتحْ شبابيكَ الرؤى وأضِفْ لها
حُلُمي فإنّ الحُلْــمَ فيـكَ فَصيــحُ
عُدْ يالحبيبُ فإن صوْتَكَ في دمي
يسري وأنكَ أنتَ مِنّــي الـــرُّوحُ
يوسف أبوسالم