فرحا بشيء ما

فرحا بشيء ما خفيٌ، كنْت أَحتضن
الصباح بقوٌة الإنشاد، أَمشي واثقا
بخطايَ، أَمشي واثقا برؤايَ، وَحْي ما
يناديني: تعال! كأنَّه إيماءة سحريٌة،
وكأنه حلْم ترجَّل كي يدربني علي أَسراره،
فأكون سيٌِدَ نجمتي في الليل... معتمدا
علي لغتي. أَنا حلْمي أنا. أنا أمّ أمٌي
في الرؤي، وأَبو أَبي، وابني أَنا.

فرحا بشيء ما خَفيٌ، كان يحملني
علي آلات الوتريٌةِ الإنشاد . يَصْقلني
ويصقلني كماس أَميرة شرقية
ما لم يغَنَّ الآن
في هذا الصباح
فلن يغَنٌي

أَعطنا، ياحبّ، فَيْضَكَ كلَّه لنخوض
حرب العاطفيين الشريفةَ، فالمناخ ملائم،
والشمس تشحذ في الصباح سلاحنا،
ياحبٌ! لاهدف لنا إلا الهزيمةَ في
حروبك.. فانتصرْ أَنت انتصرْ، واسمعْ
مديحك من ضحاياكَ: انتصر! سَلِمَتْ
يداك! وَعدْ إلينا خاسرين... وسالما!

فرحا بشيء ما خفيٌِ، كنت أَمشي
حالما بقصيدة زرقاء من سطرين، من
سطرين... عن فرح خفيف الوزن،
مرئيٌِ وسرٌيٌ معا
مَنْ لايحبّ الآن،
في هذا الصباح،
فلن يحبَّ!


عن كزهر اللوز أو أبعد
محمود درويش