ماهو موقف العلماء من المعرَّب في القرآن الكريم ؟



قال السيوطي في الإتقان اختلف الأئمة في وقوع المعرب في القرآن إلى مذاهب :


1 –
الأكثر من العلماء يرون عدم وجود المعرب في القرآن ومنهم الشافعي وابن جرير وأبو عبيدة وأبو بكر الباقلاني وابن فارس واستدلو بقوله تعالى ( قرءانا عربيا ) من سورة يوسف وقوله تعالى من سورة فصلت : ( ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي ) .
وأنكر الإمام الشافعي أيما انكار على القائل بذلك


.
وقال ؟أبو عبيدة من زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول ومن زعم أن كذا بالنبطية فقد أكبر القول


.
قال ابن جرير ماورد عن ابن عباس وغيره من تفسير ألفاظ من القرآن أنها بالفارسية أو الحبشية أو النبطية أوغيرها إنما اتفق ذلك من توارد اللغة فتكلمت العرب والفرس والحبش بلفظ واحد


. وقد كانت العرب العاربة التي نزل القرآن بلغتها أسفار ومخالطة لسائر الألسنة فعلقت من لغاتهم ألفاظا غيرت بعضها بالنقص من حروفها واستعملتها في أشعارها ومحاوراتها حتى جرت مجرى العربي الفصيح ووقع بها البيان وعلى هذا الحد نزل القرآن .
2-

الفريق الثاني ذهب إلى وقوع المعرب في القرآن:
وردوا على الفريق الأول في استشهادهم بالآية الكريمة


( قرآنا عربيا) بأن الكلمات اليسيرة بغير العربية لاتخرجه على كونه عربيا , والقصيدة الفارسية لا تخرج عنها بلفظة فيها عربية .
وعن قوله تعالى


( أأعجمي وعربي ) بأن المعنى من السياق : أكلام أعجمي ومخاطب عربي !
واستدلو باتفاق النحاة على أن منع صرف


(إبراهيم ) للعلمية والعجمة وقد رُدَّ هذا الاستدلال : بأن الأعلام ليست محل َّ خلاف .
وقد أخرج ابن جرير بسند صحيح عن ميسرة التابعي الجليل قال


: في القرآن من كل لسان .
وروى مثله عن سعيد بن جبير ووهب بن منبه
وهذا رأي السيوطي والله أعلم .
3


- الفريق الثالث مذهب التوفيق بين القولين:
وهذا ما ذهب إليه أبو عبيد القاسم بن سلام قائلاً


: والصواب عندي مذهب فيه تصديق القولين جميعاً . وذلك أن الأحرف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء لكنها وقعت للعرب , فعربتها بألسنتها وحوَّلتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها , فصارت عربية , ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب , فمن قال : إنها عربية فهو صادق ومن قال : أعجمية فصادق . ومال إلى هذا الجواليقي وابن الجوزي وآخرون .............


المصادر والمراجع

  1. الإتقان في علوم القرآن للسيوطي
  2. البلغة في أصول اللغة لمحمد صديق حسن ختن
  3. الخيل في اللغة العربية الحديثة ولهجاتها د.
    فانيا مبادي عبد الرحيم

  1. فقه اللغة لعلي عبد الواحد وافي
  2. فصول في فقه اللغة د
  1. . رمضان عبد التواب