العقلية العربية
إذا كانت تلك حقيقة الصراع الضاري حتى في المجتمعات الغربية فكيف الحال عندنا ونحن من نعاني أزمة مباديء ومفاهيم في قلب العقلية العربية ؟؟؟

ذات يوم قرأت مقالا أعجبني يعالج لنا حقيقة العقلية العربية في العصر الحديث .لنتأمل ولنفكر ونتمعن أين أوصلتنا العقلية الفاشلة و التفكير الساذج بعدما كنا نحن العرب سادة العالم ومضرب المثل لمدة طويلة من الزمان .
- إن اللّه لم يكلف الإنسان إلاّ لكونه كائن عاقل يميز بين الخير والشر والقبح من الجمال إلى غير ذلك من الملابسات ِولكن العقلية في حقيقتها تكون ثابثة لامتغيرة بتغير الزمن والصوارف.
إن العقلية العربية أصبحت سجينة لنفسها بل يمكن الحكم غليها بالسذاجة فهي تقبل بالقليل وتتهكم على الأوسع فإذا قال لهم فلان مثلا إني على ثقة بنفسي قالو:ياله من مغرور وإذا كان شجاعا مقداما صنفوه ضمن خانة المتهورين ِهذا الأمر يضعنا موضع الإبهام وينجر عنه عدم التفريق بين الذهب والنحاس و الزجاج والماس ِوتراهم يكدون في مواضيع السخرية ويتراخون حين يحل الجد في مجالسهم و أمورهم .
إنّ العلم نور والله أوصانا أن نكد في تحصيله فشتّان بين العلم والجهل .والمولى عز وجل يقول :قل أيستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون .
ولكن عرب الحداثة فرطو فيه بل حكمو عليه بأنه كفر وأنّ كلّ من تجرعه فهو رجعي ِفأصبحنا في زمن يكرم فيه الشعراء والمغنين وتشيد لهم القصور وتيسر لهم الأمور ويتحول هذا الذى يسمونه بالفن من شيء وضيع إلى فن راقي رفيع الشّأن و بالموازات مع هذا يهان العلماء و المفكرين الذّين ألبسوهم لباس العار وإن أكرموهم اصطنعو لهم باقات من الرد وابتسامات مزيفة .
إننا في وقت أصبح المتكبر فيه سيدا والمتواضع خادم صغير له يقدمون له العزاء متحججين في ذلك بالقضاء والقدر وهم الذين طالما لم يعني لهم القدر شيءا يوما ما .
إننا في وقت تملؤ فيه السجون بأصحاب الرأي السديد ِويحكم عليهم بالإلحاد والمجون .من قال أن الديمقراطية دستور العرب ؟ .لو أن الديمقراطية نطقت لقالت أنها لا تمد لحكامنا العرب بأي صلة لحكامنا العرب ولتبرّأت منهم .ما معنى تحقيق السيادة والعظمة على حساب أشخاص ضعفاء ومستضعفين فوق الأرض .
هل يعلم هؤلاء الجبابرة أنّ اللّه جامع الناس إلى يوم لا مفرّ منه ؟.
يوم ينسى الواحد منا خليله ِوتضع فيه كل ذات حمل حملها .يوم تشخص فيه الأبصار