القصة التفاعلية
ابو محمد السوداني
دعوة لكتابة المقاطع التكميلية لقصة ( تصدع القلاع )

القصة التفاعلية نوع من انواع القصة القصيرة يشترك في كتابتها أكثر من قاص ، حيث يقوم الكاتب الأول بتأسيس المقطع الأول ، ويليه الثاني لينسج مقطعه على ضوء المقطع الأول وتكملة له ، حيث يتخذ من رموز ودلالات وشخوص وأحداث المقطع الأول وسيلة لبناء مقطعه ، وهكذا يفعل الكاتب الثالث والرابع أو الخامس الذي يقوم بصياغة خاتمة القصة وبذلك يتكون نص قصصي واحد .. يشرف على تداول المقاطع احد الكتاب يدعى بالمشرف أو الموجه الذي يتولى اختيار الكتاب وتداول القصة فيما بينهم .

لم يكن هذا النمط من القصة جديدا وإنما سبقه مشاركات في كتابة القصة ، لكنها لم تكن مبنية على أسس أدبية واضحة كما هو الحال في مختبر السرد .
وضع البيان التأسيسي الأول في بغداد على يد نخبة من الكتاب والمثقفين وأعلن عن تأسيس ( مختبر السرد العراقي ) الذي يقوم بالأشراف على القصة التفاعلية بإدارة القاص صالح جبار محمد .
تعرض القصة في النهاية على خبير في النقد القصصي ، لتثبيت دراسة خاصة بها ، ومن ثم نشرها في الصحف مع الدراسة النقدية .
أنتج مختبر السرد لحد الآن خمس قصص تفاعلية كان أولها قصة ( مقاطع حمادي ) وآخرها قصة ( تصدع القلاع )
االيكم قصة ( تصدع القلاع ) التي كتب المقطع الأول لها القاص عبدالرضا صالح من العراق وكتب المقطع الثاني القاصة ماجدة سلمان من سوريا

أرجو من كتابنا الأفاضل تكملة هذه القصة ممن يجد في نفسه الرغبة على الاشتراك فيها .. وهي بحاجة الى مقطعين او ثلاث لتنتهي بخاتمة ملائمة



تصدع القلاع

المقطع الأول .. .. عبدا لرضا صالح / العراق

عثرت على قصاصة ورق ، تحت فراش والدتي ، بعد وفاتها ، كان قد كتبها والدي أيام النضال .. وكانت والدتي تحلم دوما بأن تكون أميرة ، تحمل في الهوادج ، وتجلس على موائد سحرية ، يمشي خلفها الخدم والحشم ، وبين يديها الجواري والغلمان .. وهي لا تزال جاثية في بيتنا العتيق الذي مضى زمانه وتعدى مكانه ...
جاء في القصاصة :
تمطت على ظهر فرسها الأدهم في هدوة ليل ساكن ، وأسرجت لجامها بحذر وترقب تشوبه قوة خفية ، وتوثب جامح ، وإصرار عنيد ، متحدية كافة العيون ، التي تتلصص خلسة و ترصدالغرباء القادمين الى أسوار المدينة والمتسللين منها .. راحت تقطع المسافات النائية قدما ، تعد نبضاتها وحركة النجوم ، وأجمات التخوم . بينما تطاير غبار الأرض على ضوء القمر مدافا بسموم تموز و باعثا الضيق والحشرجة في الصدور .
لا بد من الوصول الى المثابات التي افترشها جموع النازحين واتخذت من ترابها أعشاشا ، ومن طينها قوتا ، ومن دفئها دثارا . بعد أن انتفض الغول من قبوه هائجا ، يتجشأ أنفاسه الصدئة ، وتتفتح شهيته للدماء الساخنة ، و تتفجر شراهـته الحمقى .. مغرورا ، مكابرا ، ليزدرد كل ما يصادفه من لحوم المخلفين والجياع ، ويتركهم أكداسا من الهياكل ، تملأ الساحات .
كان الهمكبيرا ، وعبور الأسوار صعبا ، الوصول هناك ، وتثبيت الراية والعودة الى نقطة البدء ، قبل أن تطل نجمة الصباح ، مخاطرة قاسية .
والغريب في الأمر أن الغول لا يزال نهما، فاغرا فاه ، لم يرتو بعد من جثث الثائرين !! ، وحراسه منتشرون فوق القلاع وفي الدروب ..
والنازحون جمعوا شتاتهم متأهبين للوثوب على أسوار المدينة من خلف الكثبان .. لكن الوقت لم يحن بعد .. ينتظرون الإشارة .
كانت والدتي قد بلغت عمرا تليدا وهي كلما نهضت من نومها سألتني :
هل قدموا العلف لفرسي الأدهم ؟
وهل أن الأميرة ابنة الغول لا تزال في المنفى ؟..
.................................................. ...................................
المقطع الثاني .. ماجدة سلمان / سوريا
القصاصات تزحم المكان وتحت كل سرير، بيضاء .. صفراء .. نعتقة الحبرهل ما جاء بها نبوءة ؟ ام اسطورة من القرن الأخير؟
تلك المنفية الى جدران اعماق المناضل ..تحلم ..بينما الأحلام تتكسر كموج البحر على صخرة ، تنحت كما الزبد على الجسد المسجي على سرير المنفى الذي يقبع ليس بعيدا عن ضوضاء المدينة ، الصخب يخترق الجدران ، الوقت يأزف ، يتشتت الشتات ، ينهدم الفنار لتضيع معه الإشارة .
وفي الحضيرة يعلو الصهيل .. ينفلت العقال.. النار تأكل في السنديان ، وتنحل الضفيرة .. يرتحل الحرير مع نسائم الريح عابقا ببواقي القداح تحت ظلال الليمون على ابواب نيسان ، والدم بين الأودية جدول على خجل يسير ، بينما القصاصات تطفو والأوهام تتخثر .
السكون يطن في ذاكرة النهار المحموم بالدخان المنبعث من جوف الكتل الحديدية ، يسخن الهواء يحتبس .. يتحشرج في رئتين اجترت الهموم مع الدخان الممتزج بالأغبرة ، الوجوه العابسة قسرا تترنح تحت ازميل ينقش على واجهتها الأمامية .. ممنوع الهمس .. الأوتاد تخز بقايا الأجساد المترنحة تحت وطئ الحبر الذي فر قبل بلوغ مصب النهر .
لم يكن حلما ذلك الذي افاقت منه في الليلة الثانية بعد الألف .. كائن الآن ، ولما سيأتي من الزمان في عصر الغيلان ، ابنة الغول .. لم تكن غولة !! حقيقة ؟ أم مجرد مقولة ؟!
.................................................. ..............................

المقطع الثالث ......