على قارعة التيه
وحدي جهلتُ مفـارق الطرقـاتِ
يا مبحراً سـرباً علــى أنَّـاتي
حطَّتْ علـى كبدي نوارس أحـرفي
ثكلـى , فجزتُ بربعهـا فلواتي
ألقيتُ ألواحــي لأنِّيَ شــاعـرٌ
يغفو المســاء على يدي صبواتي
ولأنني بحـــرٌ بغير شـواطــئٍ
أدمنتُ دفء الشمس في الموجـاتِ
ولأنني كـــلُّ الّــذين أحبُّهم
أعطيتُ هـذا الكون بعضَ سمـاتي
وركبت ظهر الغيب ملتحفاً بــه
إذ لا حـدود لثورة الكلمــاتِ
خضخضتُ أضلاع الزمان بقبضتي
وغرستهـا رؤيـا علـى الشُّرفاتِ
هــذا قميص العمر قُدَّ ولم تزلْ
سـفني بـلا مَرسىً ولا مِـرساةِ
تتقاذف الأمواج ثوب شـرودها
متكسَّراً مـن قسوة الطَّعنــاتِ
وكـأنني لا أفــقَ يحضنني ولا
ظــلٌّ تلوذ بكمِّــه أبيــاتي
أنا أمَّةٌ مـازلْتُ أنظر في غـدي
متوجِّسـاً مـن زحمــة النَّكباتِ
بيدي عصايَ وألـف فرعونٍ ورا ....
....ئي جاء يغرسُ خنجراً بلهـــاتي
وجعُ النخيل على الشِّـفاه معتَّقٌ
ومزاجُـهُ مـن دجـلةٍ وفـراتِ
شـربتْه أحجـار المآذن فاكتستْ
مـن نبضه ثوبـاً مـن الآهـاتِ
أنـا أمَّـةٌ مسـرى النَّبيِّ أضعتـه
متخـاذلاً , وا ضيعـة الصَّلواتِ
ما زلـتُ في تيهي , وكـلُّ أحبَّتي
كانـوا هناك صدىً من الأصواتِ
لا بـدَّ مـن يـومٍ يجـيءُ محمَّلاً
بالـتِّين والـزَّيتون والآيــاتِ
وحدي هنـاك حملتُ عرشَ ربيعه
وسكبتُ ضوء الفجر في الكاساتِ
أنـا كلما أمعنْتُ في سـفري إلى
شـطآنه , وركبْتُ مـوج دواتي
ونظرْتُ خلف الأفق علِّيَ أصطلي
آنسْتُ نـاراً , فاختصرْتُ شتاتي
علي صالح الجاسم