الإتهـــامـــات العــراقـــيــــــة .. والمسئولــــية السوريــــة
الــــوعـــي العـــربـي
- الأزمة السورية العراقية هي ليست الأولي من نوعها منذ أن دخل العراق في حقبة ما يسمي بالعراق الجديد فبالأمس يعُلن عن تحالف وتعاون إستراتيجي بين البلدين وسرعان ما يتحول التعاون بين البلدين إلي تبادل إتهامات نارية وذلك علي خلفية ما حدث من تفجيرات الأربعاء الدامي التي أودت بحياة المئات من العراقيين الأبرياء بل ووصل الأمر إلي الحد الذي أتهمت فيه حكومة المنطقة الخضراء وعلي لسان المالكي المملوك بضلوع سوريا في هذه التفجيرات وإيواء عناصر إرهابية تتسلل إلي داخل العراق لارتكاب جرائم حرب كما قال زيباري بل وقد حملت حكومة الإحتلال سوريا المسئولية عن إقامة مراكز تدريب علي أراضيها لإعداد المهاجمين والإرهابيين علي حد قولهم ، وبصرف النظر عن الجهات التي تقف وراء هذه العمليات فلن نخوض في تفاصيلها فقد تناولها الأستاذ عوني القلمجي في مقاله له بشئ من التفصيل تحت عنوان "الأربعاء الدامي في العراق وتداعياته اللاحقه "، فالعراق اليوم أصبح عراقا جديداً مستباحا تتصارع فيه قوي كثيرة من العملاء والجواسيس ومختلفا عن عراق الأمس العربي القومي ولكن ما قصدناه من وراء ذلك هو أن الشقيقة سوريا تتحمل جزءاً كبيراً من المسئولية الأدبية ولا تريد أن تعي الدرس فقد كنا نشرنا من قبل مقالا بعنوان" الرهان السوري الخاسر" وقد كنا تناولنا فيه بشئ من النقد طبيعة الدور السوري وسعيه إلي الإعتراف بالحكومة العميلة وإقامة علاقات دبلوماسية مع حكومة المنطقة الخضراء في ظل وجود الإحتلال الأمريكي وكان هذا المقال في أكتوبر من العام الماضي بعد الاعتداء الآثم من قوي البغي والعدوان الأمريكي علي السيادة السورية وبمباركة الحكومة العراقية علي منطقة البوكمال الحدودية عن طريق عملية الإنزال التي قامت بها أربع مروحيات أمريكية والتي راح ضحيتها عشرات من الشهداء السوريين في منطقة القبائل وبعد هذه العملية القذرة خرج علينا الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ او الرقاص بقوله زوراً وبهتانا بان الجيش الأمريكي أستهدف خلايا لتنظيم القاعدة ما زالت تنشط في هذه المنطقة وقد قلنا حينها بان هذا هو الثمن الذي دفعته الشقيقة سوريا مع كل الاحترام والتقدير لما تقوم به القيادة السورية من مواقف عربية شريفة إلا أن حديثنا حينها قد أغضب بعض أصدقائنا لانتقادنا الدور السوري فيما تقوم به من دعم العلاقات مع هذه الحكومة العميلة وذلك محاولة منها في تخفيف الضغط عنها بمحاولة إعطاء أو إسباغ شرعية غير مستحقة للحكومة العميلة متجاهلة وجود إحتلال أمريكي فجاء الرد الأمريكي العراقي حينها سريعا بهذا الإعتداء الوحشي الغاشم علي منطقة البوكمال وهذا ما حذرنا منه وقلنا بان ما يحدث ليس في صالح سوريا او الشعب العراقي وهذا ما ثبت صحته اليوم فعلي الرغم من موقف القيادة السورية كان ومنذ الإحتلال الأمريكي للعراق أتسم بجملة من المواقف الإيجابية الداعمة للشعب العراقي ومنها أستضافة حوالي المليون ونصف من أهل العراق الفارين من آتون الحرب هناك وكذلك دعم بعض فصائل المقاومة إلا أن هذه المواقف السورية سرعان ما تغيرت وتراجعت وفوجئنا بإعلان زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لأول مره إلي المنطقة الخضراء وقام بعقد مجموعة من اللقاءات مع المالكي والزيباري لعلها تكون الفرصة المواتية لكي تجني منها ثمرة دورها في نجاح العملية السياسية واستقرارها وإنقاذها من الانهيار مقابل رفع العزلة الدولية عنها إلا أن الأوضاع لم تتغير وما زال الضغط علي سوريا كما كان لم يتغير علي الرغم من إقدام القيادة السورية علي تكرار الخطوة بإقدامها علي أقامة العلاقات مع هذه الحكومة الطائفية العميلة وقامت بإيفاد نواف فارس سفيرا لها في العراق في الوقت الذي تحذر فيه كل القوي العراقية الوطنية المقاومة من خطورة إعتراف الأنظمة العربية بهذه الحكومة وإرسالها سفراء لها إلي العراق لان هذا ليس في مصلحة العراق وإنما ذلك يصب في صالح الاحتلال وحكومة الاحتلال . لقد راهنت سوريا مع تقديرنا لقيادتها وسياستها علي تغيير المواقف الأمريكية والأوربية حيالها وقد خسرت الرهان فبمجرد أن وقعت تفجيرات العراق في الوقت الذي كان المالكي يقوم فيها بزيارة إلي سوريا علي رأس وفد كبير من وزراء الاحتلال لتوقيع إتفاقيات تجارية ونفطية وتشكيل لجان تعاون إستراتيجي بين البلدين حتي قطع زيارته التاريخية إلي سوريا وأعلن سحب سفيره من دمشق وقبل أن يغادر البلاد عائدًا إلي العراق حمل سوريا المسئولية عن هذه التفجيرات وخرجت بعدها تصريحات منُظمة وممُنهجة من الطالباني والزيباري تحمل ذات المضمون ، ولهذا كان ما أقدمت عليه سوريا من مواقف نحو الحكومة العراقية ومد يد العون لها لإنقاذها من الانهيار متجاهلين وجود الاحتلال الأمريكي الذي ما زال جاثما علي صدور العراقيين والأمة العربية كلها خطئاً ، ولهذا لن تقبل الحكومة العراقية سوريا صديقة أو حليفة لها لان أمريكا وإسرائيل لن تقبل أن تكون حليفة لان القيادة السورية غير قادرة علي دفع الثمن لان الثمن سوف يكلفها كرامتها وعروبتها وأن الإحتلال الأمريكي وحكومة العملاء تريد من سوريا الكثير والكثير ولن تكتفي بما تقدمه سوريا من دعم لهذه الحكومة الغير شرعية ولكن ترغب في أن تكون سوريا زراعها الطويلة في القضاء علي أصوات العراقيين المعارضين وممن ينتمون لحزب البعث والموجودين في سوريا ومن ناحية ثانية الضغط علي سوريا لمحاولة فك أرتباطها مع النظام الإيراني وقبول ما يُملي عليها نحو التطبيع مع العدو الصهيوني، الواضح أن كيل هذه الإتهامات لسوريا هو سيناريو جديد يتم طبخه من خلال الضغط عليها من جديد ودفعها للتعاون أمنيا لدعم المشروع الأمريكي الذي قارب من الإنهيار في العراق ، وعلي النظام في سوريا سحب مواقفه الداعمه للعملية السياسية في العراق ومراجعة مواقفها نحو العملاء ورفض التواجد الأمريكي بما لا يؤدي ألي تشويه صورتها المقاومة للهيمنة الأمريكية الصهيونية ومواجهة الضغوط والتهديدات وبذل المزيد من التضحيات والصبر في مواجهة البلاء فقد أقترب النصر وأنهار المشروع ولن تسلم سوريا من الضغط عليها طالما كان الإحتلال قائم في العراق ولكل من يفكر في محاولة مساعدة الآفعي الأمريكي وحكومته العميلة لن يسلم من لدغه وسمه القاتل .
www.alarabi2000.blogspot.com