لقاء حواري مع الأخت الكريمة
سكينة جوهر

سلام الله عليك في البدء أختي الكريمة سكينة جوهر ورحمته تعالى وبركاته
وبعد ...
أحييك في رحاب المربد المزهرة بكل حرف عربي أصيل ازدان بتحية الإسلام الخالدة ... بحروف من مسك وطيب أحييك، وبحروف من أريج وشذى أهدي إليك هذا اللقاء الحواري، وقبل أن أبسط هذا الجسر الثقافي التواصلي على هذه الصفحة المربدية المشرقة، أرى في ما أرى أن أستهل هذا المقام المعرفي بتمهيد تأملي، وبباقة من ورودك الشعرية ...
للحرف العربي الأصيل والشعر العربي العتيق، لا ريب، نبض رشيق وجوهر جليل، بل إن لهذا الكائن اللغوي الحي وذاك أصوات، وأصداء، ونبر، وهمس، وصهيل ... ثم كيف بألق الصبح والفرح الجميل؟ وكيف بالعتمة إذ ترخي سدولها، وكيف بالحلم القتيل؟ كيف بحال المرء إذ يمشي وحيدا في القيظ وهو يتصبب من الجبين إلى أخمص القدمين عرقا على عرق، وكيف به إذ يقطع الليل فردا، وقد سكن في عينيه أرق جاثم على أرق؟ ثم كيف به إذ يجوب الأرض غريبا ينادي الرحيل الرحيل، وحذار من الغرق؟ أحقاً ستظل هذه الحروف حبرا على ورق؟ أصدقاً لن تفيد هذه الكلمات اليوم وغداً وبعد غد في شيء كثير أو قليل من خطها، ومن سمعها، ومن بها نطق؟
*
فيض الوجدان بليالي رمضان
أيا رمضانُ جئتَ لنا سلاماً*
ومِنْ بعد اشتياقٍ طالَ عاما
ًأتيتَ بكلِّ خيـْـــرٍ نَرْتجيهِ*
صِيــاماً أو زكاةً أوقِيَاماً
ودوماً أنْتَ شهْرُ الخيرِ حقاً*
فَدُمْتَ لأشْهرِ العامِ الإِمَامَا
وَحسْبُ الصائمينَ وُعُود ربٍّ*
يُكَافئِ بالمزيدِ مَنْ اسْتَقَامَا
وقولُ الصَّادِقِ المصدُوقِ طهَ*
بفضلكِ كَمْ يفيضُ بِنَا سَلاماً
فأولُهُ بنا الرَّحماتُ تَهْمِي*
لتشملَ كلَّ مَنْ صلَّى وصَاماً
وأوْسَطُهُ لنا الغفرانُ يَمْحُو*

ذُنوبَ التائبـينَ بهِ دَواماً
وآخِرهُ مِن النيرانِ عِتْقٌ*

لمن زكَّى وصلَّى ثمَّ قاماً
سكينة جوهر
***
سؤال قبل الأسئلة
إذا سال أهل المربد الأزاهر: من هي يا ترى سكينة جوهر جملة وتفصيلاً؟ فبما يا ترى ستجيبينهم شعراً ونثراً؟
سؤالي الأول
ما الذي يعنيه لك الشعر العربي؟ وما الذي يُقصد به في رأيك بعيداً عن التعريف المتداول بين أهل الشعر والنقد على حد سواء؟ ثم هل ما يزال الشعر ديوان العرب بغير منازع؟
سؤالي الثاني
كيف كانت البداية الشعرية لديك؟ وما هي في رأيك رسالة الشاعر ووظيفته الحقيقية؟ ومن هم الشعراء الذين قرأت لهم أكثر من مرة؟
سؤالي الثالث
هل ثمة فاصل بين الكتابة النثرية والنظم الشعري؟ إن وجد فما عساه يكون تحديداً؟
سؤالي الرابع
ما طبيعة القصائد الشعرية التي تجدين في نفسك ميلاً إلى رصدها بالقراءة واقتفاء أثرها بالتأمل؟
سؤالي الخامس
ترى هل الشاعر في حاجة إلى تذوق الأعمال الأدبية النثرية لينظم الشعر؟
سؤالي السادس
كيف ترين القصيدة العربية المعاصرة؟ ثم أثمة موضوعات معينة لها قصب السبق في اهتمامات شعراء العرب اليوم؟
سؤالي السابع
ما الذي يعنيه النقد الشعري بالنسبة للقصيدة العربية قديماً وحديثاً؟
سؤالي الثامن
هل ثمة من علاقة جوهرية عميقة بين شكل القصيدة العربية ومحتواها ودلالاتها؟
سؤالي التاسع
ما هو في اعتقادك حظ الإلقاء والإنشاد ممَّا ينظمه الشعراء المعاصرون من قصائد؟
سؤالي العاشر
ترى هل ثمة أصداء للسيرة الذاتية خاصة بالشاعر أو بالشاعرة في ما ينظمانه من شعر؟
سؤالي الحادي عشر
ما الذي ترينه في الشعر الإسلامي الحديث؟ وما نظرتك الخاصة إلى الأدب الإسلامي عموماً؟
سؤالي الثاني عشر
كيف ينتقي الشاعر عناوين قصائده ودواوينه الشعرية، ثم ما الذي تدل عليه العناوين المنتقاة من طرف الشعراء في رأيك؟
سؤالي الثالث عشر
ما الذي ترينه في شأن النثر الشعري/القصيدة النثرية، أو ما يسمى بالشعر المنثور والنثر المشعور؟ وهل ثمة ما يشهد لهذا اللون التعبيري في الأدب العربي؟
سؤالي الرابع عشر
كيف تنظرين إلى مسألة الغموض والتعمية في الشعر العربي؟ ثم أما تزال للرمز حديثاً ذات المكانة التي كانت له قديماً؟
سؤالي الخامس عشر
هل ثمة من مقارنة ممكنة بين عتيق الشعر العربي وحديثه على مستوى المباني والمعاني، أم أنه لا قياس مع وجود الفوارق؟
سؤالي السادس عشر
ما حقيقة الصلة بين الشاعر وشعره؟ وهل من حضور للبعد الأخلاقي الإسلامي في معظم ما ينظمه شعراء البلاد العربية الإسلامية من شعر عربي اليوم؟ وهل يصح القول: الشعر للشعر على وزن الفن للفن؟ أم أن هذه العبارة لا أساس لها أصلاً من الصحة؟
سؤالي السابع عشر
هل بالإمكان الحديث عن أغراض شعرية مستحدثة؟ وهل ثمة من الأشعار ما ينتمي إلى أدب القصة؟ ثم هل سبق لكِ أن صادفت في قراءاتك سيراً ذاتية شعرية؟
سؤالي الثامن عشر
ما حظ الصبية سكينة جوهر مما تنظمينه من قصائد شعرية؟ وهل تعثرين على آثار لها في يسير أو كثير مما تقرئينه من أدب؟
سؤالي الأخير
هل ثمة من أسئلة ترقبتِ مني بسطها في هذا المقام الحواري، فلم أهتد إليها؟ ما هي؟ وما عساها تكون إجاباتك عليها؟
*
هذه أسئلتي الحوارية، أرجو أن يجد القارئ بين ثنايا حروفها الاستفهامية نصيباً مما كان يستشرفه من بعيد أو ينتظر بزوغ هلاله عن قريب، وهي باقة حروف أهديها إلى أهل المربد وزواره الكرام أزهاراً باسمة في مزهرية مربدية، ثم إنها قطر من غيث، وغيض من فيض، ومنتهى القصد والمبتغى أن تضيف جديداً أو تضيء قديماً، وعسى أن تقر بحروف أسئلتي وبحروف إجاباتك المنتظرة أعين القراء الكرام والقارئات الكريمات، وأن يتقبلوها ويتقبلنها بقبول حسن...
في انتظار حروف إجاباتك مشرقة محلقة في سماء هذه الواحة المربدية الصافية.
حياك الله

د. عبد الفتاح أفكوح = أبو شامة المغربي

aghanime@hotmail.com