لكنهم لا يكترثون بتلك الفوارق المادية والمعنوية, فقد فقدوا الأمل بتحسين أوضاعهم منذ عشرات السنين, ومازالوا يصرون على مواصلة عملهم المضني ليل نهار, في بيئة بحرية شديدة القسوة, ومحفوفة بالمخاطر والمصاعب, فما أن تتعالى الأمواج المتلاطمة, وتشن غاراتها على المنصات الفولاذية, حتى تهب عليهم عواصف أخرى تولدها الرياح المزمجرة, وتؤججها عفاريت الأعماق الغاضبة, فتتخلى المنصات عن هدوئها وسكينتها, وترضخ لسلطان البحر ومزاجه المتقلب, وتأخذ بالترنح والتمايل, فيشعرون إنهم سينجرفون مع التيارات المروعة, وتنقطع صلتهم باليابسة, لكن صلتهم لم ولن تنقطع بمالك الملك, ومسيّر الفلك. الكبير المتعال.
قرأتها مرتين
وسأعود
فهذه قصيدة أيها النبيل
تقبل احترامي