قــافــا
شـعر: عبد الكريم أديب بدرخان
عصفورٌ يرقصُ فوق الماءْ.
تفردُ جنحيها في الليل.. فينسكبُ النورُ
وتحملُها أمواجُ الموسيقى
تخطو فوق الماءِ.. فتوجعُ قلباً تحت الماءْ
قلباً يتبعُ خطواتِ الحلمِ
يطاردُ أذيالَ الخُيَلاءْ.
عصفورٌ يرقصُ فوق الماءْ.
* * *
خطواتُكِ لا تطأُ الأرضَ.. دموعي ترفعُها
تسحبُني نسماتُ الفلِّ إليكِ
فأدنو أكثرَ.. أكثرَ..
من شلاّلِ الذهبِ الأشقرِ
من أمواجِ الفضّةِ تعبرُ جسمكِ
ألمسُ كفَّكِ – بالخطأ المقصودِ – فيجرحُني الماءْ.
عصفورٌ يرقصُ فوق الماءْ.
* * *
تحت الثوبِ الأبيضِ.. أزهارٌ تتفتَّحُ
تشربُ من كوثرِ نهديها.. تسكرُ
تترنَّحُ في حالةِ وجدٍ صوفيٍّ
يأخذُني الحالُ.. فأرفعُ كفَّيَّ إلى الأعلى:
سبحانكَ ربّي كيف نُكذِّبُ بالآلاءْ؟
عصفورٌ يرقصُ فوق الماءْ.
* * *
في الرقصِ أطيرُ إليكِ.. وتمنعُني
القيمُ الجبليّةُ عن جسدٍ
يتعرّى في ملكوتِ الحلمِ.. سراباً أبيضَ
يحملُ مطراً في شفتيهِ
ليرويَ صحراءَ الروحِ العطشى
يحملُني الحلمُ بعيداً
أبعدَ.. أبعدَ.. أعلى.. فوقَ خيالاتِ الشُعراءْ.
عصفورٌ يرقصُ فوق الماءْ.
* * *
تقتربُ الخطواتُ وتنأى
ترسمُ في الساحةِ أبعادَ الشوقِ
ويتَّحدُ اللحنُ القفقاسيُّ
مع الضوءِ الأشقرِ
مع همساتِ العطرِ
تحاصرُني – في حضرةِ عينيكِ – أرقُّ الأشياءْ
أكتشفُ الثالوثَ الأسمى:
( أنتِ .. أنا .. قافا )
الـقافا كونٌ يحكُمهُ كيفَ يشاءْ:
عصفورٌ يرقصُ فوق الماءْ.
* * * * *
قـافـا : رقصة فولكلورية شركسيّة، تتّسم بالأناقة والجمال، يقف شاب وفتاة مقابل بعضهما البعض في ساحة دائريّة، يقتربان من بعض ويبتعدان وفق خطواتٍ منتظمة وعلى رؤوس الأصابع، وهذه الرقصة تمثّل المرحلة الأولى من علاقة الشاب والفتاة.