هبطت إليك من المحــل الأرفــع ورقـــاء ذات تحجب وتمنـــــع
محجـــــوبة عن كل مقلة عارف وهي التي سفرت ولم تتبرقـــع
وصلت على كـــــره إليك وربما كرهت فراقك وهي ذات تفجع
أنفت وما سكنت فلمـــــا واصلت ألفت مجاورة الخراب البلقـــع
وأظنهـــا نسيت عهــودا بالحمى ومدامعا هطلــــت و لم تتقطع
حتى إذا اتصلت بهاء هبوطها في ميم مركزها بذات الأجرع
علقت بها ثاء الثقيل فأصبحت بين المعالم و الطلول الخضع
تبكي إذا ذكرت ديارا بالحمى بمدامع تهمي ولما تقطع
وتظل ساجعة على الدمن التي درست بتكرار الرياح الأربع
إذ عاقها الشرك الكثيف وصدها قفص عن الأوج الفسيح الأربع
حتى إذا قرب المسير إلى الحمى ودنا الرحيل إلى الفضاء الأوسع
هجعت وقدكشف الغطاءفأبصرت ما ليس يدرك بالعيــــــون الهجع
فهبوطها إن كان ضربة لازب لتكون سامعة بما لم تسمع
وتعود عالمة بكل خفية في العالمين فخرقها لم يرقع
وهي التي قطع الزمان طريقها حتى لقد غربت بغير المطلع
فكأنهـــا برق تألـــــق في الحمى ثم انطوى فكــــأنه لــــم يلمــــع
الطبيب العربي
الشيخ الرئيس

ابن سينا