كفاك جمودا يا بنت الشهباء !!!؟؟؟.....

في غلس الدجى خلوت أقلب أوراق عمري التي ما تلبث من حين لآخر إلا وتتألم من ازدياد جرعة ذعاف عري الأدب وطغيان سوقهم في الساحات التي باتت عرضة لمشاهد الرقص مع الغواني في الحانات ....
أسأل نفسي:
ممن نلتمس القيم والمبادئ والأدب الخليع الفاحش لا يفتأ يوما بعد يوم يزداد في وقاحة ورواج دون خوف من الله ولا خشية ولا استحياء!!! ؟؟....
أيريدون منا أن نلتوي وننكسر ليسهل عليهم تناثر حطام جمال الأدب والعفّة والشرف والنقاء !!! ؟؟....
أم ندع لؤلؤة الكلم تفقد بريقها وسط الزحام لئلا نبيّن لهم أن أمانة الأقلام لا يمكن لها يوما أن تهن أوتكل !!! ؟؟....
أم يضيع الأدب النظيف وينزلق تحت تأثير الغواية والإغراء بحجة مواكبة حداثة العولمة والعصر !!! ؟؟....
ما إن انعدل الليل ليثقل مني حركة النوم من بعيد البعد أسمع صوتا يناديني :
عليك يا ابنة الشهباء أن تخلعي الحشمة والحياء والأدب عن رداء قلمك لأن الأدب المكشوف وتوصيفه ، وفوضوية الكتابات التي لازمام لها ولا خطام ستحملك لعالم الشهرة التي يطالبك بها زمانك .....
أما تعلمين أنّ الحداثة والإبداع الفني في موازين زماننا اليوم لم تعد تلتزم بآداب وأخلاق أمانة القلم ، ورسائلك لم تكن تحمل بين ثنايا حروفها إلا فكرة الوعظ والإرشاد ، وجمال وطهر الحبّ !!! ؟؟....
اخلعي عنك هذا الرداء المتزمت في الصور والرموز والتعبيرات والدلالات ... الذود عنه لا يبيحه لك عالم الصرف ، والتجهيز لعدته لا يقرّه مركب الحرب ، والتلويح به يعني الجمود وأنك لن تواكبي بعد عصر الحداثة والعولمة...
ما يحفظه قلبك يا أمينة لم يرفعك فوق قدرك ولم يجني إلا عليك ؛ بل محرم عليك أن تأخذي قدر ما أعطيت ، وتجمعي قدر ما بذلت .....
فضائلك مع عالم العولمة وأصحاب السوء و المراء لم تعد مشروعة ، وعلامات المحبة والطيبة في داخلك لم يسمح لها يوما أن تتربع على منصة الشهرة فهل يحق لك أن تسألي بعد هذا كله من أنا !!! ؟؟....
أما علمت أيها الباغي المعتد على شرعة وأمانة القلم أن لؤلؤة خواطرها البسيطة ، وملامحها الطفولية الساذجة ما زالت تأمل أن تعبر قيم الحق والجمال والحب !!! ؟؟....
صوت هادئ يسري من وجهه البدر طالعا ، وبلوامع الأمل ونسيم الفجر بهيا مستلمعا ؛ أسمعه يشدو بهمسه ناصحا محبا لي مسترسلا :
لقد خاب وخسر من ولّى أمره للساقطين التي تأسرهم بضائع الغواني والحوانيت ، وتغلبهم سقطة الآهات والحسرات وقد انحط قدرهم على طرفي يمين الشرّ وشماله تائهون في ظلمات النزوات وسراديب الشهوات .....

يبقى يا أمينة الرحيم الرحمن الذي سبقت رحمته غضبه هو العادل بقضاء حكمه والعليم بشؤون خلقه وعلم الغيب عنده ...
فاسأليه ولا تنصرفي عنه واقتربي منه ولا تبتعدي فهو العالم الخبير بخفايا نواياك وسرّك ، وليكن غايتك وهدفك ابتغاء مرضاة الله فهو حسبك وكافيك .....

بقلم : أمينة أحمد خشفة
بنت الشهباء