في يوم شديد الحر .. ومع تصبب العرق من على الجبين .. جال بخاطري ذكر من هفا إليها القلب .. وتمنتها العين .. وقام الفؤاد داعياً الله تعالى أن يجعلها من نصيبي .. فكان الله أكرم ما يكون واستجاب لنداء فؤادي الحزين .. مرت 10 أيام .. واليوم الحادي عشر كان يوم الوداع .. فبدأت رحلة جديدة مليئة بعذابات الجوى .. عل الله يرحمنا ويعيد لم شملنا وجمعنا .. إنه ولي ذلك والقادر عليه ..



زوجتي .. تتلعثم حروف الشوق بيراعي .. لتخط أندى ما كتب على جبين الحب والوجد .. وأنين الجوارح والأطراف يبعثر أي أنسٍ قد يطرأ على القلب .. فتنزل دمعة حزينة لتنقش حروف الشوق نقشاً .. وتنزف آلام الفراق نزفا .. وتجمع ذكريات الماضي القريب جمعاً .. لتقول في ختام الحكاية .. إن الحياة دمعتان .. دمعة عند اللقاء .. ودمعة عند الفراق ..



زوجتي .. للكلام قوة .. ولكل قوة ما هو أقوى منها .. وأقوى من الكلام صمت الكلام .. فالصمت يكون الأقوى لمن يعرف معناه .. لأنه صرخة مدوية في عالم لا يعرف الصراخ .. عندما يعجز اللسان عن التعبير .. ويعجز العقل عن التفسير .. ويتوقف القلب عن الإحساس .. ونصل إلى النهاية ونحن في بداية التأسيس .. هنا يكون صمت الكلام .. عندما نفارق من نحب .. ونقابل من يذكرنا بمن نحب .. ونصدم حينما نستيقظ على حلم يذكرنا بمن نحب .. هنا يكون صمت الكلام



زوجتي .. لصمت الكلام حكاية أطول من أن أسردها في خاطرة مقتضبة .. فلسان الحال يعجز عن الإطالة .. ونبض الفؤاد يعجز عن الاستمرار .. لكن في داخله صوت خافت ما زال يلبث أن يخرج إلى جسدي كله وهو يناديكِ لتكوني معه جنباً إلى جنب في خطوات عمره .. ولتزرعي الورد والياسمين داخل أرضه .. لينام على راحة ذكرك .. فتغمض الجفون .. وتنام العيون .. ويرحل البدر معانقاً السماء .. ليستيقظ الفؤاد مع الفؤاد .. ويتبادلا الذكرى والشوق والأنين .. والدعاء لرب العالمين .. أن يكون اللقاء عما قريبٍ .. آمين


مالك بن محمد الزعبي
20/8/2009