الحـرب الـقــادمــة والـغــرق فــي شـــبر مـــــــاء





يسعي الكيان الصهيوني وأمريكا هذه الأيام أكثر من آي وقت مضي بإثارة دول حوض النيل لإعادة النظر في إتفاقية مياه النيل التي لم يطرأ عليها آي تغيير سواء أكانت بشأن حصص مياه او إقامة مشاريع وسدود ولهذا جاءت جولة وزير الخارجية الصهيوني المتطرف ليبرمان الذي هدد بضرب السد العالي واغراق مصر الي القارة السمراء هذا الشهر، ومنها دول حوض النيل وذلك للضغط علي مصر من خلال نهر النيل حيث أن هضبة الحبشة باثيوبيا تمد مصر بحصتها من مياه النيل ،وتهدف إسرائيل بذلك الي التحكم في مياه النيل كورقة ضغط كبيرة علي السياسة المصرية وذلك من أجل تقديم المزيد من التنازلات وتحقيق أكبر قدر من المكاسب ، أذن الخطر يكمن هذه الأيام في الدور التخريبي والتهديدي الذي يلعبه الكيان الصهيوني في تحجيم الدور المصري ومنعه من لعب آي دور فيما يخص مياه النيل ولهذا يسعي الكيان الصهيوني الي العبث بمقدرات مصر من مياه النيل من خلال تغلغل نفوذه قي مناطق منابع النيل ولذا لجأ الكيان الصهيوني بمساعدة أمريكا في دعوة الدول الأفريقية للقيام بمشروعات من شأنها تقليل مصر والسودان من حصتهما في مياه النيل في محاولة منها للتاثير علي العلاقات بين مصر ودول الحوض ، ولهذا أطلقت الدول الغربية وعلي رأسهم أمريكا يد الكيان للعبث في منطقة حوض النيل والقرن الأفريقي لسيطرة نفوذه علي مصر والسودان من الجنوب لكسر الحصار العربي المفروض عليهم ، وعلي الرغم من دور مصر التاريخي في هذه المنطقة بما لديها من علاقات واسعة مع السودان والحبشة إلا أن الكيان الصهيوني نجح مؤخراً في تحجيم الدور المصري الذي تغيب او غيب عن محيطه الأفريقي مما أعطي الفرصة لمحاولة العبث في مقدرات مصر من مياه النيل فقد نجحت السياسة المصرية في الماضي في توقيع إتفاقية مياه النيل مع السودان مما مكنها من بناء السد العالي فاستفادت مصر والسودان من المياه المحجوزة والتي يصل حجمها الي 30 مليار متر مكعب كانت تذهب هباءاً في البحر المتوسط ، أما بالنسبة للأطماع الإسرائيلية في مياه نهر النيل فهي ليست حديثة بل تعود أطماعها الي القرن الماضي كخطوة أولي نحو أقامة وطن قومي لليهود في فلسطين من خلال فكرة توطين اليهود في سيناء وأقتراح تحويل مياه النيل الي سيناء عبر أنابيب تمر تحت قناة السويس ، ومازال حتي اليوم يراودهم هذا الحلم للوصول بمياه نهر النيل الي كيانهم ، المطمع الثاني لمياه نهر النيل هو منذ تم عقد أتفاقية السلام او معاهدة كامب ديفيد بما تحتويه من شروط وبنود سرية بين البلدين عن أمكانية التعاون المشترك أقتصادياً ومنها مشروعات عن الغاز والمياه والصناعة وغيرها ، ولقد أفصحت رغباتهم وأطماعهم المعلنة والغير معلنة عن إمكانية توصيل مياه النيل مقابل مبالغ مالية تدفعها لمصر والسودان وأثيوبيا نظير تاجيرهم مجري نهر النيل فقط ولن ياخذوا من حصة مصر آي متر مكعب مياه وهذا إن حدث سوف يهدد مصر بكارثة نظير ما سوف يتم ضخه من مياه لا تتحملها الكباري والقناطر والسدود علي المدي البعيد مما يهدد بحدوث إنهيارات وتدمير للطرق ، أن الأطماع الصهيونية علي المياه لا تقف فقط عند مصر بل يمتد التهديد والأطماع الصهيونية الي لبنان ومحاولتهم السيطرة علي نهر الليطاني ومنع لبنان من إقامة او إستغلال لمياه النهرلصالح البلاد ، كذلك أطماعهم في مياه نهر اليرموك أغني روافد الأردن وباحتلالهم مرتفعات الجولان والضفة الغربية أصبح بمقدورهم التحكم في مياه نهر اليرموك وهذا هو جزء من المشروع الإستيطاني اليهودي في المنطقة العربية وذلك لضمان نجاح المشروع الإستيطاني الصهيوني وذلك لربط اليهودي بالأرض وتوفير مصادر بقائه علي أرض فلسطين من خلال توفير المشاريع الزراعية والصناعية ، وقديما قالوا لنا أن مصر هبة النيل ولكن مع تهديد الصهاينة لنا في حصة مصر من مياه نهر النيل فالأمر يحتاج منا الي وقفة أمام هذه الأطماع والمؤامرات الخفية والتي تعرض الأمن القومي العربي كله وليس مصر فقط الي الأشتعال من خلال صب الزيت علي النار ، ولذا لابد من دورمصري فاعل من أجل وقف المؤامرات علي السودان بتصعيد أزمة دارفور وزعزعة أستقرار وأمن السودان وتنصيب حكومات عميلة تعمل علي الغاء الإتفاقيات الثنائية بين مصر والسودان والسيطرة علي تدفق مياه نهر النيل الي مصر ، وعلي مصر أن تحقق توازناً إستراتجيا بين سياستها تجاه منطقة الشرق الأوسط ومنطقة حوض النيل ويكون هذا الإهتمام متسقاً بما يحقق المصالح المصرية في عموم القارة الأفريقية وعلي مصر أن تعاود دورها الريادي في إنماء البعد الأفريقي وبناء إمتدادات أجتماعية وأقتصادية وسياسية مع دول حوض النيل لان تراجع مصر عن أداء دورها التاريخي في عموم القارة الأفريقية يؤدي الي تمدد الدور الصهيوني في المنطقة مستغلين غياب الدور المصري الإستراتيجي ، إذن الحل يكمن في عودة دور مصر العربي والأفريقي والإسلامي الي القارة الأفريقية الذي أرسي دعائمه الزعيم جمال عبد الناصر وتم تمزيقه وتقزيمه وإستبداله بادوار أخري تدور في الفلك الصهيوني ، وذلك من خلال أقامة المشروعات وتقديم المساعدات لدول حوض النيل وتقديم المنح الدراسية لابنائها وأقامة العلاقات السياسية والأقتصادية والعسكرية والدينية إذن الخطر قادم لا محال ما لم تغير مصر سياستها الخارجية والسيادية في موضوع المياه وإلا سوف نغرق في شبر ميه .
الــــوعـــي العــربـي

http://www.alarabi2000.blogspot.com