قالت أمي حين سرقت كتابا عن رسائل الحب من إبنها البكرأن الناس إثنان ؛ مؤمنون وكفار . المؤمنون لهم الجنة والكفار لهم النار .. فأين تريد أن تكون أنت ؟؟؟
أجبت وأنا أكتشف أن وجهها تصفو ملامحه كلما نصحتني ؛ أريد أن أكون معك أينما كنت . كان شرطها الوحيد كي أكون معها دائما أن أعيد الكتاب لمكتبة إبنها البكرالدسمة ، لكني لم أعده بعد كل هذه السنوات الطويلة .
بعد مرضها المفاجئ تذكرت شرطها ذاك ، وخفت أن تذهب دون أن تصحبني معها ، فقررت أن أعيد الكتاب الذي حفظته بعناية طوال هذه السنين ، غيرأن المكتبة الدسمة رافقت صاحبها إلى منزله الجديد ، وأشفقت على نفسي من إعادة الكتاب لصاحبه بعد هذه المدة ولسبب أكيد سيضحك من يسمعه .
سأحرقه … هكذا فكرت ؛ كتاب سيمنع عني صحبة أمي لا يستحق أقل من الحرق .
قبل أن أشرع في رمي أوراق كتاب رسائل الحب وأشعاره الجميلة وقصص الحب التي طالما رسمت الكثير من الخيالات في ذهني ، تذكرت أن وصف الجنة التي وعدتني بها أمي شابهت كل الحالات التي كنت أجدني متسرنما بها بعد قراءة قصة حب جميلة بين إثنين ورسالة مفعمة بكل المشاعر الجياشة . قارنت بين الجنة الواحدة التي كانت تحدثني عنها أمي وبين هاته الجنان التي في كتاب رسائل الحب ؛ كل جنة تكمل التي قبلها وتستقر جنب جنة أمي . لا أريد كيفما كان الحال أن أفقد الكتاب ولا جنة أمي .
كانت النار التي أوقدتها لأحرق الكتاب تخبو تدريجيا ، فقمت بإذكائها أكثر رغم أني قررت الإحتفاظ بالكتاب وعدم حرقه . تذكرت وصف أمي لنارالتي ستكون من نصيب الكافرين ، ورغم أن النار التي أمامي لا تقاس في شيء بنار أمي إلا أنها أرهبتني ولم تدفئني تلك اللية الباردة .
لم أجد من حل لمشكلتي سوى أن أبقى كافرا وأعتمد على عفو أمي كي لا تغادر دوني وتذهب بي معها إلى الجنة ؛ فلا أظن أن قلبها الكبير يمكنه أن يتركني دون أن ينشئ لي فيه جنة للكافرين ( … ) جنة لا يكون وصفها كجنة المؤمنين الذين خرجت منهم بسبب كتاب رسائل الحب الذي لم أستطع حرقه ، لكنها على الأقل ستتوفرعلى سبب دخولي للكفر ؛ ستتوفر على كتب كثيرة كي تذكرني بما إقترفته يداي .
أزمعت على عدم حرق كتاب رسائل الحب ، لكني لن أحتفظ به ؛ فجنة الكافرين التي سيسمح لي بدخولها تحتاج لمن يؤنسني فيها ، لذا قررت أن أقدم الكتاب لأحد ما وأنصحه بتقديمه بعد القراءة لآخر .
بعد أن تشافت أمي من مرضها ، مازلت بارعا في سرقة الكتب