رجل من كوكب اخر


فجر يوم جديد وكل شيء يوحي بالروتين الا ما شاء الله فمنذ أن نهض احمد الفلاح من فراشه وارتدى مااعتاد من ملابس وتناول مااعتاد من الفطور لبن وبعض تميرات واصطحب نفس المسحاة التي كان قد وضعها في نفس المكان المعتاد حين عاد مساء أمس من الحقل فهو اذاً يسري كما الشمس والكواكب في نظام رتيب عجيب
لايلقي بالاً للاخبار ولا للسياسة فكل مايعنيه حقله والقريه.
وصل احمد الى الحقل الذي ترك بالامس اخر ضربة مسحاة فيه ومنها سيواصل العزق ليزيل الادغال الضارة و التي علقت بجسم الارض فأوهنت قواها.
بدأ الرجل عمله بهمة ونشاط فكنت تراه ومسحاته بانسجام العازف واّلته أو الطالب وظالته, بدا النهار قصيراً لديه حيث لم يكن ليتسع الطموح فحين اِنتصف وأعلن المؤذن لصلاة الظهر التفت وراءه ليرى المنجز من العمل لم يقتنع تأفف وواصل العزق لكنه توقف فجأة على رؤية كرة غبار كبيرة قادمة من بعيد نحوه , وما اِن اقتربت منه حتى تبين أمرها رتل سيارات همر امريكيه توقف الرتل ومعه دقات قلب الفلاح المسكين ترجل الجنود وبصحبتهم المترجم الذي صاح بدوره على احمد
ــــ ماذا تفعل هنا أتزرع عبوة لتنسفنا ايها الارهابي... يسألك الكابتن
ــــ بل انتم ماذا تفعلون هنا انا هنا أعمل في أرضي وأرض أجدادي
لم يعجب الرد القائد الامريكي فأمر جنوده بالتحرك وهو يولول متذمرا ومتهكما
ــــ هيا تحركو... يبدو أن هذا الرجل الغبي من كوكب اخر.