*
أهل المربد الأزاهر يتحدَّثون عن مقام الرسائل المخطوطة في أفئدتهم، وعمَّا يحفظون لذات الرسائل من ذكريات في نفوسهم ...


أما قبل ...
للرسالة المخطوطة على الورق نبض جميل
لهذا الكائن اللغوي الذي يصل بين الإنسان وأخيه الإنسان همس لا تخفى آثار سحر بيانه في القلوب والنفوس
فكيف بألق الرسالة إذ ينبعث من الفؤاد سنياً؟ وكيف بوميض
الكلمة الطيبة إذ تبعث في القلب نبضاً بهياً؟
إن الرسالة سفر من مكان إلى مكان، وسفر من قبل أول حرف فيها إلى ما بعد آخر حروفها ...
إنَّهَا سَفر فِي سَفر
وَألَقُ ذكْرَى جَمِيلَةٍ قدْ عبَر
لَمْ تَغِبْ شَمْسُهَا يَوْماً وَلَنْ تَغْرُبَ في حَضَرٍ أوْ سَفَر
ودَوْماً لمْ يَغِبْ قَمَرُهَا، وَهَذَا ذِكْرُهَا الْمُخَلَّدُ قدْ حَضَر
بِعَيْنِ الشَّوْقِ تَرْقُبُ تَحْلِيقَهَا، وبِخَفْقِ الْحَنِينِ قَلْبُهَا نَظَر
حرفُ اللِّسَانِ الْعَربيِّ بفحوى الرِّسَالة جَهَر
ورقتُهَا بَيْضَاءٌ نَاصِعَةُ الْجَبين كَالقمَر
وقلمُ كَاتِبِهَا بَيْنَ أنَامِلِهِ يَتَمَايَلُ رَشِيقاً كَأوْرَاقِ الشَّجَر
وَحِبْرُهَا رَقْرَاقٌ كَمَاءِ الْمَطَر
نَفِيسٌ ذَاكَ الذِي تَنْطِقُ بِهِ كَلِمَاتُهَا
وَسَائِرُ مَا تَعْنِيهِ حِكَمٌ، وَكُلُّ مَا تَدُلُّ عَلَيْهِ عِبَرٌ فِي عِبَر
وبعد ...
سأترقب منكم إجابة الدعوة إلى المشاركة في هذه الرحلة مع الرسالة المخطوطة على الورق، والتي تعد بالعطاء الغزير ...
في انتظار حروفكم الزاهرة مشرقة باسمة في سماء هذه الروضة المربدية العامرة ...
حياكم الله

د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

aghanime@hotmail.com