سيد الألم الدفين
الشاعر حسن النيفي
أيقظتِ حلمــاً في ضلوعي غائرا
فأزحتِ عن جفن الصباح ستائرا
وجرحتِ أمـواج السكون لأقتفي
بعد احتضار العمــر صوتاً هادرا
ورشفتِ أنفاس الربيع و إن نأى
أمطرتِ من حمر الخدود أزاهرا
فسمعتُ حشرجة السنين فخلتها
لحناً يذيب من الحنــــان حناجرا
ورمقتُ أمواج المنى فتماوجت
نعماؤها في مقــلتيّ ســـــــوافرا
ماست طيوف الفجر فهي عرائسٌ
يخطرْنَ في كنف الخلــــود بشائرا
ورقصْن في عرس الضيـاء فهذه
ومضاته تنساب لحنـــاً ســـــاحرا
وعقدن لألاء الشمـــوس أساوراً
وحللْن أهداب الظــــــلام ضفائرا
وسفرْن عن روض الخدود فكم أوى
طيــــرُ يلمــــــــلم لحنه المتنـــــاثرا
مدمى الجناح الغضّ كم من أسهم
هبتْ تطـــــارد ريشه المتــــــطايرا
يقتات غصّات الريـــــــاح ويحتسي
نبض الغيـــوم إذا احتدمْن مواطرا
ووقفتُ مذهــــــــول الفؤاد أنجْمةٌ
قد وسّـــدت خدّي نـــــهداً نـــافـــرا
بسمتْ إليّ فكنـــــتُ طيّ شفاهها
ذوْباُ على مهج الغـــروب مسافرا
وا فرحة القلب الشقيّ بصبــــوةٍ
قد كنتُ مأســوراً فصرتُ الآسرا
ويحي بماذا أستجيــــــــــر وقد بدا
صمتي على رعشات روحي جائرا؟
وترنّحتْ فلمــــــحتُ في آهاتـــها
خوفاً على وهــــــج اللذائذ طافرا
رجفتْ أناملها بكفي فارتجــفتُ-
ولامست جرحــاً بصدري غائرا
وتقول في شغـــفٍ أأنت تحبني؟
فتحيل أوهام الحيــــــاة نضائرا
وتمدّ لي شهب الحنيـــــن لأجتلى
جسرا إلى عرش الهوى ومعابرا
فانعم بذات الحب وازرعْ في دمي
حلماً يكــــحل إن أضــاء محاجرا
واحفــــرْ على قلبي قصيدتك التي
ضاقت بها دنيـــا القريض منابرا
مابين صلبي والتــرائب أبـــــحرٌ
دفقتْ بأحضــان الوجود جواهرا
أومأتُ للقمـــــــر السني بنظرةٍ
وحضنتُ شلال الضياء مخاصرا
لطفاً أسيــــــدة َالفصول عرفتِني
أم خلتِني في الأفق طيفاً عابـرا؟
أوَ ما رأتْ عيناكِ حين استنطقتْ
في جبهتي السمراء وشماً داثرا؟
دفنتْ به الدنيــا شقاء عصورها
وسقته كأســــاً من جذاها فائرا
ياأم عبــــــد الله ما جف الهوى
إلا ليــــــدفق من ظلالك عاطرا
بيني وبينـــــك قد تهاوت أعصرٌ
وتسامقت دنيــا تفيض مشاعرا