النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تأملات في الإنسان - من أعمال رجاء النقاش

  1. #1 تأملات في الإنسان - من أعمال رجاء النقاش 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    الدولة
    دمشق - سوريا
    العمر
    60
    المشاركات
    5
    معدل تقييم المستوى
    0
    مقدمة الكتاب والكاتب :( ... وأود أن يسمح لي القراء هنا باعتراف خاص , هذا الاعتراف هو أنني أحب هذا الكتاب أكثر من أي كتاب آخر لي . وذلك ببساطة لأنني كنت أحاول أثناء كتابته أن أعالج نفسي من الحزن والضيق بالحياة , كنت أحاول أن أنتصر على عوامل الهزيمة الروحية التي أوشكت يوماً أن تسد أمامي كافة الطرق وأن تسلب مني أي حماس للحياة أو ابتهاج بها . وكلما عدت إلى هذا فصول هذا الكتاب تدفقت في روحي عزيمة تريد أن تنتصر على الحزن والأسى والتشاؤم , وبمرور الأيام اكتشفت أن الكثيرين يشعرون نحو هذا الكتاب بنفس مشاعري . وذلك لأنهم اصطدموا في طريق الحياة ببعض الأحزان الكبيرة . ودخلوا مع هذا الأحزان في صراع حاد , وأرادوا أن ينتصروا فيه , وأن يواصلوا حياتهم رغم عدوان الأسى والاكتئاب .)(..... والكتاب يتضمن صوراً من الحياة , عرفت بعضها عن طريق التجربة المباشرة , وعرفت بعضها الآخر عن طريق مكالماتي , والمشكلة الرئيسية في هذا الكتاب هي المشكلة التي شغلتني سنوات طويلة , هي مشكلة الخصومة مع الحياة ... هذه الخصومة التي لم يفلت منها إنسان أبداً .....حتى الذين توفرت لهم أسباب السعادة الكاملة من المال والصحة والحب وراحة البال ... حتى هؤلاء قد تعرضوا لتجارب ..... وقفوا أمامها حائرين , وحاولوا الخلاص منها بسلام )( .. فكيف يعيش الإنسان في سلام مع نفسه , وفي سلام مع الناس . ما هو الطريق لذلك ؟ وما هي العقبات التي تقف في الطريق ؟ وكيف يتصرف المهزومون في معركة الحياة .....وكيف يتصرف المنتصرون ؟ .... ما هو الأمل ؟ ........ وما هو التفاول ؟ ..... وما هو التشاؤم ؟ ....... وما هو الأسى ؟ ...... وما هو الفرح ؟ . كل هذه الأسئلة هي التي حاول هذا الكتاب بما فيه من صور نفسية أن يجيب عنها .)مقتطفات من الكتاب :التماثيل المكسورة ( ... إنه نوع من الناس يكره الامتياز , ويعادي التفوق , ويخاف خوفاً عميقاً من أن يرى شخصاً يتمتع بموهبة لامعة ...... ولا يحب أن يرى تمثالاً تنظر إليه العيون بإعجاب , وتلتف حول القلوب بأعمق ما فيها من عاطفة ..... ولكنه يستريح تماماً إذا تحطم هذا التمثال ورآه مجموعة متناثرة من الأحجار .. !! . إن تمثال فينوس الجميلة الساحرة الكاملة يضنيه , ولكن منظر فينوس ذات الذراع المكسور يريحه !! ) .( ... ومن حقائق الحياة المؤلمة أن الشخص الممتاز نفسه يتيح الفرصة لمثل هؤلاء هذا الموقف , فهو غالباً ما يكون منصرفاً إلى الأشياء الجوهرية في الحياة , ولا يسمح لنفسه أن تهتم بالأشياء التافهة ... )( سقراط أبو الفلسفة الإنسانية مات محكوماً عليه بالإعدام .... ولم يسارع سقراط إلى علاج المشكلة بحكمة وبراعة ........ ولكنه على العكس واجه الاتهام بقوة ,,,,,, وظن أن المسألة هي معركة فكرية يجب أن ينتصر فيها من يكون الحق بجانبه ....... وهكذا انتهى سقراط بتهمة باطلة ...... شرب السم ومات ) .( هذا نفسه ما حدث للفتاة الصغيرة جان دارك , فقد حوكمت , وأحرقت , بعد أن قادت فرنسا إلى النصر .......... وكانت صادقة صريحة , تقول للمخطئ – في عينه – أنت مخطئ , ولذلك لم يحتملها رجال عصرها . فقد كان امتيازها عبئاً عليهم , وخطر يهدد وجودهم , ونقدا دائماً لهم .... ) .اللذة الخطرة :( ... لقد تركني بعد أن أحببته ..... أنا لست المسؤولة عن شيء !!! ...... كان فشلها باسبوراً إلى الفوضى والاستهتار , وأصبح هذا الشعور عندها لذة .... لذة كبيرة ....)( ... وأحياناً أسأل نفسي : هل لي من أمل , هلي لي ؟ ....... إن الحياة لا تعطي سرها وسعادتها بسهولة ....... وعلى الإنسان أن ينظر إلى حياته على أنها مشروع ..... يجب أن يعمل على تحقيقه .......)( لقد عاش الأديب العالمي تشيكوف حياة صعبة قاسية وصفها هو نفسه مرة فقال : كان أبي من رقيق الأرض , وكنت أعمل بالبيع في أحد الحوانيت ثم بالغناء في الكنيسة , ونشأت على احترام السادة وتقبيل أيدي القساوسة , وتقديس آراء الآخرين , والتعبير عن عرفان الجميل إزاء كل لقمة أصيبها ..... كنت كثيراً ما أجلد وأدور هنا وهناك , وأضطر للنفاق ...... لقد بذلت مجهوداً عنيفاً لأعصر مشاعر العبودية من نفسي قطرة قطرة ....... حتى استيقظت ذات صباح جميل فاكتشفت أن عروقي لم يعد فيها أثر لدم ذليل , وأنها تفيض بدم إنساني حقيقي .. . )فابحث في نفسك عن هذا الصباح الجميل , ولا تستسلم أبداً للذة الفشل ..... تلك اللذة الخطرة .الأمريكي الحزين :( ... والأمريكي يعرض نفسه للخطر عن طريق السيارة حتى يشعر باللذة , وبطعم حاد للحياة . ويستريح الأمريكي عندما يصل لى حافة الخطر وينجو , ثم يعود من جديد إلى المخاطرة ... إنها أزمة البحث عن طعم في حياة بلا طعم ....... لأنها حياة جاهزة أعدتها الآلة إعداداً كاملاً ... )( .... وهناك الروائي جون شتاينبك الذي كان يشتغل عاملاً زراعياً في الجنوب الأمريكي .. فهو يتحدث كثيراً عن المياه والحقول والسماء والليالي المقمرة والشمس الدافئة ... كان يريد أن يقول للأمريكان : إن في الدنيا شيئاً آخر غير الآلة ..... إن الحقول أجمل من ناطحات السحاب ..... )ابتسم :( وقد كان الشاعر بيرون يقول : ما ضحكت على مشهد بشري زائل إلا وكان ضحكي بديلاً أستعين به على البكاء ..... فكلما أشتد به الحزن قاده إحساسه الجميل العميق إلى الضحك .. الابتسام .... إنه لم يشأ أن يعبر عن حزنه تعبيراً سطحياً ..... وليس هناك أكثر سطحية من الدموع , والاستسلام للكآبة ....) ( أما أوسكار وايلد فقد توصل إلى أن الطريقة الوحيدة للقضاء على متاعب الحياة وتغيير هذه المتاعب .... هي الابتسام ... ويقول : إني لأذكر كيف أن دانتي قد جعل في الدرك الأسفل من النار الذين عاشوا عامدين في جو من الحزن , وإني لأذكر تلك الفقرة التي جاءت في الكوميديا الإلهية ........ )( ... إن حبيبك الذي هجرك ....... وصديقك الذي تخلى عنك ....... وزميلك الذي لا يبالي بمشاعرك .... والمرض الذي يصيبك ........ كل هؤلاء يخافون ابتسامتك ..... ويزدهرون وبنتعشون على قطرات دموعك ..... فابتسم ) .المنتحرون :( في صيف 1940 شاهد الناس على شاطئ الإسكندرية رجلاً رقيق الجسم يسير وفي يده كمية من الشوكولاته يأكل منها ,,وكلما قابله طفل أعطاه واحدة , كانت على شفته ابتسامة إذا رآها أحد ورأى تصرفاته أحس أنه نصف مجنون , ولكن إذا تأمل الإنسان هذه الإبتسامة التي تملأ الوجه الرقيق الشاحب فإنه سوف يجد وراءها شعوراً عميقاً بالعذاب والضياع ........ انتهت الشيكولاته وفوجئ الناس بالرجل يلقي بنفسه في البحر ....... ولا يستطيعون إلا إخراج الجسد الميت من الماء ..... وعرفوا أنه الكاتب العالم إسماعيل أدهم .. )( كتب أدهم لماذا أنا ملحد في كتاب يعتبر من أخطر الكتب وأجرئها في الثقافة العربية الحديثة .... ) الزوجة المظلومة :( .. وهكذا وقفت صوفيا في وجه تولستوي , رفضت أن يتحول هذا الرجل المسؤول عن أسرة كبيرة ضخمة إلى رجل معدم لا يجد ما يأكله ..... ورفضت أن تسمح له بأن يقدم حياته ليعيش عليها هذا العدد الضخم من المعجبين الزائفين الذين سرعان ما يتحولون إلى ذباب ساخط ينهش حياته وشرفه وسمعته ..... كانت مجرد امرأة ...... أما هو فكان أكثر من إنسان ... )( ... لقد هجرها الناس بعد موت زوجها واعتبروها مسئولة عن مأساته , وعاشت أيامها الأخيرة وحيدة ... حزينة ... ثم أصابها الجنون الذي قادها إلى القبر .... إنها زوجة مظلومة . وهي لا تستحق من العالم أن يلعنها ..... )بالحضن :( إن هذا الرجل يجب أن يطرد من كل مجتمع مهذب ... إنه أحط من البهائم ....... إن معرفته بالفن كمعرفة الخنزير بالعلوم الرياضية ........ )( كان الشاعر والت ويتمان يمنح عواطفه لكل شيء بالحياة , حتى للتراب والعشب ........ كل الناس كانوا قريبون من نفسه ......... ففي قصيدة له بعنوان [ إلى مومس مجهولة ] يقول : [ إني أتقدم إليك بتحية حارة . ونظرة احترام لن تستطيعي نسيانها بمرور الأيام ..... ) ( يقول والت ويتمان عن نفسه : أنا آتي مع الموسيقى قوياً .. مع مزاميري وطبولي ... أنا لا أعزف أناشيدي للظافرين فقط . بل أعزف أيضاَ للقتلى والمقهورين ...... )( وقد كان تولستوي يعلن أحياناً بعض الأراء التي تصدم الناس , ولكنها جديرة بالتأمل والتفكير ..... كان يقول عن أحد الأشخاص : لولا حبه للكلاب لكان أسوأ إنسان في العالم ......... ففضيلته الوحيدة أنه يحب .. يحب أي شيء ولو كان كلباً ..... فالعاطفة هي التي رفعته وجعلته إنساناً يستحق الاحترام ... )الطفل المدلل :( يقول أوسكار وايلد عن نفسه : لقد وهبني الله كل شيء , فأنعم علي بالذكاء والشهرة والمقام الاجتماعي العالي .... وأنا الذي جعل الفن فلسفة والفلسفة فناً .... )( لقد وقع الفنان الموهوب فريسة فكرة حرية الفنان وحقه في أن يعيش أي نوع من الحياة الشاذة ..... بحثاً عن التجربة ... عن المعنى الفني ..... إنها الفكرة التي ترى أن الفنان هو طفل الحية المدلل . الذي يحق له ما لا يحق لأي إنسان آخر ..... )( وعندما وقع أوسكار وايلد في محنته .... وقاده الشذوذ والانحراف إلى السجن كتب يبرئ فنه من تهمة المسئولية عن هذه النتيجة فقال : لقد استحالت الشهرة عندي إلى مرض أو جنون , وغاب عني أن أي عمل مهما صغر مقداره يبنى الخلق ويهدمه ... إن ما يفعله الإنسان بين جدران غرفة مغلقة سوف يفعله يوماً أمام الناس ..... لقد فقدت السيطرة على نفسي ..... )حطم الكأس وعد إلى الحياة :( أنس كل شيء في حياتك الحاضرة وعد إلينا ..... حطم كأس الفودكا وعد فإني أنتظرك . كلنا ننتظرك ........ إن كل لحظة من حياتك لها قدرها ... ) من رسالة تشيكوف إلى أخيه نيكولا .( قم بالحراسة الدقيقة على حياتك ) تولستوي ( إن العصر الحديث يتميز بالتبديد الهائل للقوى البشرية ) أستاذ جامعي تشارلز فرانكل( لقد كان تشيكوف فقيراً جداً . وكان مريضاً , وحيداً باستمرار .. ومع ذلك فقد استثمر فقره ومرضه ووحدته وعرف قدر كل لحظة في حياته .. حتى استطاع أن يقدم للعالم الحكمة والجمال .... )الباب الضيق :( إن الباب الضيق هو في كلمات : طريق السعادة الداخلية العميقة ... وهذا هو ما توصل إليه جوته .. وسائر العظماء الذين أعطونا مفتاح السر الذي نكشف به حقيقة الحياة ,...... لقد ظل جوته يعمل وهو في قمة مجده وشهرته وثروته , كما يعمل أي تلميذ صغير ...... بنفس المثابرة والتواضع .... حتى وهو على فراش موته ....... فقد طلب ورقاً وقلماً ........ ليستمر بالكتابة ..... عمله الذي أحبه واختاره وأخلص له منذ البداية .... وقبل أن يموت بلحظات عبر عن سعادته وفرحته بعودة الربيع إلى الأرض .... )البئر :( وعشرات الفلاسفة جعلوا شعارهم كلمة واحدة هي : لا أدري !! ........ وفي بئر المعرفة ضاع كثيرون .. وتعذب كثيرون ...... )( ولكن بوذا ترك كل شيء .. ترك ثروة أبيه ... ترك زوجته الجميلة وابنه الطفل .... وذهب ليغرق هو الآخر في بئر المعرفة ..... وعاش في أحد الكهوف المظلمة الخشنة , وأخذ يقرأ ويدرس ........ )الصخرة :( ... وترمز هذه الأسطورة إلى أن حياة الإنسان بلا جدوى ولا معنى ..... فسيزيف يرمز للكائن البشري , والصخرة ترمز للعمل والحياة اليومية التي نعيشها ونكررها دائماً ....... وقد اتفق الفلاسفة على أن يسموا هذه المشكلة مشكلة العبث .......)( ولقد ظل ألبير كامو طيلة حياته الأدبية يعبر عن فكرة العبث ........ والإنسان عند كامو غريب ضائع يعيش حياة كلها عبث , وفي روايته الغريب يذهب االبطل إلى السينما يوم وفاة أمه ...... إنه يأخذ كل شيء بلا مبالاة ... لأن أي شيء لا يستحق المبالاة ...... لا فرق بين موته وحياته ... لا فرق بين المشي في جنازة أو الذهاب إلى السينما.... )الحب لا يتكلم كثيراً :( يقول نهرو : لقد وجدت هؤلاء المتحمسين المتطرفين بالذات قد أصبحوا موظفي إدارة الانتداب الإنجليزية في الهند , ولم يلعبوا في الحركات السياسية أي دور فعال , أين راح سخطهم على الإنجليز ؟ أين ذهب حماسهم العنيف ؟ كل هذا قد تبدد على المكاتب الفاخرة التي أعدها الإنجليز لهم في الهند .... )يتبع ........
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: تأملات في الإنسان - من أعمال رجاء النقاش 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    المشاركات
    138
    معدل تقييم المستوى
    16

    شكرا جزيلا، الأستاد الكريم:وليد زين العابدين، على الانتقاء الموفق .
    رجاء النقاش رحمه الله من أصدق الكتاب وأكثرهم تجويدا وحرصا على إفادة القراء، والتبشير بالمواهب الأدبية ، والانتصارللقيم الإنسانية النبيلة .
    تراثه الغزير دو الجودة العالية، في مجال النقد الأدبي على الخصوص، يشهد له بدلك .
    وهو ، كما يعرف قراؤه، وكما نلحظ في اختيارك، الأستاد وليد، يقدم مادته الكتابية بأسلوب سلس سهل يسير بسيط جميل عميق (السهل الممتنع)، يشد القارئ العادي (والمختص) ويفيده .

    رحمة الله عليه .
    وجزاك الله خيرا، الأستاد وليد المحترم .
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. أنيس النقاش
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11/01/2014, 10:43 PM
  2. مع رجاء النقاش
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 67
    آخر مشاركة: 13/03/2008, 08:04 AM
  3. وفاة الناقد المصري رجاء النقاش
    بواسطة د.ألق الماضي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09/02/2008, 09:19 PM
  4. إعمال حقوق الإنسان وانطلاق النفس البشرية والنهضة الحضارية
    بواسطة د. تيسير الناشف في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 15/04/2007, 11:18 PM
  5. أمــــــا لعــــداوة الإنسان لأخيــــه الإنسان من نهايــــة ..؟
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى الواحة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12/09/2006, 12:50 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •