النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: سجن بلا قضبان

  1. #1 سجن بلا قضبان 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمد سرحان
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    بقعة حبر
    المشاركات
    156
    معدل تقييم المستوى
    18
    كانت قسماتُ د. حامد عبدالباسط تتخذ حالة ً واحدة ً من اللامبالاة ، بسبب البوهيمية (1) التي اقترنت به ، حتى ألف محيطوه هذا الطبع فيه ، ذلك أنه قضى شطر عمره عابثا لاهيا ، لا يحفل بشيء من امر دنياه وصروفها ، ولم تكُ أكتافه تحمل شيئا من تكاليف العيش سوى رأسه ، إذ لا هموم يتعاورها أو شيئا من هذا القبيل مما يقض مضجع الراحة في النفس البشرية.

    وكان كَـلِـفاً بحياة العزوبية أشدَّ الكلف ، ولفرط كَـلَـفه بها ، واطمئنانه لها ، أن اتخذ له شيعة ممن تتقاطع دوائر اهتماماتهم مع رغبته ، فمضوا في إنشاء جمعية ٍ تلم شعثهم ، خلعوا عليها اسم " إلى الحرية " ، وقد جعلت قاعات تلك الجمعية تضج بروادها ، ممن أقعدتهم تكاليف الحياة عن الزواج ، يأنسون بمحاضراته ، يصفقون له تارة ، ويتندرون على خطبه تارات أخرى .

    ارتقى د.حامد منبره ، وشحذ لسانه ، والعيون تطوقه بنظرات الإعجاب :

    أيها السادة ، ما مدى واقعية خطر الزواج ؟
    إنه واقعي تماما !
    إنه يكمن في التبعات الداخلية للزواج نفسه ، وهذا ما يضيف إلى حريتك – كأعزب - عنصرا ينذر بالتشاؤم ! .

    ثم ما هي ماهيتك كأعزب ؟

    إنك امبراطور ! ، حاكم لا شريك لك ، تصحو متى شئت ، وتغفو متى شئت ، تلعب تغني ترقص في امبراطوريتك ، فأي ملك أسعد بملكه بعد ذلك منك ؟ !

    احتفل بحريتك ، ونم قرير العين هانئها ، تحلم بك كل عانس ، ويحسدك كل زوج ، يحمل همك البواب والمكوجي والطباخ ، ولا تحمل سوى ابتسامة معها آخر طرفة من طرف الموسم .

    أيها السادة :
    يقول المتحذلقون من دعاة الزواج أن حياتنا كعزاب تعاسة ، حياة تنهشها الوحدة ويمزقها الضجر . وما هذه إلا خرافة اصطنعها الأزواج أنفسهم ، ذلك أنهم فشلوا أن يكونوا عزابا ناجحين .
    فلا تغكرنكم شعاراتهم البراقة التي يختفي وراء حبرها ألمٌ كثير ، إنهم يمجون اسماعنا بالمنزل الدافيء والزوجة الصالحة والابن البار ! هه هه هه ...

    ما تلكم الشعارات إلا إعلانات كالترويج لسلعة يضحكون بها على الذقون ، إن الواقع يدحض هذا ، فالبيت قد لا يدخله الدفء ، والزوجة قد تزلزل حياتك ، والابن قد يأخذ اجلك . إن النهاية ليست محصنة ضد مصير كهذا .

    إن الشرائح الواسعة - ممن وقعت في هذا الشَرَك البراق –أخذت الأرض تميد من تحت أقدامها ، وبدأ النََـفَـَس الميال للعزوبية يدغدغ دواخلهم . وإن هذا ليضعنا بإزاء مهمة مقدسة ، تلك التي تفرض علينا الدخول في حرب ضروس مع الزحف التسونامي للفكر الذي يروج للأغلال ، الفكر الذي يغتال حريتنا.

    أخيرا أيها السادة ، إن جمعيتنا حبلى بالأهداف والتنظير ولكن – إذا ما تركنا النظريات خلفنا - فإن اهدافنا ستبقى حبرا على ورق ما لم تتخذ جمعيتنا شيئا ملموسا على أرض الواقع . إن ضرورات المعركة تقتضي منا الدخول بسلاح أبيض ... فإما أن نكون قاتلين أو مقتولين ... ومن وظيفتنا أن نغير.


    طوى التصفيق الحار صدى أخر كلماته ، ثم ران الصمت على أروقة القاعة ، بعد أن خرج إلى سيارته محمولا على الأكتاف ، وودع بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم .

    أطفأ محرك سيارته ثم صعد السلم ، وراع انتباهه صوت الضحكات التي تتسرب من خلف ثقوب باب جاره فتح الله ، تعلو الضحكات حينا وتخفت حينا آخر ، تكسوها المودة ويظللها الدفء .
    وكان فتح الله ممن يأخذون على الدكتور حامد غلوه في نبذ فكرة الزواج ، مشفقا عليه وناصحا له .

    أطرق قليلا :

    " مالذي يجعلني أضيق ذرعا بالصراخ ولعب الصبية دقيقة واحدة ، فلا أكاد أحتمله ، ويحتمله فتح الله كل هذه السنوات ؟

    أثمة سر يجعل كل شيء محتملا بين الأب وأولاده ؟ سر لا يفهمه أعزب مثلي ؟!

    لم تبرح تلك التساؤلات رأسه وهو يذرع درجات السلم ، ولج إلى الشقة ثم لبث ساعة لا يريم ولا يتحرك ، حدج أركانها وراعه منظر قطعان الصراصير تسير زرافات ووحدانا في نتوؤات الصالون ، فانتبذ مكانا قصيا من الشقة ، ثم رمق الثياب الوسخة الملقاة على السرير ، لا بد أن المكوجي لم يدلف إلى الشقة اليوم . اللعنة !
    ذهب إلى الثلاجة ليتناول كأسا من الماء يطفيء لظى حلقومه بعد تلك الخطبة العصماء ، فطوقت الدهشة نظراته ، كان المطبخ أشبه بخرابة !.

    أحس بالثقل يكتنف رأسه ، وجسده كمدينةٍ اتى الزلزالُ بنيانها من القواعد .

    أهذه هي اللذة ؟

    ثم إني أسأل نفسي : أهذه هي الحرية ؟

    أردف في يأس :

    لا .. لا يمكن أن تكون هذه حرية ، إني أرفض طريق الزواج لأنه يكبلني ، وأقف في الوقت ذاته على سيقان من الرمل في مفترق طرق ! . ما هذه الازداوجية وما هذا التناقض ؟
    ؟
    ؟
    ؟
    ؟
    ؟

    وظل يثرثر : لكن لماذا ..و كيف ؟!


    بقلم محمد سرحان

    14 – 6 – 2009

    (1) البوهيمي: انسان ينحو منحى التفكير الحر المطلق غير المقيد ؛ محاولة منه لاضفاء أسلوب خاص على سلوكه ، لذلك فهو لا يمتثل في أعماله إلى أعراف المجتمع وتقاليده.
    التعديل الأخير تم بواسطة محمد سرحان ; 29/06/2009 الساعة 03:29 PM
    " يا شهرزاد ُ
    نفد الكلام ... وما ابتدأنا بالكلام "

    للقلم والبندقية فوهة ٌ واحدةٌ
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: سجن بلا قضبان 
    ناصرفارس الصورة الرمزية ناصرفارس
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    الدولة
    سوريه
    العمر
    51
    المشاركات
    201
    معدل تقييم المستوى
    16
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سرحان مشاهدة المشاركة
    كانت قسماتُ د. حامد عبدالباسط تتخذ حالة ً واحدة ً من اللامبالاة ، بسبب البوهيمية (1) التي اقترنت به ، حتى ألف محيطوه هذا الطبع فيه ، ذلك أنه قضى شطر عمره عابثا لاهيا ، لا يحفل بشيء من امر دنياه وصروفها ، ولم تكُ أكتافه تحمل شيئا من تكاليف العيش سوى رأسه ، إذ لا هموم يتعاورها أو شيئا من هذا القبيل مما يقض مضجع الراحة في النفس البشرية.


    وكان كَـلِـفاً بحياة العزوبية أشدَّ الكلف ، ولفرط كَـلَـفه بها ، واطمئنانه لها ، أن اتخذ له شيعة ممن تتقاطع دوائر اهتماماتهم مع رغبته ، فمضوا في إنشاء جمعية ٍ تلم شعثهم ، خلعوا عليها اسم " إلى الحرية " ، وقد جعلت قاعات تلك الجمعية تضج بروادها ، ممن أقعدتهم تكاليف الحياة عن الزواج ، يأنسون بمحاضراته ، يصفقون له تارة ، ويتندرون على خطبه تارات أخرى .

    ارتقى د.حامد منبره ، وشحذ لسانه ، والعيون تطوقه بنظرات الإعجاب :

    أيها السادة ، ما مدى واقعية خطر الزواج ؟
    إنه واقعي تماما !
    إنه يكمن في التبعات الداخلية للزواج نفسه ، وهذا ما يضيف إلى حريتك – كأعزب - عنصرا ينذر بالتشاؤم ! .

    ثم ما هي ماهيتك كأعزب ؟

    إنك امبراطور ! ، حاكم لا شريك لك ، تصحو متى شئت ، وتغفو متى شئت ، تلعب تغني ترقص في امبراطوريتك ، فأي ملك أسعد بملكه بعد ذلك منك ؟ !

    احتفل بحريتك ، ونم قرير العين هانئها ، تحلم بك كل عانس ، ويحسدك كل زوج ، يحمل همك البواب والمكوجي والطباخ ، ولا تحمل سوى ابتسامة معها آخر طرفة من طرف الموسم .

    أيها السادة :
    يقول المتحذلقون من دعاة الزواج أن حياتنا كعزاب تعاسة ، حياة تنهشها الوحدة ويمزقها الضجر . وما هذه إلا خرافة اصطنعها الأزواج أنفسهم ، ذلك أنهم فشلوا أن يكونوا عزابا ناجحين .
    فلا تغكرنكم شعاراتهم البراقة التي يختفي وراء حبرها ألمٌ كثير ، إنهم يمجون اسماعنا بالمنزل الدافيء والزوجة الصالحة والابن البار ! هه هه هه ...

    ما تلكم الشعارات إلا إعلانات كالترويج لسلعة يضحكون بها على الذقون ، إن الواقع يدحض هذا ، فالبيت قد لا يدخله الدفء ، والزوجة قد تزلزل حياتك ، والابن قد يأخذ اجلك . إن النهاية ليست محصنة ضد مصير كهذا .

    إن الشرائح الواسعة - ممن وقعت في هذا الشَرَك البراق –أخذت الأرض تميد من تحت أقدامها ، وبدأ النََـفَـَس الميال للعزوبية يدغدغ دواخلهم . وإن هذا ليضعنا بإزاء مهمة مقدسة ، تلك التي تفرض علينا الدخول في حرب ضروس مع الزحف التسونامي للفكر الذي يروج للأغلال ، الفكر الذي يغتال حريتنا.

    أخيرا أيها السادة ، إن جمعيتنا حبلى بالأهداف والتنظير ولكن – إذا ما تركنا النظريات خلفنا - فإن اهدافنا ستبقى حبرا على ورق ما لم تتخذ جمعيتنا شيئا ملموسا على أرض الواقع . إن ضرورات المعركة تقتضي منا الدخول بسلاح أبيض ... فإما أن نكون قاتلين أو مقتولين ... ومن وظيفتنا أن نغير.


    طوى التصفيق الحار صدى أخر كلماته ، ثم ران الصمت على أروقة القاعة ، بعد أن خرج إلى سيارته محمولا على الأكتاف ، وودع بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم .

    أطفأ محرك سيارته ثم صعد السلم ، وراع انتباهه صوت الضحكات التي تتسرب من خلف ثقوب باب جاره فتح الله ، تعلو الضحكات حينا وتخفت حينا آخر ، تكسوها المودة ويظللها الدفء .
    وكان فتح الله ممن يأخذون على الدكتور حامد غلوه في نبذ فكرة الزواج ، مشفقا عليه وناصحا له .

    أطرق قليلا :

    " مالذي يجعلني أضيق ذرعا بالصراخ ولعب الصبية دقيقة واحدة ، فلا أكاد أحتمله ، ويحتمله فتح الله كل هذه السنوات ؟

    أثمة سر يجعل كل شيء محتملا بين الأب وأولاده ؟ سر لا يفهمه أعزب مثلي ؟!

    لم تبرح تلك التساؤلات رأسه وهو يذرع درجات السلم ، ولج إلى الشقة ثم لبث ساعة لا يريم ولا يتحرك ، حدج أركانها وراعه منظر قطعان الصراصير تسير زرافات ووحدانا في نتوؤات الصالون ، فانتبذ مكانا قصيا من الشقة ، ثم رمق الثياب الوسخة الملقاة على السرير ، لا بد أن المكوجي لم يدلف إلى الشقة اليوم . اللعنة !
    ذهب إلى الثلاجة ليتناول كأسا من الماء يطفيء لظى حلقومه بعد تلك الخطبة العصماء ، فطوقت الدهشة نظراته ، كان المطبخ أشبه بخرابة !.

    أحس بالثقل يكتنف رأسه ، وجسده كمدينةٍ اتى الزلزالُ بنيانها من القواعد .

    أهذه هي اللذة ؟

    ثم إني أسأل نفسي : أهذه هي الحرية ؟

    أردف في يأس :

    لا .. لا يمكن أن تكون هذه حرية ، إني أرفض طريق الزواج لأنه يكبلني ، وأقف في الوقت ذاته على سيقان من الرمل في مفترق طرق ! . ما هذه الازداوجية وما هذا التناقض ؟
    ؟
    ؟
    ؟
    ؟
    ؟

    وظل يثرثر : لكن لماذا ..و كيف ؟!


    بقلم محمد سرحان

    14 – 6 – 2009


    (1) البوهيمي: انسان ينحو منحى التفكير الحر المطلق غير المقيد ؛ محاولة منه لاضفاء أسلوب خاص على سلوكه ، لذلك فهو لا يمتثل في أعماله إلى أعراف المجتمع وتقاليده.
    سيطل صاحبنا يثرثر فهو لا يجيد غير التنظير
    حاله حال الكثير ...
    ممن يتثقفون لا لرغبة بالثقافة بل للتباهي...
    ويكرمون لالكرم ينبع من داخلهم بل للتظاهرو..و..و.....
    وصاحبنا هنا يعرف أنه مخطأ باعتفاداته ...ويكابرلأنه وضع نفسه موضع القيادي
    فكيف يتراجع عن موقفه ويلوم الآخرين ...
    وما أكثر هذه النماذج في عصرنا ...
    والمعروف عنا أننا نمسك الحضارة من ذيلها...(البوهيمية)وغيرها
    كما يقال (خالف تعرف).
    جميل هذا الطرح صديقي
    وذلك الأسلوب الرائع
    وإن دل على شيء فهو يدل عن ثقافة ووعي وإبداع
    تقبل تقديري واحترامي
    مع احتفاظي بباقي المعاني العميقة بنصك الجميل
    دمت بخير.
    العدل في الأرض يبكي الجن لو سمعوا به
    ويستضحك الاموات لو نظروا
    جبران خليل جبران
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: سجن بلا قضبان 
    شاعر عربي الصورة الرمزية أحمد العسكري
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    العراق - الامارات
    العمر
    52
    المشاركات
    908
    معدل تقييم المستوى
    18
    الحقيقة ان هذه القصة نتاج حالة اصبحت للأسف سائدة في مجتمعاتنا ...
    والملاحظ ان انتشارها تجاوز الطبقات السياسية والفاعليات الاجتماعية الى أبعد من ذلك
    بل وصل الأمر الى الشريحة الأكاديمية والفكرية ببعض جوانبها
    أن ينبه الادب لحالة اجتماعية بهذه الخطورة ... فهذا هو دور الادب الحقيقي
    ودوركم
    تقبل مودتي
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: سجن بلا قضبان 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمد سرحان
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    بقعة حبر
    المشاركات
    156
    معدل تقييم المستوى
    18
    كل الشكر للأخوين الكريمين ناصر فارس واحمد العسكري على عبير مرورهما
    " يا شهرزاد ُ
    نفد الكلام ... وما ابتدأنا بالكلام "

    للقلم والبندقية فوهة ٌ واحدةٌ
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد: سجن بلا قضبان 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية عماد اليونس
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    العراق/الفلوجه
    المشاركات
    458
    معدل تقييم المستوى
    17
    هذه القصة تذكرني بالعم العجوز دواي الذي اصر على الزواج وهو في عامه الثمانون وعندما سال لماذا الزواج وعندك ابناء متزوجون يعيلونك قال ببساطة وعفويه :
    ــ لااريد ان اعيش اخر ايامي عالة على احد .
    و فعلا تزوج العم دواي وعاش اواخر ايامه معززا و مكرما ومات رحمه الله وكانت زوجته مريم اكثر من بكى عليه وحزن.
    اعتذر منك اخي محمد سرحان فربما كان ردي قصة بحد ذاتها .
    دمت قاصا مبدعا

    عماد اليونس
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد: سجن بلا قضبان 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,620
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    سلام الله عليك
    لا شك أن القاص يتمتع بلغة متماسكة
    ثم
    القصة انتهت لكنها لم تصل لنتيجة
    وقد بدأت ببعض المباشرة و انتهت به
    "وظل يثرثر : لكن لماذا ..و كيف ؟!

    اختل فيها العنصر الفني الأدبي
    رغم أن القاص ممسك بمادة قصصية
    ربما أصعب ما في القصة القفلة
    وأرى أن النص يمكن تكثيفه في أربعة أسطر تعطي اللحظة الشعورية حيويتها في قلب القاص
    لماذا يخرج القاص من قلب العمل الابداعي ؟
    هذا السؤال يعود للقاص
    لحين إجابته
    نفك التثبيت

    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 رد: سجن بلا قضبان 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,620
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    أضيف أننا لا نناقش قضية اجتماعية
    بل نناقشها في قالبها القصصي
    وربما نحاكم القالب من خلال القضية الاجتماعية
    ويمكن أي واحد منا أن يفتح الموضوع في قسم الفسيفساء مثلاً ويجمله بحوار بسيط
    لكن الأدب أمر غير ذلك حتماً
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8 رد: سجن بلا قضبان 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمد سرحان
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    بقعة حبر
    المشاركات
    156
    معدل تقييم المستوى
    18
    الأخ الكريم الأستاذ طارق شفيق حقي طاب مرادك وجّل َّ مُقامك

    يتبين لي من ردكم الكريم أن ثمة مثلبا – بتصوركم - يعتور نهاية قصتنا ، أذكر أني أخطرتك في بعض أحاديثنا في أيام غابرة أني من أنصار نظرية " ثنائية النص والقاريء "

    ولا بأس من أشرح - مرة أخرى - وجهة نظري في هذه القضية بشيء من التوضيح:

    كما نعلم فإن النص القصصي تتوزعه مذاهب شتى ، هناك ما يسمى بالنص المفتوح وآخر يسمى بالنص المغلق .

    النص المفتوح يجعل من القصة مشاركة تواصلية بين المتلقي والمبدع ، وعلى العكس من ذلك ، يضع النص المغلق أسوارا من اسمنت أمام إشراك المتلقي في العمل الإبداعي بغض النظر عن جنسه .

    إن العمل الأدبي يا أستاذ طارق يتموقع في الوسط بين النص والقراءة من خلال التفاعل الحميمي والوجداني الاتصالي بين النص والقارئ.

    انا أحد المؤمنين أن النص لن يحقق مقصديته ووظيفته الجمالية إلا من خلال فعل التحقق القرائي وتجسيده عبر عمليات "ملء الفراغات والبياضات " وتحديد ماهو غير محدد، والتأرجح بين الإخفاء والكشف على مستوى استخلاص المعاني عن طريق الفهم والتأويل والتطبيق.

    وببساطة أكثر لن تكون القراءة مثمرة جادة إلا إذا وُجـِد َ القارئ الافتراضي الذي يعيد بناء النص عن طريق نقده وتأويله

    وتأسيسا على هذا يتضح لعين الرائي أني قصدت أن تكون نهاية هذا البطل المضلل ( بكسر اللام وبفتحها ) مشرعة على كل الاحتمالات ، بمعنى آخر أردت أن أشرك القاريء - بغض النظر عن مستواه - في تصور النهاية التي سيؤول إليها هذا البطل .


    مودتي وتقديري
    " يا شهرزاد ُ
    نفد الكلام ... وما ابتدأنا بالكلام "

    للقلم والبندقية فوهة ٌ واحدةٌ
    رد مع اقتباس  
     

  9. #9 رد: سجن بلا قضبان 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,620
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سرحان مشاهدة المشاركة
    الأخ الكريم الأستاذ طارق شفيق حقي طاب مرادك وجّل َّ مُقامك




    يتبين لي من ردكم الكريم أن ثمة مثلبا – بتصوركم - يعتور نهاية قصتنا ، أذكر أني أخطرتك في بعض أحاديثنا في أيام غابرة أني من أنصار نظرية " ثنائية النص والقاريء "

    ولا بأس من أشرح - مرة أخرى - وجهة نظري في هذه القضية بشيء من التوضيح:

    كما نعلم فإن النص القصصي تتوزعه مذاهب شتى ، هناك ما يسمى بالنص المفتوح وآخر يسمى بالنص المغلق .

    النص المفتوح يجعل من القصة مشاركة تواصلية بين المتلقي والمبدع ، وعلى العكس من ذلك ، يضع النص المغلق أسوارا من اسمنت أمام إشراك المتلقي في العمل الإبداعي بغض النظر عن جنسه .

    إن العمل الأدبي يا أستاذ طارق يتموقع في الوسط بين النص والقراءة من خلال التفاعل الحميمي والوجداني الاتصالي بين النص والقارئ.

    انا أحد المؤمنين أن النص لن يحقق مقصديته ووظيفته الجمالية إلا من خلال فعل التحقق القرائي وتجسيده عبر عمليات "ملء الفراغات والبياضات " وتحديد ماهو غير محدد، والتأرجح بين الإخفاء والكشف على مستوى استخلاص المعاني عن طريق الفهم والتأويل والتطبيق.

    وببساطة أكثر لن تكون القراءة مثمرة جادة إلا إذا وُجـِد َ القارئ الافتراضي الذي يعيد بناء النص عن طريق نقده وتأويله

    وتأسيسا على هذا يتضح لعين الرائي أني قصدت أن تكون نهاية هذا البطل المضلل ( بكسر اللام وبفتحها ) مشرعة على كل الاحتمالات ، بمعنى آخر أردت أن أشرك القاريء - بغض النظر عن مستواه - في تصور النهاية التي سيؤول إليها هذا البطل .


    مودتي وتقديري
    اختلف كثيراً فيما ذهبت إليه
    كانت محاولتك النقدية التي أجدها تنبع في صقل مصطلحك النقدي من إشراقات ذاتية
    رغم أنها تتقاطع مع المفهوم لكنها تختلف مع التعريف
    وبذلك يخلق اعتماد ردك على هذه المصطلحات إشكالية في التواصل النقدي

    لكني سأحلها انطلاقاً من قاعدتك المعرفية التي بنيت عليها ردك:

    وقبل ذلك أقول لك بعيداً عن التفاصيل التي سأذكر والتي ربما سألحقها برد تابع بعدها
    أن النص تمتع بمباشرة واضحة خاصة في نهايته

    أما كلامك حول النص المفتوح والذي تعني به أنه مفتوح التأويل يمنح المتلقي دوراً في بناء النص
    والنص المغلق الواضح المباشر الذي يمنع المتلقي من استكمال أسطره

    بذلك أقول لك أن نصك كان مغلقاً وإشارة الاستفهام في النهاية لا تعني أنك تركت الباب مفتوحاً للمتلقي حتى يستكمل الفراغات

    خاصة مع كم التقريرية الذي زججت بها في النص

    المباشرة لا تعني أن النص مغلق
    فهناك مباشرة فنية ومباشرة غير فنية
    وعلى سبيل المثال كل الأعمال الساخرة هي أعمال مباشرة وفيها كم من السخرية الرائعة ما يجعل من الوضوح والمباشرة مادة خصبة للاستثمار الأدبي

    أما عن نظرية التلقي والتأويل
    فهذه النظريات دخلت الفكر العربي أكان نقدياً أم متذوقاً من خلال النظريات الغربية التي تبنى فكرتها على أفكار فلسفية
    ولن أخوض في نظريات الفلسلفة وانهيارها وتناقضاتها
    ولن أقدم في هذا المقام ما أرى حول اختلاف الفلسلفة العربية عن الغربية

    لكني أقول أنه الكلام حول النص المفتوح التأويل والمفتوح الدلالات هول كلام مبالغ فيه يعاوره كثير من الخطأ

    فإن أي جملة مباشرة هي مفتوحة الدلالات
    مثلاً:

    إن الطاولة المستديرة جميلة

    بالله عليك ارسم لي صورة هذه الطاولة المستديرة
    فهي لديك ربما زرقاء صغيرة
    ولدي ربما بيضاء كبيرة
    ولديك لها إيحاء جميل إذ تضع عليها كتبك
    ولدي لها إيحاء مقيت إذ كسرت رجلي
    ولك أن تتابع هذه السلسلة من الايحاءات المفتوحة

    فالكلام البسيط الذي نظنه متفق عليه وواضح للجميع هو محط اختلاف ودلالات لا يعلمها إلا الله

    فكيف لو أدخلت على النص شكلاً من المجاز مثلاً:

    الطاولة المستديرة تطير من سماء إلى سماء وتحط في قلبي
    بالله عليك أيستطيع أي إنسان جمع عدد الإيحاءات والظلال في نفوس كل من تلقى هذه الجملة

    كم أريد أن أدخل في طريقة عمل العقل الكسول وجلبه للصور التي يختزلها
    واختلاف هذه الطريقة من شخص لآخر
    بذلك تسقط جوانب كبيرة من النظرية التي تتداول بين الناس
    وفيها وفق ما أرى شكلاً من أشكال البناء الشعري رغم أنها يجب أن تكون دقيقة واضحة

    لك تحياتي حتى أعود
    رد مع اقتباس  
     

  10. #10 رد: سجن بلا قضبان 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمد سرحان
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    الدولة
    بقعة حبر
    المشاركات
    156
    معدل تقييم المستوى
    18
    ليست صفة " المباشرة " رديئة حتى امتنع عن استخدامها ، ولكن لنتلاف سوء فهم نقدي ممكن .

    ظاهريا وعلى السطح تبدو القصة مباشرة ، بيد أن النص يحتاج إلى قاريء لا يتهيب إنعام النظر فيما وراء السطور .

    المسألة ليست مسألة رجل دخل شقة وأطلق مجموعة أسئلة ، إن الأمر أبعد غورا من هذا ،لم تكن أسئلة ذات طبيعة ساذجة، إذا كان هنالك شيء سيتنهي فحتما أن هنالك شيء أخر سيبدأ ! .

    صغر الاسئلة لا يعني يسر وسهولة الاجابة ، ولا بد للقاريء أيا كان مستواه أن يلحظ تقنية الإيجاز والتكثيف التي مِـيزت بها الأسئلة .


    إن هذا ما هو ملقى على كاهل المتلقي ( الاستثنائي)

    وقبل أن أغادر سأسمح لنفسي أن أعبر عن وجهة نظر شخصية جدا :

    تنطوي كل الإبداعات على شيء لم يستكمل بعد ، إن الدكتور حامد أدهشنا ليس باعتباره صاحب فلسفة فقط ، بل بكل ما تطلع إليه ولم يبلغه بعد .


    لقد وضعت ُ في رأس حامد عبدالباسط مكبر صوت :

    كيف يولد القرار ؟ كيف يتحول إلى عمل ... وكيف تتسلسل الأعمال لتصبح مغامرة ! .

    أترك تقديري
    " يا شهرزاد ُ
    نفد الكلام ... وما ابتدأنا بالكلام "

    للقلم والبندقية فوهة ٌ واحدةٌ
    رد مع اقتباس  
     

  11. #11 رد: سجن بلا قضبان 
    شاعر عباسي،،،، الصورة الرمزية الناصري
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    الكون ..
    المشاركات
    510
    معدل تقييم المستوى
    18
    إن قفلة القصة في مكانها ............شكراً على هذا الإبداع
    إذا ترحلتَ عن قومٍ وقد قدروا.....ألا تغادرهم فالراحلون هُمُ
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. قصتان قصيرتان جدا / حفل توقيع
    بواسطة حسن برطال في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 04/10/2009, 08:12 PM
  2. قصتان ق ص ج
    بواسطة حسن_العلوي في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 05/09/2009, 09:40 PM
  3. قصتان قصيرتان جدا
    بواسطة محمود العرار في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 30/01/2009, 08:00 PM
  4. قصتان قصيرتان جدا ( المقص )
    بواسطة حسن برطال في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30/12/2007, 12:02 PM
  5. قصتان قصيرتان جدا( دو .. لا .. ري .. )
    بواسطة حسن برطال في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30/12/2007, 11:43 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •