النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: مسافرون

  1. #1 مسافرون 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    May 2009
    العمر
    36
    المشاركات
    10
    معدل تقييم المستوى
    0
    على كلِّ أرضٍ زرعنا خطانا
    ورحنا نطوفُ,
    نفتّشُ عن عالمٍ في سكونِ السماواتِ...
    نحوه نمضي
    نشقُّ الدروبَ... نشقُّ الدروبْ
    ونمضي... ونمضي
    إلى أبدِ الدهرِ نمضي
    عطاشاً سنمضي
    سأسكبُ دمعي لأروي العطاشى
    وأشربُ دمعي لأحيا...
    على كلِّ ارضٍ زرعنا خطانا
    وطفنا ببحرِ الخيالِ,
    نفتّشُ عن دارنا في النجوم
    نفتّشُ عن دارنا في البحارْ,
    نفتّشُ عن دارنا في القفارْ!
    * * *
    أتى الليلُ يطرقُ أبواب دور الجياعِ
    ليسألَ عنّا
    إلى أين نمضي؟ إلى أين رحنا؟
    إلى أي زاويةٍ سارتِ الريحُ فينا؟
    يغيبُ الملاكُ عن البيتِ,
    يمضي يفتّشُ عن دارهِ في السماءْ.
    ليتركنا ها هنا في ضجيجِ المساءْ!
    نحدّقُ بين المرايا
    ونسألُ أين الذي كان فينا,
    إلى أين راحْ؟
    وحيداً وهذا الزمانُ
    يسير بنا للنواحْ
    ونمضي.. ونمضي.. ونمضي
    ........................
    ........................
    وأمضي.. وأمضي
    وتمضي معي السّنواتُ..
    إلى حيثُ ترمي بنا الريحُ
    بين متاهاتها...
    نركبُ البحرَ,
    نبحرُ صوبَ المدينةِ دونَ شراعْ!
    ونغرقُ بين متاهاتِ بحرِ الزمانِ
    وننجو...
    وتمضي معي السّنواتُ..
    نصارعُ غولَ التغرُّب,
    ندنو من الدارِ حتّى نلامسَ
    جبهَتهُ, ننشرُ الوردَ في دربهِ
    حين يخطو
    ونمضي إلى حيثُ كنّا
    نجوبُ البحارَ ونقطعُ كلَّ دروبِ
    السفرْ.
    عطاشاً سنمضي...
    سأشربُ دمعي لأحيا.
    وحيداً سأمضي صوبَ حتفي
    وارفعُ صوتي, أقولُ:
    هما فارسانِ مضوا للنزالِ
    أنا... وخيالي
    تشابكْتُ حتّى قتلتُ
    وحتّى قُتلتْ
    وما زالَ لي فارسٌ يرفضُ الموتَ,
    يعشقُ أن لا يكونَ جبانا
    على كلِّ أرضٍ زرعنا خطانا
    ورحنا نجدّفُ في بحرِ غربتنا
    نقطعُ البحرَ طولاً.. وعرضاً..

    وحيداً هنا عالقٌ في خيوطِ السماءِ
    وكلُّ رفاقي مضوا
    إلى أينَ راحوا؟
    وكلُّ الدروبِ تضجُّ وحوشاً
    * * *
    هناكَ...
    على بعد ألفين ميلْ
    وفي ضجّة الوقتِ,
    والموتِ,
    بين ركامِ البيوت القديمةِ
    علّقتُ قنديلَ حبٍّ ليكتبَ أسمكِ
    فوق الجباه
    ويرسمُ وجهَكِ فوق الشبابيك.
    بين ركامِ البيوتِ القديمةِ
    غابتْ نجومُ السما,
    والنجومُ عيونُ السماء
    فمنْ ذا يرى
    بدونِ عيونْ!
    هناكَ...
    على بعد ألفين ميلْ
    فقدتُ صديقاً عزيزاً عليّا
    وقفتُ على قبرهِ أسألُ الموتَ
    أين مضى به في رحلةٍ
    في فضاءِ السكونْ!
    هناكَ...
    على بعد ألفين ميلْ
    فقدتُ بلادي
    ورحتُ أفتّشُ لي عن مكانٍ
    به أستظلُّ
    على بعد ألفين ميلْ,
    هنالكَ...
    علّقتُ لافتةً للضيوفِ
    كتبتُ بها:
    دعوني أنامُ قليلاً
    أنا تعبٌ من دروبِ التغرُّبِِ,
    من كثرةِ السيرِ في طرقاتِ المدائنِ
    وحدي
    تعبتُ من البحثِ عن وطنٍ
    بين أكوامِ دورٍ مهدّمةٍ
    وزوايا صغيرةْ
    تعبتُ من البحثِ وحدي
    تعبتُ.. تعبت...

    هناكَ...
    على بعدِ ألفين ميلْ
    ظلامٌ يلفُّ المكانَ
    وأشباحُ هذا الزمان تحومُ على وطني...
    وبنا الركبُ يجري.. ويجري
    ونجري...
    إلى أين يجري؟
    لستُ ادري!
    * * *
    جلستُ أرى من زوايا الفضاءِ "بقايا وطنْ"
    أتعبته الحروبْ
    جلستُ
    وكانتْ طيورُ السلامِ تحلّقُ قربَ الشبابيك تهدي الورودَ,
    وكنتُ..
    جلستُ
    أعيدُ الكتابةَ دونَ ارتجافْ!
    وأسمعُ صوتكِ يأتي, يشقُّ الدروبْ.
    ليمنحني وردةً ذابلةْ!
    في متاهاتِ ليلِ العراق
    وفي ضجّة الموتِ, والقتلِ كنتُ
    جلستُ...
    أُسائلُ هذي المرايا
    إلى أين راحوا الذين هنا ولدوا؟
    هل نراهمْ بصيفٍ جديدْ؟
    وهل ما يزالون غرقى ببحر الدماءْ؟
    جلستُ أرى من زوايا الفضاءْ!
    ...........................
    ...........................
    على مهلها سارتِ الريحُ
    تبحثُ عن موطنٍ للغبارْ!
    على مهلها,,,
    كنت أرقبها كيف تمشي,
    وكيف تمادتْ رياحُ الجنوبْ؟
    جلستُ
    أراقبها كيف تسري
    على مهلها كانتِ الريحُ تجري.
    أوحدكَ بين القبورْ؟
    أما زلتَ تحيا,وتسكنَ بين القبورْ؟
    وهذا الظلامُ...
    يحوطكَ من كلِّ صوبٍ
    وأنت الذي يرقد الليلُ دوماً على ساعديه
    لا
    تخفْ
    فما زلتَ مذْ كنتَ قبل الزمانْ
    ينامُ الظلامُ على ساعديكَ,
    ويغفو الأمانْ.

    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: مسافرون 
    شاعر عربي الصورة الرمزية أحمد العسكري
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    العراق - الامارات
    العمر
    52
    المشاركات
    908
    معدل تقييم المستوى
    18
    أتى الليلُ يطرقُ أبواب دور الجياعِ
    ليسألَ عنّا
    إلى أين نمضي؟ إلى أين رحنا؟
    إلى أي زاويةٍ سارتِ الريحُ فينا؟
    ----------------------------------
    جميلة هذه المقاربة مع الواقع
    شابها الكثير من الغموض ...وانتابتها الاحتمالات حتى انها تارة تقوى وأخرى تفتر ... الا انها بالمجمل نجحت في اقتناص ثيمات ابداعية من ألم الواقع وهموه
    شكرا لك
    ودمت بخير
    احمدالعسكري
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: مسافرون 
    شاعر وأديب مصري الصورة الرمزية ثروت سليم
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    مصر أرضُ الكِنانة
    المشاركات
    2,453
    معدل تقييم المستوى
    23
    الأخ الشاعر الجميل
    على بُعدِ الفي ميلٍ أحسستُ إبداعك الجميل
    أهلاً بك في مربد الشعر العربي
    محبتي
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: مسافرون 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية الشاعر لطفي الياسيني
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    فلسطين القدس الشريف
    العمر
    87
    المشاركات
    912
    معدل تقييم المستوى
    16
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    الاستاذ الفاضل سيد الحرف والقلم غريب على الخليج

    تحية الاسلام
    جزاك الله جنة الفردوس الاعلى التي اعدت للمتقين
    نفع الله بك الاسلام والمسلمين وادامك ذخرا لمنبرنا الشامخ شموخ
    ارز لبنان
    ان كل مفردات ثقافتي لا تفيك حقك من الشكر والاجلال والتقدير
    لك مني عاطر التحية واطيب المنى
    دمت بحفظ المولى

    رد مع اقتباس  
     

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •