أجبرتني الحياة أن أمضغ الألم ... بــ الصمت !!
فصمتي هو العادة الوحيدة التي أتقن ممارستها بكل اللغات ..
أن كنت قلت سابقا ... بأن لا أحد يشبهني ...
فلا ...
أحد حقا يشبهني ..
غير رفات من بقايا نابض بالوجع ...
أجدني غريب يا أمي ...
في حديقة وطني ... الهواء يخنقني يفترش بوحي من الوريد إلى اللانهاية ..!
أمي ...
سامحيني ...
بكيت هذه الأثناء
فقد اعتادت الدنيا أن تجعل من مأساتي ملهاة ...!!
ومن صدى دموعي ... ثنايا لـ قهقهات الزمن .. وتعرجات القدر
أن كنت لا أشبهني ... فهذا الصباح ينكرني أيضا!!
ثمة رائحة لفنجان ... أذكر أن له ملامح القهوة .. بــ أحداق ممطرة بـمرارة
وبين تجاويف الحنان ...
أمد كفي لأحتضن قهوتي .. لعلي انتمي لدفئكـ يوما..
لعل روحي ... بين المحاجر .. ترنو لدروبكـ!!
تحترق كفي ... وروحي في المنفى مازالت .. تلتحف البرد
أمي
كلـ تلك الوعود ...
ونذور البقاء بـ القرب ..
كـ غصن بنكهة الخريف ... يتيم إلا من نسيانك!!
فـ امنحيني .. معطف أقي به عمري ... مزيدا من الانكسار
امنحيني ... صلواتك ...
أنا احتاجها ... بحجم أخفاقي !!
امنحيني .. زهرتي .. قداس روحك الطاهر
وفاء .. قلب أرهقته الحياة .. وأرهقها بالصبر!!
امنحيني .. سنبلة ...
لتمردها ... بندقية ثائر
فالسنابل فيني لا تموت
وأن سقطت شهيدا !!
هيا / 24 يوليو2008م
الساعة الرابعة صباحا / على مقربة منكِ