لحّنّي و رتّلني .. فأنا أغنيةٌ لا زالت مكتوبة ..
كَلِمي وليد حُبّ .. فلقّنّي حرف الهيام ..
و أصغ ..
إلى ترانيم الغرام على أوتار الموج تعزفها حناجر الطيور ..
أو لتمتمة نخلتين متعانقتين تسخران من عشق البشر الدائم اليُتم ..
كأنّ بي أفهم أبجديّتها التي تُنادي بالتفاف قلبينا .. قبل أن يُداهمنا الخريف ..

زُرقة السماء تطلينا .. و مياه اليمّ تغسلنا ..
و يا شمس اصهرينا ..
حتى نُمسي سحابتين تعلقان أمداً على شفق .. و يحلّ البِشْر حين اعتناقهما ..

ما أروع نجم الأفق و هو يختلس النظر إلينا , و قد بكّر في شروقه ..
أم تحيّة نجم البحر تحتنا , و قد لمحته أطرق بأحد جفنيه ..

و تمهيد المدّ كل برهة صفحة رمليّة جديدة .. كي ندوّن بها أقصوصتينا معاً ..
و ليعاود محوها كل مرة .. فهذا أنقى لها من مرأى البشَر ..

هيهِ يا ترنيمة العُشّاق .. غرّدي ..
فمذاق رشفة من عزفك البحريّ تُسقي سامقات شوق .. و تستجدي الآه المنحسر في جوفي و أنت ..

أنصتي .. يا بحار الوَجْد
طأطئي .. يا جبال الشّغَف
فحكايتانا تهتف لمسامع الطبيعة ..
و جسدانا سيسردان أسطورة أُلْف .. و أقاصيص أسحار ..
و شفتاي العذراوان .. لم تعد تخشاه !




خَفَتَ عزف الطيور ..
همست شمس المغيب بِـ عِمْتُما مساءاً ..
بدا ذاك النجم أكثر وضوحاً و أشدّ حدّة ..
و لدغة عتاب .. شعرت بها أسفل قدمي الغائصة بِـ شفا الشاطئ ..
ضرَب الكون حينها بعصاه .. معلناً بِدْء العزف بلحن الخطيئة ..