خريف العمر
- 1 -
عمَّ تبحثين
هذا رمادٌ فارجعي
لن تجدي ما تأملين
نعم التقينا ذات مساءْ
وأذكُرُ اللقاء
كان ذلك منذ ُ ثلاثة أسيادٍ وشَيخْ
عندما كان القطا يُهاجرُ أسراباً من بلادي
يرتلُ أناشيدَهُ
التي تكادُ المدينة كلُّها
تنهضٌ من رُقادها لتقول وداعاً
حين ذاك التقينا
يومَها قلْتِ : لا
وقلتُ لا تثوري
لا تكنسي عن سجادِ غرفتِكِ غُبارَ فجوري
هي ذكرى وإن شئتِ روثٌ
لكنَ الروثَ هو أخصب مكانٍ للزهور ِ
ـ 2 ـ
كان ذلك منذ ُ ثلاثةِ شتاءات وصيف
عندما كان المطرْ يرسُم على الوجوهِ الحياة
ويوَّزع على الورودِ القبلْ
ثم يهَّذي : بأنَّ الأرضَ تصيرُ نساءً
وكلُّ امرأةٍ تصيرُ قمرْ
حين ذاك التقينا ....أتذكرين الياسمين .. ؟
المرصع على الضفائرْ
كيف فرُّ من يديَّ إلى الطريقِ ؟
وكيف التقطهُ ذلك المنفي وهو يغادرُ !أتذكرُ:كلَّ من في ذلك الليل هاجرْ
كان ذلك منذً ثلاثةِ أعيادٍ وشهر صوم
عندما الأشجارُ كانت تعدو خلفَ بحيراتٍ مِنْ سراب ... التقينا
عندما الوديان كانت تسرق من الجبالِ الثياب ... التقينا
وعيناكِ كانتا شاخصتين كقصائدي
التي اعتذرت عن نشرها كلُّ الجرائد
حين ذاك التقينا
وكان لجسدِكِ طقطقاتٌ بين اذرعي
كطقطقةِ عيدٍ بثوب طفلٍ كطقطقةِ
غصنٍ تعلقَ فيه حٌلُمُ أمةٍ وضوءُ شمسٍ
ـ 3 ـ
أتذكرين
كان ذلك منذُ ثلاثِ هزائمٍ وحُلُمِ انتصار
عندما كانَ الليلُ في حالةِ سكرٍ ... التقينا
وقتها أحضرت لي قصيدةَ شعرٍ
وقرأتِ لي والخجلُ يتساقطُ من خديكِ بقعاً ضوئية ً
تكشفُ في تلك العتمةِ عن أشياءَ
كُثرْ وحواسي كنَّ منشغلاتٍ
بتتبع خطواتِ الحلم
المتعثرةِ بأعتاب القهر
الآن أتيتِ .. !عَلام أتيتِ سيدتي ... ؟
لم يعد في بستاني شجيراتٌ خضر
فعن يميننا جراحْ
عن شمالنا جراحْ
في جيوبنا جراحْ
تحت كلِّ حجر جراحْ
حتى الديكة
تنقر على الأرض دماملْ
فتجر الدجاجاتُ جراحاً
فانصرفي
الريحُ قادمة ٌ
والساعة ُ تجرُّعقاربها للخلف
فانصرفي
لن تجدي شيئاً
لن تجدي
هذا خريفُ العمر ِ
فانصرفي....
محمد حسن المنلا
ــــــــــــــــــــــــــــ
أهلاً بك في المربد أيها الحبيب
نثرك شعرٌ جميل .
أخوك أبو ناصر