بسم الله الرحمن الرحيم.
حاول أخونا طارق شفيق حقي رصد أسس ما أسماه:أدب الجملة في التراث العربي الزاخر.لقد أفادت التسمية عموما احتوى الأمثال والحكم وغيرها،وأعتقد أن بروز هذا الجنس الأدبي لاح في الآفاق الأدبية حينما علق عدد من الكتاب بردود انتقادية على أعمال قصصية لم تراع القواعد الموباسانية -نسبة إلى guy de maupassant-بدعوى خروجها عن المألوف في الحكي،كما أنها لم تلزم المفارقة في القصة القصيرة جدا.مَرَدُّ هذا كله إلى أن هذه الأعمال الأدبية كانت إلى الحكمية أقرب،وإلى العقدة والمفارقة الضمنيتين أميل،وإلى الخطاب التام الفائدة في نفسه أدنى.
ورغم تداخل الأجناس الأدبية تبقى لكل جنس أصول تميزه،فلا يعتبر الخروج عنها مروقا بل تجديدا إن لاقى استحسانا غرابة إن لم يلق قبولا.ولعل أهم ما يميز أدب الجملة أو الجملة الأدبية ما يلي:
-ليس الحكي أو السرد شرطا فيها،هنا نميزها عن القصة .
-نستغني فيها عن الجمل الشارحة فما قل ودل.
-ليست الحكمية شرطا فيها حتى نميزها عن الأمثال والحكم.
إجمالا،يمكن القول أن الجملة الأدبية جنس أدبي في مفترق الطرق بين (الأمثال،الحكم..)والقصة القصيرة جدا.فلا هي من الأولى ولا من الثانية.