يا لك من غبيٍ أيها الإنسان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



من داخل قفصي الذهبي أنشد أناشيد الخلود .. أطير ..
أدور العالم بأحلامي السوداوية.. أسجل ما أنجزه من فشل عظيم كل يوم وأحتفل بنفسي وأمجادي الخيالية, أضجر من روتين القفص فأجلس وسط عالمي الذهبي حيناً وعلى الجوانب أحياناً أخر , لم اترك بقعة صغيرة إلا وتربعت عليها ، في لحظة ما خطر لي الجلوس أعلى القفص 000لمَ لا اجلس هناك , فالهواء سيحملني00 سيطيعني , أناأستطيع 000لمَ لا؟!
حاولت مراراً ً تسلق القفص كنت أصل قمته ثم أقع , كررتُ المحاولة وكلما اقتربت من النهاية (أعلى القفص) كنتُ أجدُ نفسي أهوي على الأرض كقطعةمعدنية ، أستسلم! وأرجع لبقعتي التي تتوسط القفص لأجلس بجانب سجلي الأحمر أملئ صفحة أخرى من عظمة الأفكار الفاشلة التي تخالجني وأهمس نائماً ((الخلود طريقي ..الخلود طريقي)). يُقضني الحس بالمقدرة على الوصول فأنهض بعد منتصف الليل عسانيأتسلل أعلى القفص في خفاءٍ , لأن النور والضوء غائبان, أمد قدمي أنبه نفسي: هششش000لا تصدر أي ضجة..لا تُقض النور فإنه غافل عما سنفعله. أتسلل في الظلمة أشد علىساقي وأصعد وأنا لا أُميز شيئاً من حولي, أسير على خطوي معتمداً حاسة اللمس لدي, أشعر أني سأصل قريباً وأستمر في الصعود
أشجع نفسي أصفق لها وأهتف في سكوت :
ها قدوصلت ...ها قد وصلت, وفجأة أفتقد توازني ويخف تركيزي وأشعر بظهري ينقسم شطرين , لاأشعر بشيء بل يؤلمني كل جزء فيه , أمد يدي العاجزتين تستكشفان ما حولي وأعلم أين وصلت؟! , هذه يدي على سجلي الأحمر
آااهٍ ...آاااااهٍ منكَأيها السِّجل , دائماً تؤكد فشلي) أدمعت عينايَّ بغزارة بللت خدي عمقت وديان الزمن وزادتحرقةَ سيماءّ وجهي العجوز. أردت أن أتظاهر بالقوة وأن أمنع نفسي عن البكاء لا أكونضعيفاً في الظلمة كما في النور, لكني أجدد فشلي وأثبت ضعف إرادتي , فوضعت رأسيالفارغ على (حافة ) سجلي الأحمر وأنفاسي تعزف تنهداتها مؤنسة ضعفي ,
أهمسلوجعي وأنا أغفى واختم سجلي الأحمر بعبارة يا لك من غبيٍ يا إنسان 0



نارين شيخ شمو