ليس من حق أي أحد أن يحاسبني..
ليس من حق أي أحد أن يلومني..
أرفع راية التمرّد وأعلن العصيان؛ العصيان على التقاليد والعادات المترهلة، على سلطة الآباء والنظرات الفاجرة. على أولئك الذين أرادوا صلبي على خشبة الرذيلة حين امتنعت من إيوائهم بين أحضاني. ومنحهم دفئاً افتقدوه في سرير متعتهم الشرعية.
أنثى أنا، أنثى اختزلها الجميع في المنطقة المحرمة من الجسم. غيبوا جسدي كله ووقفوا خاشعين عند المثلث المعشوشب.
اختزلوني إلى معادلة من طرفين: طرفها الأول الغالية بنت الحاج فرحان وطرفها الثاني بائعة الهوى بل مثلث أسفل البطن، مثلث اللذة.
ليس من حق أي أحد أن يحاسبني..
ليس من حق أي أحد أن يلومني..
نهشتني أعضاؤهم التناسلية التي تطل علي من أعينهم، بين أجفانهم. نهشتني نظراتهم التي جردتني من ثيابي وسترتي الأخلاقية. نهشتني كلماتهم المعسولة والمطعمة بسم قاتل.
قالوا: هي ذي فاكهة الخلود، اقطفي ثمراتها، انعمي وتذوقي لذاتها...
قطفت، تذوقت، لم أنعم بمذاقها. ولا تذوقت لذاتها. تغلغل السم في جسدي. سرى في عروقي. لوَّثني إلى أخمص القدمين. حينها ابتعدوا عني. وضعوا مسافة بين تابوت خطاي وبين طهر آناهم. أخرجوا أفاعي ألسنتهم وأمطروني لسعاَ. تضخمت ذاتي تشققت وتقرحت. ضغطوا بسبابتهم وإبهامهم على أرنبة أنوفهم حتى لا تزكم روائح أخلاقي النتنة أنوفهم.
أمطرتني شفاههم وألسنتهم سباًّ نهاراً. وزحفت أجسامهم النتنة نحو وكري ليلاً. رفعوا أصواتهم المحملة بأقسى عبارات اللوم والعتاب نهاراً. وذرفوا دموع التوسل والاستعطاف عند آخر ساعات شهوات الليل.
ليس من حق أي أحد أن يحاسبني..
ليس من حق أي أحد أن يلومني..
أرفع راية التمرّد وأعلن العصيان على العالم.
أرفع راية التمرّد وأعلن العصيان على أبي الذي وضع مسافة بيني وبينه اعتقاداً منه أن المسافة تولِّد الاحترام.
أرفع راية التمرّد وأعلن العصيان على أمي التي بخلت علي بكلمات النصح والتوجيه للحظات قصيرة في حين وقفت تثرثر ثرثرة غير مفيدة مع جاراتها لفترات غير محدودة وتوزع النصائح ذات اليمين والتوجيهات ذات اليسار..
أرفع راية التمرّد وأعلن العصيان على أخي سعيد الذي تلهى عن توجيهي وإرشادي وتغيير سلوكي إيجابياً وهو الذي حلم بتغيير المواقف والأنظمة والعالم..
أرفع راية التمرّد وأعلن العصيان على أخي خالد الذي ناضل في نقابة العمال سعياً لتحسين أوضاعهم المادية. في حين عجز عن تحسين أوضاعي الأخلاقية.
أرفع راية التمرّد وأعلن العصيان على أساتذتي الذين شنفوا مسامعي بدروس القيم والمبادئ في الفصل الدراسي وانتظروني في خلوة بعد الفصل الدراسي لتشنيف أذني بأبيات الغزل والعشق.
أرفع راية التمرّد وأعلن العصيان على رجال الأمن الذين عندما تقدمت بشكاية ضد أستاذتي بدعوى التحرش الجنسي تحرشوا بي.
ليس من حق أي أحد أن يحاسبني..
ليس من حق أي أحد أن يلومني..
فلا يلومني أحد منكم إن رفعت في وجهه راية العصيان.
تطوان 08/03/2009
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليد خريبش
