ما أتعبك أيها القلب !!...

كيف أبدأ معك أيها القلم اليوم , والحديث عن الحب يعقد شباك صيده على محكم القلب , ويلازمه بإسناد وجوبه , وصحة شرطه !!!؟؟...
كيف لي أن أجعل من الحب مانعًا وهو صريح في إخراج لفظه من غير استعارة , ولا كناية في صحة معانيه !!؟؟...
كيف لي أن أنسى ذكره وحاجتي إلى بيانه تزداد يوما بعد يوم , ولا يعلم
ما أصابني من صبابة شوق إلا الله رب الخلق !!؟؟..
لم أره والله إلاّ وجوبا قد تربع على عرش مملكة القلب ...
أيصح لكَ أن تزهقَ في تعذيبه , وتخنقَ صوت روحه بعدما أخبركَ عن خبر حاله !!؟؟..
قلب صلد ٌ هو !!..
لن يفنيه شوك العذاب , ومرارة الكأس لأنه يأمل أن يستمسك بالوفاء والصدق , ويدرك حسن الإيمان والخلق حينما يأتي إليكَ ليقرأ على مسامعكَ يا عزيزي صحيفة الفكر ...
فهل لكَ أن لا تدعه هائمًا مع لواعج الشوق !!؟؟؟...
أعلم أن هذا لم يكن خفي عنكَ يا صاحب الفكر , ومع هذا تتركه يسير
ما بين حكمين أولهما محكوم له , وثانيهما محكوم عليه بالموت!!؟؟؟..
مسألة انقسام هل هي من الصواب والحقّ !!؟؟..
إن كانت المسألة الأولى فالنعيم والفوز لقلب لم ولن يعرف إلا الوفاء والطهر ....
وإن كانت المسألة الثانية فالشقاء والألم بحق هذا القلب الذي لم يعرف إلا الصدق في العطاء والحبّ ......
ما أتعبكَ أيها القلب , وما أشقاكَ وأنت ما زلت محرومًا من تصاريف لقاء الحب !!!......
هل من المعقول بعد هذا أن تبقى ملازمًا لحديث الصدق , وحمل أمانة القول !!؟؟..
أم أنك ستدع الليل ينقاد إليكَ دون أن تطلع شمس النهار عليه , وينكر جهة الأمر الذي أشرقت منه طلعة الحب !!؟؟..
أين أجد العزاء لهذا الجرح العميق النازف , ونشيده في الدجى يُبكي صلد الجبال لتفور منه ثورة بركان الحزن والألم !!!؟؟؟...
غدوت عليلة مع هذا البلاء وما زال القلب حائرًا من مسألة لم يختارها إلا الله له ...
فتحت لكَ رسالة القلب ولا أدري بأيّ جوانحٍ أعدو إليكَ !!؟؟..
أبجوانح الخوف والاطمئنان !!؟؟...
أم بجوانح الألم والأمل !!؟؟؟؟..
أعلم أن في القلب خزانتان من الحلال والحرام ولو تزيّل هذا عن ذاك لما بقي والله إلا الخير والحب ...
كيف !!؟؟؟...
كيف ومازالت المسألة مع فطرة البشر معلقة ما بين السماء والأرض !!؟؟...
صراع يكد نقاء الفكر , ويؤلم طهر النفس ...
لكنه واقع !!؟؟؟..
نغفل عنه حينا لنذكره حينا آخر ....
وكله راجع إلى زمن الغسق , وغافل عن معاش النهار ...
أعترف أنّني لست منزهة عن الخطأ والعصيان , لأنني بشر ولست ملكًا من السماء .....
لكن لم أخفِ عنكَ أنّ القلب ما زال يأمل أن يجتمع مع أهل الجود والكرم , والخلة والصدق حتى ولو خالف لسان قلمه كل من في الأرض ...
ذلك لأنني لم أجد في داخله ضلالة بدعة , ولا مخالفة مسألة , بل تلمست بشغف الرشد في إتباع الهدي , وصواب جمل القول .. حين حملت بين جوانحي أثمن معنى يعوزه القلب ..
ولم أتردد أبدا في دعوتي مع جوف الليل أن يستجيب الله لاستغاثة فؤادي , ويزيدني علما من الإيمان والصبر , ويغفر لي زلل الذنب والإثم ، ويفتح نور ضياء بصيرتي , وملكة فؤادي لأفوز بعدالة الرحمن الرحيم ...


بقلم : أمينة أحمد خشفة


" بنت الشهباء "