"مصطفى النجار".. رؤيتي للشعر ليست محدودة
«مجموعة (غنائيات عصرية) شعر مرتبط بالواقع اليومي للإنسان العربي المعاصر، و التعبير فيها أخذ شكل التفعيلة والقصيدة العامودية وبعض الأحيان قصائد ما يسمى الومضات (المكثفة) بمعنى أن الرؤيا تتسع كلما ضاقت العبارة على حد تعبير "النفري"».

بهذه الكلمات تحدث الشاعر"مصطفى أحمد النجار" عن مجموعته الشعرية"غنائيات عصرية" لـesyria في(16/12/2008) وأضاف:«رؤيتي للشعر ليست محدودة التجربة من تفعيلة وعامودي وقصيدة النثر التي هي قصائد جديدة، فهناك مزيج منها وتحقيق المعادلة الصعبة بين أن يكون الشعر متواصلا مع المتلقي، ويؤدي أغراضها العاطفية والإنسانية والوطنية وفي الوقت نفسه يحقق الشرط الجمالي».

والشاعر"مصطفى النجار" واحد من الشعراء الشبان الذين يصوغون الكلمة الإبداعية الجيدة، وهو من الذين صنعوا مستقبل القصيدة العربية الجديدة، فقد كتب الشعر التقليدي والشعر الحر في آن معا. وكان العيد من النقاد والأدباء العرب قد تحدثوا عن إبداعاته في هذا المجال، فممن كتب عنه: "نازك الملائكة"، و"روز غريب"، و"حلمي القاعود"، و"محمد أحمد العزب، و"أحمد دوغان"، و"أحمد بسام"، و"محمد الراوي"، والدكتور"حسين علي محمد"، و"أحمد شبلول".

فقد كتب الدكتور الناقد"حسين علي محمد" من "مصر": «مصطفى النجار عرفناه نغمة حلوة من الشعر الوجداني، فهو وتر دافىء جديد يحاول أن يزيل الثلوج المتراكمة في الشعر العربي عن طريق اقتحاماته الجديدة».

في حين قال عنه رائد قصيدة النثر في "سورية"

ديوان غنائيات
الشاعر:"سليمان عواد": «"مصطفى النجار" شاعر يحاول إيقاظ الذين يعيشون في الواقع».

بينما قالت عنه الأدبية "روز اليوسف": «تلتقي في شعر "مصطفى النجار" أكثر خصائص الشعر المعاصر:الوحدة، التركيز في القصيدة، بناؤها على الصورة، والرغبة الملحة في الطريف منها والمبتكر، في صورع تنوع وافتتان يستمدها من الطبيعة من الريف من المدينة من الصحراء».

يذكر مصطفى النجار قد ولد عام (1943) في مدينة "حلب" وهو عضو في نادي "أبها" الأدبي، وهيئة تحرير مجلة الثقافة السورية، ونائب رئيس نادي التمثيل العربي "بحلب"، ومراسل لعدة صحف ومجلات في الوطن العربي. وقد نشر نتاجه في محطات الإذاعة العربية والأجنبية. وهو يكتب- إلى جانب الشعر- القصة والمقالة، والخاطرة، والزجل. من دواوينه الشعرية: "شحارير بيضاء"و"الخروج من كهف الرماد"و"من سرق القمر"و"الطائران والحلم الأبيض"و"حوار الأبعاد"و"ماذا يقول القبس الأخضر ".

من قصائده اخترنا هذه قصيدة(شامخة الجرح.. فرعاء الروح!):

«تتمشى في ردهات العصر - الغابه

كانت تتملى الأوجه باحثة عن شيء ما

كانت بين اللحظة واللحظة ينقر من عينيها

عصفور الحزن الجارح




وكذلك ينقر بلور الروح الأكثر حزنا وضياعا

حزن عاقره الوجدان

حزن من نوع فادح

لكن.. لكن كانت أكثر وعيا ودفاعا

تتجدد رغم مشاغلها، اللحظات الأكثر وجدا

تتمرأى بالإنسان - الإنسان!

فصحيح.. قد شاغلها زمن يتفصد عن شرخ في الروح

وصحيح قد ناجزها زمن

كانت فيه البقرات عجافا

وسنابل حقل العمر خفافا

لكن قد راودها حب أغلى من ياقوت الدنيا

أمل مثل الورد الجوري ومثل بزوغ الأشجار

عرس لا أحلى مثل الأطفال المولودين

على شرفات الريف

ومثل أراجيح العيد

قد راودها أول إيقاع، أول رعش لوني،

اول قنديل في فلوت الرؤيا

قد راودها حب، أمل،عرس،حال

كانت رغم تجاعيد العصر تنادي الفطرة في الانسان

تمضي راكضة مثل غزال يتجاوز عثرته الاولى

تمضي.. تتملى التاريخ القابع في ذاكرة الضوء

المتواري تحت رماد وقتاد

كانت كالخنساء تكابد

من بؤس العصر الوائد

ماذا في المرآة
تشاهد

فشباب يتفتت خلف شريط هابط

ورجال قد أضحوا أسرى يوم ضاغط

ونساء قد حنطن على عربات الأزياء ومرأة الحائط

آه .. كانت تتملى الأوجه

والحركات وشارات التاريخ

تستنجد بينابيع ضياء قد أهملها الأهل،

ظماء الحي، فراحوا يستسقون الأغراب؟!

كانت رغم تألمها ورماد الجوع

كانت شامخة، فرعاء الروح ولا ترضى

أن تعتاش بثدييها!؟

كانت بين العثرة والعثرة تنهض أكثر خضرة

في مبسمها ما فتئت تبزغ في الليل مجرة

مازالت واعدة حبلى

مازالت حالمة في فلوات الرؤيا

وتحت رفيف ( اقرأ) شامخة الروح

وواثقة الخطوات إلىالمستقبل؟!ّ ».


عن موقع مدونة وطن