صفحة 1 من 2 1 2 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 12 من 14

الموضوع: الثورة الحسينية ....وانهيار الفكر الميكافيللي

  1. #1 الثورة الحسينية ....وانهيار الفكر الميكافيللي 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المشاركات
    16
    معدل تقييم المستوى
    0
    الثورة الحسينية .. وانهيار الفكر الميكافيللي


    (( لم أخرج أشراً ، ولا بطراً ، ولا ظالماً ، ولا مفسداً ....إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي وأبي ، أريد أن أأمر بالمعروف وأنهى عن المنكر))

    البيان الأول للإمام الحسين (ع)


    رغم الفارق بين زمن الإمام الحسين (ع) وزمن ميكافيلّلي المتأخر ، ورغم الفارق بين المكانين ، ولكن يبقى الفارق الأهم هو الفارق بين الرؤيتين ، ويبقى التفاوت واضحاً في أسلوبية التعامل مع (الغاية ...و ... الوسيلة) ، وتبقى الملامح الإنسانية جليـّة في التعامل مع الأحداث ، وتستمر صيغة الفهم للثورة وأسلوبها والبحث عن نتائجها تدور في فلكين مختلفين .

    (الغاية) عند ميكافيلّلي (تبرر الوسيلة) ، وهذا معناه أن أيّة غاية في الكون ، ومهما كانت ، فهي تحمل سر تبرير الوسائل التي من شأنها أن تصل بالغاية إلى أعلى مستويات التطبيق ، فمن أجل إصلاح المجتمع – مثلاً – يمكن أن نجد وسيلة – أي وسيلة – يمكنها أن تضمن قوة الوصول الى غاية الإصلاح ، وهذا موجود لدى أغلب الأديان ، وموجودة أيضاً في بعض التطبيقات لدى المسلمين ، وإن ادعوا أنهم يقفون بمستوى (مستضد الضد) من آراء ميكافيلّلي ورؤاه ، ولكنهم بدءوا يلعبون لعبة المصطلحات ، واتخذوا من مصطلح (المصلحة) بديلاً عن الميكافيلّلية ، وهو جزء من مشكلة العالم ومحنته الحالية أمام (التعاريف) .

    إن الأديان الحقيقية ، ومنها الإسلام ، تتعامل مع الغاية والوسيلة ضمن اعتبارات مهمة ، وتؤمن بأن (الغاية) هي من جنس (الوسيلة) ، وبذلك ، فليس بإمكان الوسيلة (الرديئة) أن تجد لها تبريراً لدى الغايات السامية ، وليس بإمكان الغاية (الرديئة) أن تبرر الوسيلة السامية ، بل الغايات السامية ينبغي أن تبرر الوسائل السامية حصراً ، والوسائل السامية ينبغي أن تكون الطريق لتحقيق الغايات السامية ، وبالتالي ، فليس بوسع الوسائل الرديئة إلاّ أن تؤدي الى غايات رديئة مهما اختلفت الذرائع ، على أساس أن (النتيجة ، تعتمد على أخس المقدمتين) .

    ولأن الإمام الحسين يمثل الدين الحقيقي ، بل يمثل الرؤية الإنسانية للإنسان داخل المؤسسة الدينية ، فقد وضع الأسلاك الشائكة أمام (الميكافيللّية) قبل أن تولد بقرون عديدة ، وصنع الآليات التي من شأنها أن تهزم استدعاء الوسائل المنحطة لتحقيق الغايات السامية .

    في المقولة التي قالها الإمام الحسين ، كبيان أول عن الثورة الحسينية ، بدأ (ع) بالوسائل ، فوضع مندرجات الأسلوبية للثورة ، ووضع أطر التحرك (السامي) لتحقيق الغاية (السامية) ، لكي يرسم للمسلمين خصوصاً ، ولمفجّري الثورات في العالم طريقاً واضحاً في استخدام الأساليب لتحقيق الغايات .

    يقول (ع) في بيان الثورة الأول (لم أخرج أشِراً ، ولا بطراَ ، ولا ظالماً ولا مفسداً) ، وهو تعيين لأسلوب سيتخذه الإمام في التعامل مع مفردات الثورة وغاياتها ، ذلك لأننا نجد أن الكثير الكثير من دعاة الثورات في العالم كانوا – وما زالوا – يستخدمون الأساليب الشريرة للوصول الى غايات الإصلاح كما يزعمون ، فيقتلون المسلمين بحجة تمترس الأعداء بينهم ، ونجد أن الإمام الحسين يشير الى أنه ليس (بَطِراً) في أسلوبه ، ذلك لأن الكثير من الثورات التي تدعي التغيير والإصلاح والتجديد إنما قامت على أسس من (البطر) والإنزياح نحو الشخصنة والمصالح الفردية والفئوية والبحث عن السلطة .

    ومرة أخرى يشير أبو عبد الله إلى نقطتين مهمتين ، حين يؤكد على إلغاء (الظلم والفساد) من قاموس ثورته ، ذلك لأن الكثير من الثورات قامت على أسس من (الظلم) والفساد ، على أساس أن (الثورات ..يخطط لها المفكرون ، ويقوم بها المندفعون ، ويجني ثمارها الانتهازيون) ، ولكن الإمام الحسين عليه السلام استطاع كسر هذه القاعدة من أجل الخلاص من قاعدة أن (الثورة تأكل أهلها) .

    فالظلم والفساد مصاحبان عجيبان لكثير من الثورات في العالم ، بيد أن كل المشاهد في ملحمة الإله الكبرى على شاطئ الفرات ، تثبت أن الحسين بكى على أعداءه ولم يبك منهم ، ولم يدخر جهداً في أن يواجههم بالحكمة والموعظة الحسنة ، ويسوق إليهم الدليل إثر الدليل ، وحتى أنه (ع) لم يفكر أن يبدأهم بالقتال ، بيد أن معسكر أعداء الإنسانية كان يحمل شعار (يا لثارات بدر وحُنين) وإن كان هذا الشعار غير معلن ، ولكننا نجده في مقولة (عمر بن سعد بن أبي وقاص) حين نادى بالناس كي يستعجلوا بذبح الحسين قائلاً (هذا ابن الأنزع البطين ..هذا ابن قتـّال العرب) .

    وهنا ، يدل الإمام الحسين على غاياته من الثورة ، بعد أن أدرج وسائلها ، فنراه يقول (إنما خرجت لطلب الإصلاح) ومن الغريب أنه (ع) لم يقل (الصلاح) ، ذلك لأن الصلاح ليس من مسؤوليته ، بل هي مسؤولية تقتضيها الحكمة الإلهية ، فما على الحسين إلا مهمة الإصلاح ، والصلاح شأن التوفيق الإلهي ، وبذلك يكون الإمام الحسين قد ضرب القاعدة الفتوائية المتأخرة التي تجعل من (قبول الآخر) شريطة من شرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

    لقد أختار الإمام الحسين مفردة (أمة جدي وأبي) لأنه يعتبر أن أمة جده هي مرتكز الإصلاح العالمي ، على اعتبار أن أمة محمد هي (خير أمة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف ، وتنهون عن المنكر) والتالي ، فما لم يتم إصلاح (آلة الإصلاح) ، فليس هناك من نتيجة مرتقبة في إصلاح العالم ، وما لم يغير الناس ما بأنفسهم ،فلن يغير الله ما بهم ، ولن يستطيعوا تغيير ما بالآخرين .
    إن تأكيد الإمام الحسين على ضرورة تطابق سمو (الغاية) مع سمو (الوسيلة) ، إنما جاء ليحفظ امتداد الفكر الثوري ، وليخلق وعياً (تحضيرياً) جديداً بإزاء الفهم والوعي الذي يمكن أن تنتجه النظريات الجديدة في الفكر الثوري العالمي ، وليؤسس لأسلوبية التضحية الحقيقية وعدم الانسياق وراء العاطفة أو الثأر أو الأحقاد في التعامل مع فكرة (محاولة الإصلاح) ، وهو بذلك يمنهج لطريق التسامح والمحبة بالشكل الذي لا يتجاوز حق الاقتصاص من أعداء الإنسان ووجوده .



    راسم المرواني

    العراق / عاصمة العالم المحتلة


    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي ; 22/01/2009 الساعة 10:58 AM
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: الثورة الحسينية ....وانهيار الفكر الميكاف 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    كلنا نحزن لمقتل الحسين رضي الله ونعتبره واحدا من سادات المسلمين ، وعالما من علماء الصحابة العاملين .. وهو ابن بنت رسول الله صلي الله عليه وسلم ، التي هي من أفضل بناته .. وكان رضي الله عنه تقيا نقيا عابدا سخيا .. والعلماء لدينا لا يرون في خروج الحسين مصلحة لذلك نصحه كثير من الصحابة بعدم الخروج ، لكنه صدق من بايعوه بالكذب ، وتقاعسوا عن نصرته عندما احتاجهم وجبنوا عن الدفاع عنه .
    وموقف الإسلام ثابت من قضية الغاية والوسيلة ..
    فهو لا يبرر أبدا تحقيق الغاية بأي وسيلة ، بل وضع الضوابط لتأمين الوصول إلي الغاية النبيلة بوسائل نبيلة .
    فالغاية في مجملها قد تكون نبيلة وقد تكون سيئة ، ولا تخرج عن حالة من الحالات الأربع الآتية :
    * قد تكون الغاية نبيلة والوسيلة نبيلة :
    وهي التي تمثل المفهوم الإسلامي الصحيح لهذه القضية ، فقد سئل الفضيل بن عياض عن العمل الصالح فقال : ( أخلصه وأصوبه ) ، والعمل الخالص هو الذي لا يبتغي به غير رضا الله تعالي ، ويسلك في سبيل تحقيقه أنبل وأشرف الوسائل وألطف الطرق ، وموافقته لآيات الله القولية والكونية ، التي تضمن نبل الهدف وسلامة الطريق ، والأمثلة علي ذلك كثيرة نكتفي بواحد منها ، حدده ربعي بن عامر عندما قال لأحد الملوك ؛ مبينا الغاية التي يسعي اليها المسلمون في جهادهم : ( إن الله ابتعثنا لنخرج الناس من عبادة العباد إلي عبادة الله وحده ، ومن جور الأديان إلي عدل الإسلام ، ومن ضيق الدنيا إلي سعة الدنيا والآخرة ) وهم في سبيل تحقيق هذه الغاية النبيلة ؛ لم يكونوا يقتلون شيخا ولا طفلا ولا امرأة ولا راهبا يتعبد في صومعته .. ولا يقتلعون زرعا ولا يقطعون شجرا .. ولا يكرهون أحدا علي الدخول في الإسلام .. وعلي هذا جرت السنة للنبي صلي الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين المهديين من بعده .
    * الغاية نبيلة والوسيلة سيئة :
    وهي مرفوضة في الإسلام ، قال عبد الله بن مسعود : ( كم من مريد للخير لا يصيبه ، لأنه يقصده بطريق خطأ ! ) والأمثلة كثيرة كالطالب يريد أن ينجح ؛ لكنه يغش في الإمتحان .
    * الغاية سيئة والوسيلة نبيلة :
    سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء .. فأي ذلك في سبيل الله ؟ فقال : { من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله } فهنا قتال أعداء الدين الذين اغتصبوا الأرض وأهانوا المقدسات وانتهكوا الأعراض واستباحوا الدماء ، وهي بكل تأكيد غاية من أسمي وأجل الغايات ، لكنها لا تقبل بغير وسيلة شريفة وطريق سامية ، التي ترتبط بصدق النية وإخلاص العزم .. وإلا حبط العمل بسوء النية والمقصد .
    * قد تكون الغاية سيئة والوسيلة سيئة :
    وهي أسوأ الحالات الأربع علي الإطلاق ، ولعل أبشع الأمثلة علي ذلك اغتصاب الأرض لأقامة وطن قومي لليهود بدعوي وطن بلا شعب لشعب بلا وطن ، واتخاذهم في سبيل تحقيق هذه الغاية القذرة أبشع الوسائل من قتل وإفساد وتدمير بشكل لا تقره الشرائع ولا تقبل به القوانين ولا تتعارف عليه الطبائع الإنسانية السوية .
    وهكذا .. لا يقبل الإسلام من كل هذه الحالات إلا ما اشتمل علي نبل الغاية وسلامة الوسيلة المؤدية إليها .. ليحقق رسالة الإنسان في إعمار الكون ، والحياة الكريمة له علي هذه الأرض .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي ; 21/01/2009 الساعة 06:26 PM
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد من راسم المرواني 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المشاركات
    16
    معدل تقييم المستوى
    0
    تحية طيبة
    المشرف الذي حذف الموضوع ، تقمص دور كل القراء وأنفرد برأيه ، وأعطى حكمه على الموضوع دون احترام رأي القراء أو إعطائهم فرصة القراءة والرد .
    ولا أعرف كيف يتم حذف الموضوع ، ويثبت الرد
    ولست أعرف هل قرأ الأخ عبد المنعم جبر ، الموضوع بعناية ؟ أم ....؟
    هذه بادرة لا تبشر بخير
    شكراً

    راسم المرواني
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: رد من راسم المرواني 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة راسم المرواني مشاهدة المشاركة
    تحية طيبة
    المشرف الذي حذف الموضوع ، تقمص دور كل القراء وأنفرد برأيه ، وأعطى حكمه على الموضوع دون احترام رأي القراء أو إعطائهم فرصة القراءة والرد .
    ولا أعرف كيف يتم حذف الموضوع ، ويثبت الرد
    ولست أعرف هل قرأ الأخ عبد المنعم جبر ، الموضوع بعناية ؟ أم ....؟
    هذه بادرة لا تبشر بخير
    شكراً

    راسم المرواني
    ا / راسم ..
    ها أنا ذا أعيد موضوعك كما كان ..
    ومع رغبتى فى أن أبتعد بـ ( اسلام ) عن أى مناقشة لا تثمر ، أو أى جدل عقيم يضر برسالة القسم الدينية ولا تنفع .. يبقى لك حقك فى التعرف على أسباب الحذف قويا ساطعا .. وأيضا فى الرد .
    اليك أسبابى .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد: الثورة الحسينية ....وانهيار الفكر الميكاف 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    أولا : بشأن محاولتك إضفاء صفة الثورة علي ما حدث مع الحسين - رضي الله - كان وصفا في غير محله ، وبتر لوقائع تاريخية مثبتة وموثقة تاريخيا ، والحقيقة كما وردت ألخصها فيما يلي :بلغ أهل الكوفة أن الحسين لم يبايع يزيد بن معاوية بالخلافة ، بعد وفاة الخليفة معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - فأرسلوا إليه أنهم يريدونه أميرا للمؤمنين ولا يريدون غيره ، بلغت هذه الرسائل حسبما ذكرت بعض المصادر خمسمائة رسالة ، وقيل أكثر من ذلك ؛ تدعوه للخروج إلي الكوفة وتبايعه بالخلافة .. وعلي ذلك أرسل الإمام الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل ليستوثق من الخبر ويتأكد من صدق نياتهم ، وفي الكوفة تأكد مسلم من الأمر وبايعه أهل الكوفة للحسين أميرا للمؤمنين في بيت هانئ بن عروة .. وبلغ الخبر يزيد بن معاوية في الشام ، فأرسل إلي عبيد الله بن زياد والي البصرة لمعالجة الأمر ، ومنع أهل الكوفة من الخروج عليه مع الحسين .. فقدم عبيد الله بن زياد إلي الكوفة ، وراح يتحري الأمر حتي وقف علي حقيقته .. فخرج عليه مسلم بن عقيل وحاصره داخل قصره بأربعة آلاف من مؤيديه ، فخطب فيهم عبيد الله بن زياد فرغبهم ورهبهم وخوفهم بجيش الشام ، حتي انفضوا من حول مسلم ، ولم يبق منهم معه أحد فقبض عليه عبيد الله وأمر بقتله ، فطلب منه مسلم أن يكتب رسالة إلي الحسين يطلب منه أن يعود ، حيث أنه سبق له أن بعث إليه برسالة يطلب منه أن يقدم إلي الكوفة ، فسمح له عبيد الله بذلك ..
    ثانيا : أؤكد أن نية الثورة لم تكن متوفرة لدي الحسين ، والدليل أنه قرر تغيير وجهته إلي دمشق بدلا من الكوفة للقاء يزيد ، بعد أن وصلته رسالة مسلم .. لثقته في أن يزيد لن يقتله وسيعفو عنه ، ولكن حدث ما حدث وحاصره جيش عبيد الله في كربلاء .
    ودليل آخر : أنه عرض علي الجيش بعد حصاره ثلاثة حلول ، لم يكن من بينها المطالبة بحقه في الخلافة ، لو كان له هذا الحق كما قلت .. والمؤسف أنهم لم يقبلوا منه أيّا منها .. والشاهد أنه بني تصرفه علي دعوة أهل الكوفة له وتأكيد ابن عمه مسلم بن عقيل علي ذلك ، مما يؤكد أنه خدع من أناس لم يراعوا فيه عهد الله ومواثيقه التي أخذت عليهم .
    ثالثا : مما كتبت في موضوعك .. أين الغاية التي سعي إليها الحسين هنا ؟ هل هي الخلافة والقيادة ؟ وهل تليق غاية كهذه بصاحب دين وطالب آخرة كالحسين .. ؟ بل أين هي الوسيلة التي سعي من خلالها لتحقيق هذه الغاية ، لو سلمنا - جدلا - بصحة ما كتبت ؟ إذن فأنت تسيئ له من حيث لا تدري ! وكيف يمكننا الربط بين واقعة مقتله - رضي الله عنه - وبين فكرة انهيار فكر ميكافللي الشاذ والمرفوض لدي كل الشرائع والأديان وليس فقط الإسلام ؟ وأين موقف الإسلام من هذا الفكر فيما كتبت ؟رابعا : قولك أن هذه النظرية موجودة بالإسلام وبأغلب الأديان ، وحديثك عن الإسلام بطريقة استعلائية وكأنه لا تربطك به رابطة ، حيث قلت بالنص : ( .. (الغاية) عند ميكافيلّلي (تبرر الوسيلة) ، وهذا معناه أن أيّة غاية في الكون ، ومهما كانت ، فهي تحمل سر تبرير الوسائل التي من شأنها أن تصل بالغاية إلى أعلى مستويات التطبيق ، فمن أجل إصلاح المجتمع – مثلاً – يمكن أن نجد وسيلة – أي وسيلة – يمكنها أن تضمن قوة الوصول الى غاية الإصلاح ، وهذا موجود لدى أغلب الأديان ، وموجودة أيضاً في بعض التطبيقات لدى المسلمين ، وإن ادعوا أنهم يقفون بمستوى (مستضد الضد) من آراء ميكافيلّلي ورؤاه ، ولكنهم بدءوا يلعبون لعبة المصطلحات ، واتخذوا من مصطلح (المصلحة) بديلاً عن الميكافيلّلية ، وهو جزء من مشكلة العالم ومحنته الحالية أمام (التعاريف) .
    خامسا : قولك ضمنا أن صحابة النبي صلي الله عليه وسلم ومن عاصروا مقتل الإمام الحسين رضي الله عنه ليسوا علي الدين الحق ، حيث قلت : ( ولأن الإمام الحسين يمثل الدين الحقيقي ، بل يمثل الرؤية الإنسانية للإنسان داخل المؤسسة الدينية ، فقد وضع .. ) .
    سادسا : مغالاتك في شخص الإمام الحسين بقولك ( عليه السلام ) وإشارتك بحرف ( ع ) بجوار اسمه رضي الله عنه ، وهناك اتفاق بين العلماء على عدم جواز افراد غير الأنبياء بالصلاة والسلام ، فهل تعد الامام نبيا ؟ وإضفاء صفة الألوهية عليه بقولك : ( بيد أن كل المشاهد في ملحمة الإله الكبرى على شاطئ الفرات ، تثبت أن .. ) .
    سابعا : استنادك إلي بعض الآثار غير الموثقة تاريخيا ولم أجد لها أصلا أو سندا فى المصادر المعتمدة لدينا ، مثل بيان الثورة الأول ، ومثل قولك : ( بيد أن معسكر أعداء الإنسانية كان يحمل شعار (يا لثارات بدر وحُنين) وإن كان هذا الشعار غير معلن ، ولكننا نجده في مقولة (عمر بن سعد بن أبي وقاص) حين نادى بالناس كي يستعجلوا بذبح الحسين قائلاً (هذا ابن الأنزع البطين ..هذا ابن قتـّال العرب) .. وما بين السطور من دعوة ضمنية إلي تكريس الفكر الثوري القائم علي إثارة البلبلة والفوضي والخروج علي الأنظمة بشكل يتنافي مع صحيح الإسلام ، الذي يدعو أتباعه إلي السمع والطاعة في غير معصية الله ولو تأمر عليهم عبد حبشي .
    وبناء علي ما سبق قمت بحذف الموضوع .
    والله تعالي من وراء القصد .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد: الثورة الحسينية ....وانهيار الفكر الميكاف 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    مقتل الحسين - رضى الله عنه :
    قال ابن كثير - رحمه الله - :
    بلغ أهل العراق أن الحسين لم يبايع يزيد بن معاوية وذلك سنة 60هـ فأرسلوا إليه الرسل والكتب يدعونه فيها إلى البيعة، وذلك أنهم لا يريدون يزيد ولا أباه ولا عثمان ولا عمر ولا أبا بكر ، انهم لا يريدون إلا عليا وأولاده ، وبلغت الكتب التي وصلت إلى الحسين أكثر من خمسمائة كتاب.
    عند ذلك أرسل الحسين ابن عمه مسلم بن عقيل ليتقصى الأمور ويتعرف على حقيقة البيعة وجليتها، فلما وصل مسلم إلى الكوفة تيقن أن الناس يريدون الحسين ، فبايعه الناس على بيعة الحسين وذلك في دار هانئ بن عروة ، ولما بلغ الأمر يزيد بن معاوية في الشام أرسل إلى عبيد الله بن زياد والي البصرة ليعالج هذه القضية ، ويمنع أهل الكوفة من الخروج عليه مع الحسين ولم يأمره بقتل الحسين ، فدخل عبيد الله بن زياد إلى الكوفة ، وأخذ يتحرى الأمر ويسأل حتى علم أن دار هانئ بن عروة هي مقر مسلم بن عقيل وفيها تتم المبايعة .
    فخرج مسلم بن عقيل على عبيد الله بن زياد وحاصر قصره بأربعة آلاف من مؤيديه ، وذلك في الظهيرة . فقام فيهم عبيد الله بن زياد وخوفهم بجيش الشام ورغبهم ورهبهم فصاروا ينصرفون عنه حتى لم يبق معه إلا ثلاثون رجلاً فقط . وما غابت الشمس إلا ومسلم بن عقيل وحده ليس معه أحد. فقبض عليه وأمر عبيد الله بن زياد بقتله فطلب منه مسلم أن يرسل رسالة إلى الحسين فأذن له عبيد الله ،وهذا نص رسالته : ارجع بأهلك ولا يغرنّك أهل الكوفة فإن أهل الكوفة قد كذبوك وكذبوني وليس لكاذب رأي.
    ثم أمر عبيد الله بقتل مسلم بن عقيل وذلك في يوم عرفة ، وكان مسلم بن عقيل قبل ذلك قد أرسل إلى الحسين أن اقدم ، فخرج الحسين من مكة يوم التروية وحاول منعه كثير من الصحابة ونصحوه بعدم الخروج مثل ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وابن عمرو وأخيه محمد بن الحنفية وغيرهم. وهذا ابن عمر يقول للحسين : ( إني محدثك حديثا : إن جبريل أتى النبي فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا ، وإنك بضعة منه ، والله لا يليها أحد منكم أبداً وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم ، فأبى أن يرجع ، فاعتنقه وبكى وقال : استودعك الله من قتيل) ، وروى سفيان بسند صحيح عن ابن عباس أنه قال للحسين في ذلك : ( لولا أن يزري -يعيبني ويعيرني- بي وبك الناس لشبثت يدي من رأسك، فلم أتركك تذهب ) .وقال عبد الله بن الزبير له : ( أين تذهب؟ إلى قوم قتلوا أباك وطعنوا أخاك؟) وقال عبد الله بن عمرو بن العاص : (عجّل الحسين قدره، والله لو أدركته ما تركته يخرج إلا أن يغلبني). (رواه يحيى بن معين بسند صحيح) .
    وجاء الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الذي أرسله مسلم ، فانطلق الحسين يسير نحو طريق الشام نحو يزيد، فلقيته الخيول بكربلاء بقيادة عمرو بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وحصين بن تميم فنزل يناشدهم الله والإسلام أن يختاروا إحدى ثلاث : أن يسيِّروه إلى أمير المؤمنين (يزيد) فيضع يده في يده (لأنه يعلم أنه لا يحب قتله) أو أن ينصرف من حيث جاء (إلى المدينة) أو يلحق بثغر من ثغور المسلمين حتى يتوفاه الله. (رواه ابن جرير من طريق حسن) . فقالوا: لا، إلا على حكم عبيد الله بن زياد. فلما سمع الحر بن يزيد ذلك (وهو أحد قادة ابن زياد) قال : ألا تقبلوا من هؤلاء ما يعرضون عليكم ؟والله لو سألكم هذا الترك والديلم ما حلَّ لكم أن تردوه. فأبوا إلا على حكم ابن زياد. فصرف الحر وجه فرسه، وانطلق إلى الحسين وأصحابه، فظنوا أنه إنما جاء ليقاتلهم، فلما دنا منهم قلب ترسه وسلّم عليهم، ثم كرّ على أصحاب ابن زياد فقاتلهم، فقتل منهم رجلين ثم قتل رحمة الله عليه (ابن جرير بسند حسن) .
    ولا شك أن المعركة كانت غير متكافئة من حيث العدد، فقتل أصحاب الحسين (رضي الله عنه وعنهم) كلهم بين يديه يدافعون عنه حتى بقي وحده وكان كالأسد، ولكنها الكثرة ،وكان كل واحد من جيش الكوفة يتمنىَّ لو غيره كفاه قتل الحسين حتى لا يبتلي بدمه (رضي الله عنه)، حتى قام رجل خبيث يقال له شمر بن ذي الجوشن فرمى الحسين برمحه فأسقطه أرضاً فاجتمعوا عليه وقتلوه شهيداً سعيداً . ويقال أن شمر بن ذي الجوشن هو الذي اجتز رأس الحسين وقيل سنان بن أنس النخعي والله أعلم.
    وأما قصة منع الماء وأنه مات عطشاناً وغير ذلك من الزيادات التي إنما تذكر لدغدغة المشاعر فلا يثبت منها شيء. وما ثبت يغني . ولا شك أنها قصة محزنة مؤلمة، وخاب وخسر من شارك في قتل الحسين ومن معه وباء بغضب من ربه . وللشهيد السعيد ومن معه الرحمة والرضوان من الله ومنا الدعاء و الترضي.
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 رد: الثورة الحسينية ....وانهيار الفكر الميكاف 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    حول مقتله رضى الله عنه :
    و أما ما روي من أن السماء صارت تمطر دما، أو أن الجدر كان يكون عليها الدم ، أو ما يرفع حجر إلا و يوجد تحته دم ، أو ما يذبحون جزوراً إلا صار كله دماً فهذه كلها أكاذيب تذكر لإثارة العواطف ليس لها أسانيد صحيحة.
    يقول ابن كثير عن ذلك: ((( وذكروا أيضا في مقتل الحسين رضي الله عنه أنه ما قلب حجر يومئذ إلا وجد تحته دم عبيط وأنه كسفت الشمس واحمر الأفق وسقطت حجارة وفي كل من ذلك نظر والظاهر أنه من سخف الشيعة وكذبهم ليعظموا الأمر ولا شك أنه عظيم ولكن لم يقع هذا الذي اختلقوه وكذبوه وقد وقع ما هو أعظم من قتل الحسين رضي الله عنه ولم يقع شيء مما ذكروه فإنه قد قتل أبوه علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو أفضل منه بالإجماع ولم يقع شيء من ذلك وعثمان بن عفان رضي الله عنه قتل محصورا مظلوما ولم يكن شيء من ذلك وعمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل في المحراب في صلاة الصبح وكأن المسلمين لم تطرقهم مصيبة قبل ذلك ولم يكن شيء من ذلك وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سيد البشر في الدنيا والآخرة يوم مات لم يكن شيء مما ذكروه ويوم مات إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم خسفت الشمس فقال الناس خسفت لموت إبراهيم فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الكسوف وخطبهم وبين لهم أن الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته. )))
    حكم خروج الحسين :
    لم يكن في خروج الحسين رضي الله عنه مصلحة ولذلك نهاه كثير من الصحابة وحاولوا منعه ولكنه لم يرجع ، و بهذا الخروج نال أولئك الظلمة الطغاة من سبط رسول الله حتى قتلوه مظلوماً شهيداً. وكان في خروجه وقتله من الفساد ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده ، ولكنه أمر الله تبارك وتعالى وما قدره الله كان ولو لم يشأ الناس. وقتل الحسين ليس هو بأعظم من قتل الأنبياء وقد قُدّم رأس يحيى عليه السلام مهراً لبغي وقتل زكريا عليه السلام، وكثير من الأنبياء قتلوا كما قال تعالى : "قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين" آل عمران 183 . وكذلك قتل عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم أجمعين.

    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8 رد: الثورة الحسينية ....وانهيار الفكر الميكاف 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    كيف نتعامل مع هذا الحدث ؟:
    لا يجوز لمن يخاف الله إذا تذكر قتل الحسين ومن معه رضي الله عنهم أن يقوم بلطم الخدود وشق الجيوب والنوح وما شابه ذلك، فقد ثبت عن النبي (ص) أنه قال : ( ليس منا من لطم الخدود و شق الجيوب) (أخرجه البخاري) وقال : (أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة). أخرجه مسلم . والصالقة هي التي تصيح بصوت مرتفع . وقال : ( إن النائحة إذا لم تتب فإنها تلبس يوم القيامة درعاً من جرب و سربالاً من قطران) أخرجه مسلم. و قال ( أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب و الطعن في الأنساب و الاستسقاء بالنجوم و النياحة). و قال ( اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب و النياحة على الميت) رواه مسلم. و قال ( النياحة من أمر الجاهلية و إن النائحة إذا ماتت و لم تتب قطع الله لها ثيابا من قطران و درعاً من لهب النار) رواه ابن ماجة.

    و الواجب على المسلم العاقل إذا تذكر مثل هذه المصائب أن يقول كما أمر الله "الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون". و ما علم أن علي بن الحسين أو ابنه محمداً أو ابنه جعفراً أو موسى بن جعفر رضي الله عنهم ما عرف عنهم ولا عن غيرهم من أئمة الهدى أنهم لطموا أو شقوا أو صاحوا فهؤلاء هم قدوتنا. فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح.
    إنّ النياحة واللطم وما أشبهها من أمور ليست عبادة وشعائر يتقرب بها العبد إلى الله ، وما يُذكر عن فضل البكاء في عاشوراء غير صحيح ، إنما النياحة واللطم أمر من أمور الجاهلية التي نهى النبي عليه الصلاة والسلام عنها وأمر باجتنابها ، وليس هذا منطق أموي حتى يقف الشيعة منه موقف العداء بل هو منطق أهل البيت رضوان الله عليهم وهو مروي عنهم عند الشيعة كما هو مروي عنهم أيضاً عند أهل السنة.
    فقد روى ابن بابويه القمي في ( من لا يحضره الفقيه )(39) أنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( النياحة من عمل الجاهلية ) وفي رواية للمجلسي في بحار الأنوار 82/103 ( النياحة عمل الجاهلية ) ومن هذا المنطلق اجتنب أهل السنة النياحة في أي مصيبة مهما عظمت، امتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بل بالمقابل هم يصومون يوم عاشوراء ، ذلك اليوم الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام وقومه من الغرق ، وهم يرون أنّ دعوة مخلصة للحسين من قلب مؤمن صائم خير من رجل يتعبد الله بعمل أهل الجاهلية ( النياحة واللطم ) ، ففي الصائم يحصل له الخيرين ، خير صيام يوم فضيل وخير دعاء المرء وهو صائم والذي يمكن أن يجعل جزءاً منه أو كله إن أراد للإمام الحسين.
    ومما ورد من روايات في فضل صيام هذا اليوم من روايات الشيعة ما رواه الطوسي في الاستبصار 2/134 والحر العاملي في وسائل الشيعة 7/337 عن أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه أنّ علياً عليهما السلام قال: ( صوموا العاشوراء ، التاسع والعاشر ، فإنّه يكفّر الذنوب سنة ).
    وعن أبي الحسن عليه السلام قال: ( صام رسول الله صلى الله عليه وآله يوم عاشوراء ) ، وعن جعفر عن أبيه عليهما السلام قال: ( صيام عاشوراء كفّارة سنة ).
    فما يفعله الشيعة اليوم - والكلام ما يزال لابن كثير -من إقامة حسينيات أو مآتم أو لطم ونياحة وبكاء في حقيقتها إضافات لا تمت لمنهج أهل البيت ولا لعقيدة الإسلام بأي صلة ، وإذا كان الشيعة يرددون عبارة ( حلال محمد حلال إلى يوم القيامة ، وحرام محمد حرام إلى يوم القيامة ) فأين هذه العبارة من التطبيق حين يجعلون أموراً من الجاهلية التي نهى محمد عليه الصلاة والسلام عنها شعائراً لدين الإسلام ولأهل البيت!! والطامة الكبرى أن تجد كثيراً من مشايخ الشيعة بل من مراجعهم الكبار يستدلون بقوله تعالى { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } على ما يُفعل في عاشوراء من نياحة ولطم وسب وشتم لخلق الله ولصحابة رسول الله ويعتبرون هذا من شعائر الله التي ينبغي أن تُعظم ومن شعائر الله التي تزداد بها التقوى !!!
    وما لا أكاد أفهمه تجاهل علماء الشيعة للروايات الواضحة في بيان فضل صيام عاشوراء بل وبالمقابل اتهام أهل السنة مراراً وتكراراً بأنهم حزب بني أمية وأنهم استحدثوا صيام هذا اليوم احتفالاً بمقتل الحسين - عياذاً بالله من ذلك - مع اتفاق أحاديث السنة والشيعة على فضل صيام هذا اليوم وأنّ نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم صامه !!! بل قل لي بربك : ألذي يصوم يوم عاشوراء ويحييه بالذكر والقرآن والعبادة في نظرك يحتفل ويفرح بمقتل الحسين أم من يوزع اللحم والطعام والشراب على الناس في هذا اليوم ويحيي الليل بإنشاد القصائد؟!! أليس هذا تناقضاً في حد ذاته؟ ألا ترى في اتهام أهل السنة بالفرح بموت الحسين والادعاء بأنّ صيامهم ليوم عاشوراء نكاية بالحسين وبأهل البيت ليس إلا دعاية مذهبية للتنفير منهم ومن مذهبهم وإبرازهم كعدو لأهل البيت دون وجه حق؟!!
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  9. #9 رد: الثورة الحسينية ....وانهيار الفكر الميكاف 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    : من قتل الحسين ؟
    لم يكن ليزيد يد في قتل الحسين ولا نقول هذا دفاعاً عن يزيد ولكن دفاعاً عن الحق. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: " إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ، ولكن كتب إلى ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق، ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع على ذلك، وظهر البكاء في داره ولم يسب لهم حريماً بل أكرم بيته وأجازهم حتى ردهم إلى بلادهم، وأما الروايات التي تقول إنه أهين نساء آل بيت رسول لله وأنهن أخذن إلى الشام مسبيات وأُهِنّ هناك هذا كلام باطل بل كان بنو أمية يعظمون بني هاشم ولذلك لما تزوج الحجاج بن يوسف من فاطمة بنت عبد الله بن جعفر لم يقبل عبد الملك بن مروان هذا الأمر، وأمر الحجاج أن يعتزلها، وأن يطلقها فهم كانوا يعظمون بني هاشم ولم تسب هاشمية قط."

    بل ابن زياد نفسه عندما جيء بنساء الحسين إليه وأهله، وكان أحسن شيء صنعه أن أمر لهن بمنزل من مكان معتزل، وأجرى عليهن رزقاً وأمر لهن بنفقة وكسوة. (رواه ابن جرير بسند حسن) . و قال عزت دروزة المؤرخ "ليس هناك ما يبرر نسبة قتل الحسين إلى يزيد، فهو لم يأمر بقتاله، فضلاً عن قتله، وكل ما أمر به أن يحاط به ولا يقاتل إلا إذا قاتل". و قال ابن كثير: (والذي يكاد يغلب على الظن أن يزيد لو قدر عليه قبل أن يُقتل لعفا عنه كما أوصاه بذلك أبوه، وكما صرح هو به مخبراً عن نفسه بذلك).
    من قتل الحسين؟
    نعم هنا يطرح السؤال المهم : من قتلة الحسين : أهم أهل السنة ؟ أم معاوية ؟ أم يزيد بن معاوية ؟ أم من ؟

    إن الحقيقة المفاجئة أننا نجد العديد من كتب الشيعة تقرر وتؤكد أن شيعة الحسين هم الذين قتلوا الحسين . فقد قال السيد محسن الأمين " بايع الحسين عشرون ألفاً من أهل العراق ، غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم وقتلوه " { أعيان الشيعة 34:1 }.
    وكانو تعساً الحسين يناديهم قبل أن يقتلوه : " ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار ، و أنما تقدم على جند مجندة؟ تباً لكم أيها الجماعة حين على استصرختمونا والهين ، فشحذتم علينا سيفاً كان بأيدينا ، وحششتم ناراً أضرمناها على عدوكم وعدونا ، فأصبحتم ألباً أوليائكم و سحقاً ، و يداً على أعدائكم . استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الذباب ، و تهافتم إلينا كتهافت الفراش ثم نقضتموها سفهاً ، بعداً لطواغيت هذه الأمة " { الاحتجاج للطبرسي }.
    ثم ناداهم الحر بن يزيد ، أحد أصحاب الحسين وهو واقف في كربلاء فقال لهم " أدعوتم هذا العبد الصالح ، حتى إذا جاءكم أسلمتموه ، ثم عدوتم عليه لتقتلوه فصار كالأسير في أيديكم ؟ لا سقاكم الله يوم الظمأ "{ الإرشاد للمفيد 234 ، إعلام الورى بأعلام الهدى 242}.
    وهنا دعا الحسين على شيعته قائلاً : " اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً ( أي شيعاً وأحزاباً ) واجعلهم طرائق قددا ، و لا ترض الولاة عنهم أبدا ، فإنهم دعونا لينصرونا ، ثم عدوا علينا فقتلونا " { الإرشاد للمفيد 241 ، إعلام الورى للطبرسي 949، كشف الغمة 18:2و38 } .
    ويذكر المؤرخ الشيعي اليعقوبي في تاريخه أنه لما دخل علي بن الحسين الكوفة رأى نساءها يبكين ويصرخن فقال : " هؤلاء يبكين علينا فمن قتلنا ؟ " أي من قتلنا غيرهم { تاريخ اليعقوبي 235:1 } .
    ولما تنازل الحسن لمعاوية وصالحه ، نادى شيعة الحسين الذين قتلوا الحسين وغدروا به قائلاً :" ياأهل الكوفة : ذهلت نفسي عنكم لثلاث : مقتلكم لأبي ، وسلبكم ثقلي ، وطعنكم في بطني و إني قد بايعت معاوية فاسمعوا و أطيعوا ، فطعنه رجل من بني أسد في فخذه فشقه حتى بلغ العظم { كشف الغمة540، الإرشاد للمفيد190، الفصول المهمة 162، مروج الذهب للمسعودي 431:1} .
    فهذه كتب الشيعة بأرقام صفحاتها تبين بجلاء أن الذين زعموا تشييع الحسين ونصرته هم أنفسهم الذين قتلوه ثم ذرفوا عليه الدموع ، وتظاهروا بالبكاء ، ولايزالون يمشون في جنازة من قتلوه إلى يومنا هذا ، ولو كان هذا البكاء يعكس شدة المحبة لأهل البيت فلماذا لايكون البكاء من باب أولى على حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن الفظاعة التي قتل بها لا تقل عن الطريقة التي ارتكبت في حق الحسين رضي الله عنه حيث بقر بطن حمزة واستؤصلت كبده ، فلماذا لايقيمون لموته مأتماً سنوياً يلطمون فيه وجوههم ويمزقون ثيابهم ، ويضربون أنفسهم بالسيوف والخناجر ؟ أليس هذا من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ؟ بل لماذا لايكون هذا البكاء على موت النبي صلى الله عليه وسلم ؟! فإن المصيبة بموته تفوق كل شيء ؟ أم أن الحسين أفضل من جده لأنه تزوج ابنة كسرى الفارسية؟
    رأس الحسين :
    لم يثبت أن رأس الحسين أرسل إلى يزيد بالشام بل الصحيح أن الحسين قتل في كربلاء ورأسه أخذ إلى عبيد الله بن زياد في الكوفة فذهب برأسه الشريف إلى عبيد الله بن زياد، فجعل في طست ، فجعل ينكت عليه، وقال في حسنه شيئاً فقال أنس : " إنه كان أشبههم برسول الله" . رواه البخاري. وفي رواية قال: (إرفع قضيبك فقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلثم حيث تضع قضيبك فانقبض) رواه البزار والطبراني. الفتح(7/96) ، ولا يعلم قبر الحسين ولا يعلم مكان رأسه.

    الجزاء من جنس العمل :
    لما قُتل عبيد الله بن زياد على يد الأشتر النخعي ، جيء برأسه. فنصب في المسجد، فإذا حية قد جاءت تخلل حتى دخلت في منخر ابن زياد وخرجت من فمه، ودخلت في فمه وخرجت من منخره ثلاثاً (رواه الترمذي ويعقوب بن سفيان

    التعديل الأخير تم بواسطة طارق شفيق حقي ; 10/11/2010 الساعة 09:04 PM
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  10. #10 رد: الثورة الحسينية ....وانهيار الفكر الميكاف 
    في إجازة
    تاريخ التسجيل
    Dec 2008
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    170
    معدل تقييم المستوى
    0
    إنَّ إبليس عليه لَعَائِنُ الله لبَّسَ على طوائف من الخَلق فخرجوا على عليٍّ رضي الله تبارك وتعالى عنه وكَفَّرُوه وقاتلوه وقتلوه، وفي المقابل لبَّس على طوائف من الخَلق غالوا في علي رضي الله عنه فادَّعى منهم أقوامٌ أنَّه الله, وادَّعى منهم أقوامٌ أنَّه نبي, وادَّعى فيه منهم مَنْ ادَّعى أقوالاً لا نُضَيِّعُ الزمان في سردها. وعَصَمَ الله أهل السُّنَّة؛ فكانوا على الوَسَطِ الذي ارتضاه الله تبارك وتعالى لهم؛ فأحَبُّوا آل البيت, ووالوا آل البيت, ولم يُنزلوهم فوق منزلتهم التي أنزلهم الله تبارك وتعالى فيها، فعصمهم الله رب العالمين باتِّباع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الإفراط والتفريط, والغلو والجفاء معًا. والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يخطب على المنبر يومًا فجاء الحسن بن علي رضي الله عنهما يتعثر, فنزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن المنبر فحَمَلَهُ وصَعِدَ به المنبرَ, وأجلسه, وقال: (إنَّ ابني هذا سيدٌ, وعسى الله أنْ يُصلح به بين طائفتين عظيمتين من المؤمنين), فكانت نبوءةً من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم نطق بها بالوحي المعصوم, ووقع الأمر كما أخبر به الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في عام الجماعة لما بُويع للحسن رضي الله عنه بالخِلافة, وأرادَ معاويةُ رضي الله عنه أنْ يُصالحه وأن يشترط, فنزل له عن الخلافة واستقام الأمر, واجتمع المسلمون فسُمِّيَ العامُ (عامَ الجماعة).النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخبر أنَّ حسنًا وحُسينًا سيدا شباب أهل الجنة, وكان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحمل الحسن ويقول: (اللهم إني أُحبُّه فأَحِبَّه). ومَضَت الأيام وتعاقبت السنون ووقع بين المسلمين ما وقع، وعصم الله من الوقوع في الفتنة من عصم, واستقام الأمر في عام الجماعة. فلمَّا قضَى معاوية رضي الله عنه ومضى إلى ربه بُويع ليزيد في شهر رجب - وكان على رأس الرابعة والثلاثين من عمره - بُويع له بالخلافة - وقد وُلِدَ سنة ستٍ وعشرين من الهجرة - فبايعه من بايعه, وامتنع عن البيعة عبد الله بن الزبير والحسين بن علي رضي الله عنهما. ثمَّ إنَّ أهل الكُوفة لمَّا عَلِمُوا أنَّ حُسينًا رضي الله عنه امتنعَ عن البيعةِ ليزيد راسلُوه، فتواتر الطَّوَامِيرُ - أي: الصحف - بالبيعة للحُسين رضي الله تبارك وتعالى عنه مع دعوتهِِ إلى الخروج إليهم من أجل أن يصير الأمر إلى نِصَابِهِ الذي كان ينبغي أنْ يكون فيه - كما يدَّعُون! -.وأمّا الحُسين رضي الله عنه فإنَّه أوفَدَ مُسْلِمَ بن عَقِيل بن أبي طالب لكي يَأخُذَ له البيعةَ من أهل الكوفة, ومن أجل أن يرى الأحوال عِيَانًا, وتهافت النَّاسُ على مُسْلِمٍ رحمه الله تعالى بالبيعة للحُسين رضي الله عنه, فجاءهُ اثنا عشرَ ألفًا يُبايعونه - يبايعون الحسين بن علي -, ويعاهدونه على المنافحةِ دونه بالدماء والأموال, ثمَّ تهافتوا حتى صاروا ثمانيةَ عشرَ ألفاً، وأرسل مُسْلِمٌ حين ذلك إلى الحُسين رضي الله عنه أنَّ الأمر قد استَتَبَّ فاخرج إليهم؛ فخرج رضي الله عنه بِثِقْلِهِ وبحَشَمِهِ وأزواجه وأولاده - رضي الله تبارك وتعالى عن آل البيت أجمعين - خرج يوم التَّروِيَة لسَنَةِ ستين من الهجرة.فلمَّا عَلِمَ بخروجه عبدُ الله بن عباس رضي الله عنهما تَعَلَّقَ به وقال: (لولا أنَّهُ يُزرِي بي وبك لَتَشَبَّثْتُ برأسك ولم أدَعْك تخرج, ولكن إنْ كنت لابد فاعلًا فدَع أهلك وذراريك ونساءك واخرج - إن خرجت - وحدك؛ فإن أهل العراق أهل غدر, وقد رأيت ما فعلوا بأبيك وأخيك من قبل؛ فلا تخرج إليهم). قال: (انظر هذه الطَّوَامِير - أي: الصحف -), وفيها ما فيها من كلامهم باستقدامهم إيّاه، ومعاهدته على النصر والدفاع دونه حتى الموت. فقالَ: (إنْ كانوا قدْ دَعوك وقد عزلوا واليهم وضبطوا أمورهم ثم استقدموك من أجل أنْ يُوَلُّوك والأمر جميعٌ فاخرج إليهم، وإلا فلا تخرج). فأبى الحُسين رضي الله عنه إلا الخروج وكان أمرُ الله قَدَرًا مقدورًا.ولمَّا عَلِمَ عبدُ الله بن عمر رضي الله عنهما بخروج الحُسين - وكان بمكة - سار إليه فَلَحِقَ به على مسافة ثلاثة أيامٍ سيرًا, فقال له ما قال وراجعه, وأَبَى الحُسين رضي الله عنه إلا الخروج، فقال ابن عمر رضي الله عنهما: (إنَّكم بَضْعَةٌ من رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم, وإنَّ الله ربَّ العالمين قد عَرَضَ على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا الأمر - يعني: المُلك - فأباه صلى الله عليه وسلم, فوالله! لا تكونُ فيكم أبداً فارجع). فأبَى إلا الخروج وكان أمرُ الله مفعولًا.فخرج الحُسين رضي الله عنه إلى أهل الكوفة بموعدَتِهِم واستقدامِهِم وعهودِهِم. وأهل الكُوفة من الروافض كما قال البغدادي في ((الفَرْقِ بين الفِرَقِ)) قال: (إنَّ الروافض من أهل الكُوفة هم أغدر الناس وأبخل الناس حتى صاروا مثلاً، يُقال: أغدرُ من كُوفي, ويُقال: أبخلُ من كوفي). وقد استبان أمرُهم في مواضع منها: أنَّهم لمَّا بايعوا الحسن رضي الله عنه, وخرج رضي الله عنه بمَنْ معه لقتال معاوية رضي الله عنه غَدَرُوا به - أي: بالحسن رضي الله عنه -, لمَّا بايعوا الحسن بن علي وسار لقتال معاوية غدروا به, وضربه من ضربه منهم في جنبه حتى ألقاه، وغدروا به عند سَابَاطِ المدائن فهذا أول الغدر. ثمَّ غدروا بالحسين رضي الله عنه فبايع مُسْلِمَ بن عَقِيلٍ - رضي الله عنه ورَحِمَه - بايعه ثمانيةَ عشرَ ألفًا منهم, وكان على الكوفة في ذلك الوقت النُّعمانُ بن بَشِيرٍ رضي الله عنه, وكان حليمًا نَاسِكًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فلمَّا عَلِمَ بما يجري هنالك من أمر البيعة وما هنالك من الرِّيبة خطب الناس, فأَعلَمَهُم أنَّه لا يأخذ أحدًا بالظِّنَّةِ, ولكن إنْ خرجوا على إمامهم فإنَّه سَيُعْمِلُ السيف في رقابهم, ولكن لا يأخذُ أحدًا بِظِنَّة, وكانَ حليمًا ناسكًا رضي الله عنه. فعزله يزيد وضمّ الكوفة إلى البصرة؛ فجمعهما معًا لعُبَيد الله بن زياد - عامله الله بعدله - وكان ظلومًا غشومًا، فلمَّا تولى أمرَ الكوفة مع أمرِ البصرة جاء الكوفةَ فمازال في الفَتْشِ والبحثِ والتنقيبِ؛ فانفضَّ أهلُ الكوفة عن مُسْلِمٍ حتى أَسْلَمُوهُ, وحتى صار طريدًا شريدًا فَقُتِلَ.قُتِلَ مُسْلِمٌ رحمه الله تعالى يومَ عرفة, وكان قد أرسلَ قبل ذلك إلى الحُسين ليخرج لأهل الكوفة؛ فإنّهم على قلب رجلٍ واحد كما أَوهَمُوه, وكما ادَّعَوا! فجاء كتابَهُ الحُسينَ رضي الله عنه فجمع أهلَه وذريته, وأخذ حَشَمَه وخرجَ رضي الله عنه يوم التَّروِيَةِ من سَنَةِ ستين من هجرة النبي صلى الله عليه وسلَّمَ، وقُتِلَ مُسْلِمٌ يومَ عَرَفَة من ذات السَّنَة في اليوم الثاني لخروج الحُسين رضي الله عنه.والنَّاسُ في أمرِ الحسين طَرَفَان ووسط: فَطَرَفٌ هم النَّوَاصب مِنْ قَتَلَةِ الحُسين ومِنْ مُبْغِضِي آل البيت يقولون: إنَّ الحُسين قد قُتِلَ بحق، وقد خرجَ على الإمام خروجًا لا ينبغي له أن يخرجه، والنبيُّ صلى الله عليه وسلم يقول - كما يقولون - والحديث عند مسلم في الصحيح: (من جاءكم وأمرُكم جميعٌ على رجلٍ واحدٍ يريد أن يَشُقَّ العصا فاقتلوه كائِنًا من كان) معنى الحديث. قالوا: فقد قُتِلَ الحسين بحق. وهم لا يُحبُّون الحسين ولا عليًّا ولا آل البيت, بل إنّهم يُظهرون السرور لمقتله رضي الله عنه, فهذا طَرَف. وطَرَفٌ آخر يقولون: إنَّهُ كان إمامَ الوقت وكان مُتَوَلِّيًا، وكان هو الذي بيده أَزِمَّةُ الأمور, فإنَّه يعقد الرَّايات لأهل الجهاد, ويُولِّي من يُولِّي من العُمَّال, ولا يُصَلَّى إلا خلف من وَلَّاه - رضي الله عنه -. وهذا خطأ؛ فإنَّ الحُسين لم يكن مُتَوَلِّيًا رضي الله عنه وعن آل البيت أجمعين فهذا طرف. طَرَفٌ قد أفرطَ فيه جدًّا, وطَرَفٌ فرَّطَ في أمرهِ جدًّا, وأمَّا أهل السُّنَّة فإنهم يقولون: إنَّ الحُسين رضي الله عنه قد قُتِلَ شهيدًا مظلومًا, وإنَّهُ رضي الله عنه لمَّا أنْ حُوصِرَ ولمَّا أنْ جَدَّ الجِدُّ وانفضَّ عنه الناس - رضي الله عنه وعن آل البيت أجمعين - طَلَبَ من عُمَر بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه - وكان ابن زياد قد أرسله في جيشٍ لمقاتلة الحسين أو الإتيانِ به - فلمَّا جدَّ الجِدُّ قال الحسين: إمَّا أنْ تدعوني كي أرجعَ إلى المدينةِ من حيث خرجت, وإمَّا أنْ تدعوني حتى أذهبَ إلى يزيد فأضعَ يدي في يده, وإمَّا أنْ تدعوني حتى أذهبَ إلى ثَغْرٍ من ثُغُورِ المسلمينَ فَأُرَابِطَ هنالك مجاهدًا في سبيل الله. وأَبَوا عليه إلا أن يَسْتَأسِرَ لهم - ولم يكن ذلك واجبًا عليه -، وأَبَوا عليه إلا أنْ يضعَ يدَه في يد ابن زياد, وأن يصير أمرُه إليه؛ فأَبَى رضي الله تبارك وتعالى عنه, فقتلوه, فَقُتِلَ مظلومًا شهيدًا رضي الله عنه.فأهل السُّنَّة يقولون: إنَّ الحُسين رضي الله عنه ما كان مُوَفَّقًا في الخروج رضي الله عنه. ولذلك كما يقول علماؤنا رحمة الله عليهم وكما قرروه بعد في كتبِ العقيدة من عدم الخروج على وُلَاةِ الأمرِ, وأنَّ ذلك يَجُرُّ من الشر ما يَجُرُّ, وصار ذلك مُدَوَّنًا في كتب العقيدة كما قال شيخ الإسلام في ((مِنهَاج السُّنَّة)) وفي غيره رحمة الله عليه.فأهل السُّنَّة يقولون: إنَّ حُسينًا رضي الله عنه لمَّا جَدَّ الجِدُّ عَرَضَ عليهم ما عرض، وكان واجبًا عليهم أنْ يُنصفوه رضي الله عنه، فإمَّا أنْ يتركوه لكي يعودَ إلى المدينةِ, وإمَّا أنْ يَدَعُوه حتى يذهب إلى يزيد، وإمَّا أن يدعوه حتى يذهبَ فيُرابطَ في سبيل الله رب العالمين مجاهدًا - وقد أَنْصَفَهُم رضي الله عنه -, ولكن أَبَوا إلا أن يَسْتَأسِرَ لهم, وأَبَى أنْ يُعطِيَ الدَّنِيَّةَ من أمرِهِ, وأنْ يأتيَ الأمرَ الذي فيه المَذَلَّة؛ فَتَأَبَّى عليهم فقتلوه, ومَنَعُوا عنه الماء والماءُ مَبذُول رضي الله تبارك وتعالى عنه وعن آل البيت أجمعين.أهل السُّنَّة لا يأخذون بالخُرافات التي نُسِجَت في هذا الموضعِ وفي ذلك الأمرِ، فأهل السُّنَّة يعلمون مُوقِنِينَ أنَّ يزيدَ لم يَأمر بقتل الحسين رضي الله عنه, وأنَّه لمَّا حُمِلَ نَعيُهُ إليهِ استَعبَرَ بَاكِيًا وقال: لَعَنَ اللهُ ابنَ مَرْجَانَةَ - ويقصد بذلك ابنَ زياد، فاستَمْطَرَ عليه لَعَنَات الله ربِّ العالمين - وقال: قد كنت أرضى منهم بما دون ذلك - وهو: قتل الحسين، يعني: كنت أرضى منهم بما دون قَتلِهِ رضي الله تبارك وتعالى عنه -, فما أمر بقتله, ما أمر بقتل الحسين وما رَضِيَ به، وأمَّا الذي نُقِلَ بعد ذلك من تلك الأساطير فشيءٌ قد نَسَجَهُ أهلُ الكذبِ. ومعلوم أنه لم تُسبَ هاشميةٌ قط، وأمَّا أهل الكذبِ فَيُرَوِّجُونَ في كتبهم أنَّ آل البيت من النساء قد سُبِينَ, وذلك لم يكن قط, ولم تُسبَ هاشميةٌ أبدًا، ولم يحدث من ذلك شيء, بل إنَّهُنَّ لمَّا حُمِلن فدخلن دارَ يزيد علا النُّوَاحُ هنالك في دارِهِ, وأُكْرِمنَ غايةَ الإكرام، وكلُّ الذي نُسج من ذلك إنَّما هو من الخُرافات من خُرافات الروافض.والروافض لم يأتِ إلى آل البيت شيء يَضُرُّ إلا مِن قِبَلِهِم, وما أُصيبَ آل البيت إلا بسببهم. وآل البيت هؤلاء الشيعة أسلَمُوهم مرةً ومرةً ومرة، هم الذين خَذَلُوا الحسنَ رضي الله عنه, وهم الذين خَذَلُوا حُسينًا رضي الله عنه, وهم الذين خَذَلُوا زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنه, وهم الذين رَفَضُوه وبها سُمُّوا (روافض). هؤلاء الروافض أخبثُ النَّاس نِحلَةً, وأعظمُ الناس مكرًا, وأجبنُ الناس نفسًا.هؤلاء الروافض أضرُّ على دينِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم من اليهود والنصارى.هؤلاء الروافض الذين يَدَّعُون الألوهيةَ في علي - بعضهم -. هؤلاء الروافض الذين يَدَّعُون العِصمَةَ في الأئمة. هؤلاء الروافض الذين يُكَفِّرُونَ أصحابَ محمدٍ صلى الله عليه وعلى آله وسلم.يقول الشعبي عنهم: هم أحمقُ الناس, ولم أرَ قومًا أحمق من الروافض قطُّ، لو كانوا من الدَّواب لكانوا حُمُرًا, ولو كانوا من الطير لكانوا رَخَمًا. هؤلاء الروافض هم أحمقُ الخَلق؛ لأنهم يأتون بأساطير وبأمورٍ لا يمكن أن تُصَدَّق. هؤلاء الذين خذلوا حُسينًا رضي الله تبارك وتعالى عنه حتى قُتِلَ في اليوم العاشر من شهر الله الحرام الذي يُقال له المحرم سَنَةَ إحدى وستين من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم بكربلاء, أسلموه بعدما استقدموه فاستفزوه حتى أخرجوه ثم انفضُّوا عنهُ فكانوا هباءً كما قال ابن كثير رحمه الله تعالى، فصار إلى ما صار إليه رضي الله تبارك وتعالى عنه. هؤلاء الروافض يُحيُون النُّواح عليه. والناس في عاشوراء أضلّ الشيطانُ قسمين كبيرين منهم, وعصمَ اللهُ ربُّ العالمينَ أهلَ السُّنَّة من الوقوع فيما يخالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم: فقِسمٌ من الناس ينُوحُون ويُحيون النوح والبكاء في هذا اليوم - وهم أولئك الروافض - يأتون بما لا يأتِ به عاقل, فيخرجون وقد عَرَّوا الصدور, وأما النساء فقد نَشَرنَ الشعور يلطمن ويضربن الصدور، وأمَّا الرجال فإنهم يخرجون وقد عروا صدورهم, ويأتون بالسلاسل - وقد جعلوا في أطرافها الشَّفْرَات الدِّقاق - ويضربون بتلك السلاسل صدروهم وظهورهم, وبعضهم يأتي بسيوف وخناجر ويجرحون بها وجوههم ورؤوسهم ويُسيلون الدماء, ويحيون االنَّوحَ والبكاء في هذا اليوم. ومعلوم أنَّ النِّيَاحةَ من أمرِ الجاهلية, وأنَّ من أكبرِ الذنوب التي يُبارز بها الله رب العالمين النياحة - يعلمون ذلك أو لا يعلمونه! -. ومن أكبر الذنوب التي يُبارزُ بها اللهُ هو إحياء النِّيَاحةَ والبكاء على المصائب التي مَضَت, فيُحيون ذلك كفعل أهل الجاهلية - وهم الذين خذلوهُ بدءً, وهم الذين أسلفُوه سابقًا -، ثم يخرجون بعد ذلك يقول إمام ضلالتهم الخُميني: إنَّه ما حَفَظَ الإسلام مثلُ البكاء والنوح على سيد الشهداء عليه السلام - كما يقول! -, وما يحدثُ في الحسينيات. وكَذَب بل إنَّه من أكبر مَعَاولِ الهدم لدين الله ربِّ العالمين, وما أُوتِيَ الإسلامُ في يومٍ من الأيام إلا من قِبَلِهم, فإنَّهم يُوالون كل عدوٍ لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ولدين الإسلام العظيم، وما كانوا في يومٍ من الأيام من حَمَلَةِ الجهاد والسيف في سبيل الله, وإنما تسلُّطهم على أهل السُّنَّة. يُوالون اليهود، ويُوالون كل باغٍ على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, وعلى أتباع محمد صلى الله عليه وسلم, وعلى كل سُنِّي, وحقدُهم على أهل السُّنَّة معلوم معلوم.فهذا قسمٌ من الناس يُحيُون النِّيَاحة كفعلِ أهل الجاهلية - بل أشد -, ويُشمِتُونَ في أهل الإسلام كل أعدائِهِ بما يصنعونَ مما يَتَرَفَّعُ عنه كلُّ صاحب عقل من كلِّ مِلَّةٍ كانت وتكون, ولكن كذلك يصنعون! فيَتَّخِذُونَ هذا اليوم مَنَاحَة, ويتخذونه عيدًا للحُزن فيفعلونَ فيه ما يفعلون مما هو معلوم. وطائفةٌ تَبِعُوا قَتَلَةَ الحُسين من النَّوَاصِبِ مِنْ مُبغِضِي آل البيت يتخدون يومَ عاشوراء يومَ فرحٍ ويومَ عيدٍ ويوم سرور, فَيُوَسِّعُونَ فيه على الأولاد, ويضعون الأحاديث في ذلك - وهي مكذوبةٌ على خير العبادِ صلى الله عليه وعلى آله وسلم -. ويَدَّعُون كاذبين أنَّ من وَسَّعَ في يوم عاشوراء على أولاده وعلى أهل بيته وَسَّعَ الله ربُّ العالمين عليه عامَّةِ سَنَتِهِ, وهذا كذبٌ مُختَلَقٌ على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ويَدَّعُون أنَّ من تَكَحَّلَ بالإِثْمِدِ فيه لم يرمد إلى غير ذلك من تلك الخرفات التي وضعوها من أجلِ حَضِّ الناس على إظهار الفرح في يوم عاشوراء. وكثيرٌ من أهل السُّنَّة لا يعلمون منشأ الدعوة إلى الفرح وإظهار الفرح والتَّوسِعَةِ على العِيَال, هذا من فعل النَّواصب من مُبغضي آل البيت الذي يُظهرون الفرحَ في هذا اليوم لمقتل الحُسين رضي الله تبارك وتعالى عنه وعن آل البيت أجمعين.وهَدَى اللهُ أهلَ السُّنَّة للحقِّ للوسطِ في هذا الأمر فيعلمون أنَّ هذا اليوم هو يومٌ صالح نَجَّى اللهُ فيه موسى وقومَهُ من فرعونَ ملأهِ، فصامه موسى شكرًا لله تعالى, وقال النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا سَمِعَ ذلك, قال صلى الله عليه وسلم - وما تَلَقَّاه من اليهود لمَّا سألهم, فإنَّهُ صلى الله عليه وسلم معصومٌ مُؤيدٌ بالوحي صلى الله عليه وسلم فما تلقاه منهم – قال صلى الله عليه وسلم: (نحن أولى بموسى منكم), فصامه صلى الله عليه وسلم. بل كما قالت عائشة: كان أهل الجاهلية يُعَظِّمونَ اليوم العاشر من شهر الله المحرم, كان أهل الجاهلية يصومونه, وصامه النبي صلى الله عليه وسلم قبل البَعثة.يقول العلماء: لَعَلَّ ذلك كان عند أهل الجاهلية قبل البَعثة كأثارةٍ من آثارِ ما تلقَّوه وما بقي فيهم مِنْ شرع مَنْ سبق ومِنْ آثار المِلَّةِ التي سبقت مما كان قبل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم, فقالت عائشة كما هو في الصحيح بل في الصحيحين قالت رضي الله عنها: (إنَّ أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء, وكان النبي يصومه صلى الله عليه وسلم، فلمَّا هاجر صلى الله عليه وسلم وجدَ اليهود يصومونه، فسأل فقالوا: هذا يوم صالح نجَّى الله فيه موسى وقومه من فرعون ملأه؛ فصامه موسى شكرًا لله فنحن نصومه، فقال: (نحن أولى بموسى منكم), فصامه النبي صلى الله عليه وسلم).وكان النبي صلى الله عليه وسلم - كما هو معلوم من أمرِهِ كلِّه - حريصًا على مخالفة أهل الكتاب, فقال في العام الذي مات فيه صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (نحن أولى بموسى منكم), فصامه وأمرَ بصيامه، ثم قال في العام الذي مات فيه صلى الله عليه وسلم: (لئِنْ عِشتُ إلى قَابل لأصومنَّ التاسع) صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقبض قبل ذلك صلى الله عليه وعلى آله وسلم. وعليه يُحملُ حديث الحَكَمِ بن الأعرج عند مسلمٍ لما سأل ابن عباس عن يوم عاشوراء فقال له: (اعدد من الليالي تِسعًا فإذا أصبحت في يوم التاسع فصُم) وقد سألهُ عن عاشوراء، فقال بعض الناس: إنَّ عاشوراء هو اليوم التاسع من شهر الله المحرم مع أنَّهُ قد صح ثابتًا عن النبي صلى الله عليه وسلم: (عاشوراء اليوم العاشر), وهو ما يقتضيه اللفظ، فعاشوراء معدُولٌ عن عاشرة؛ للمبالغة والتعظيم كما هو معلوم. ولكن تخريج العلماء لحديث الحكم بن الأعرج عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما, وهو حديث صحيح أخرجهُ مسلم في صحيحه لمَّا قال: (اعدد من الليالي تسعًا) - يعني: إذا دخل شهر الله المحرم ثم إذا ما أصبحت فصُم التاسع -, قال العلماء لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال في العام الذي مات فيه: (لئِن عِشت إلى قابل لأصومن التاسع), فلم يَعِش صلى الله عليه وعلى آله سلم وقَبَضَهُ الله إليه.فدَلَّه ابن عباس عن الأمر الذي يَشتبه وعن الأمر الذي يَغمُضُ وعن الأمر الذي يَخفَى على كثيرٍ من الناس لمَّا رآه يسأل عن عاشوراء - وأمرُ عاشوراء معلوم -. بل إنَّه كان فرضًا قبل أن ينزل فرض الصيام, ثم إنَّه لمَّا فَرَضَ الله رب العالمين صيام شهر رمضان صار بعد ذلك سُنَّةَ من سُنن النبي صلى الله عليه وسلم فمن شاء صامه ومن لم يشأ لم يصمه. فالناس يعلمون أنَّ عاشوراء - حتى في الجاهلية - هو اليوم العاشر، فكلام ابن عباس من علمه وفقهه رضي الله عنه؛ لأنَّه يَدُلُّه على الأمر الذي يَغمُض والذي يقع فيه الاشتباه؛ لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم التاسع؛ فدله على التاسع, ثم أَمْر العاشر معلوم؛ فدَلَّه على أن يصوم التاسع كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو بعدُ يصوم - كما هو معلوم - اليوم العاشر - وهو عاشوراء - كما يصومه من يصومه من المسلمين.أهل السُّنَّة في هذا اليوم وَسَطٌ بين الروافض الذين يُقيمون المَنَاحَةَ, يحيون أمور الجاهلية, ويفعلون ما يندى له جبين كل مسلم ينتمي منتسبًا إلى القبلة وإلى دين محمدٍ صلى الله عليه وسلم, يندى جبينه ممَّا يفعلونه خِزيًا من هذا الذي يأتُونه, وهم منسُوبُون إلى القبلة, ومحسُوبُون على المِلَّة, ولكنهم يفعلون ما يفعلون. وأهل السُّنَّةِ وسطٌ بين هؤلاء وبين النواصب الذين يُظهرون الفرح في يوم عاشوراء, ويتخذونه عيدًا يُوَسِّعُون فيه على الأهل والأولاد, وليس شيء من ذلك في سُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم, وليس شيء من ذلك في فعل أحد من السلف رحمة الله عليهم، وإنما ذلك من البدع المُحدَثة, أحدثه العُبَيدِيُّون بمصر وأظهروا ما أظهروا من أمر النياحة, فكان ذلك أول ظهورٍ لأمر النياحة على الملأ - أَمْرًا عَامًّا - في أيام العُبَيدِيِّن الذين انتسبوا - زُورًا وإفكًا وطُغيانًا - لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم, وهي بريئةٌ منهم براءةً كاملة، وإنما جَدُّهم الذي إليه ينتسبون هو ذلك القَدَّاحُ اليهودي فهذا أَصلُهم، فأظهروا ما أظهروا في ديار مصر من ذلك الأمر الشنيع, ثم مازال ذلك يَفشُو حتى صار الناس إلى ما صاروا إليه لما صارت لهم في أيامنا هذه دولة, فهم يصنعون ما يصنعون, ويأتون ما يأتون، والإسلام بريءٌ من هذا الذي يصنعونه، ومن هذا الذي يفعلونه, وهم حربٌ عليه, وهم أشد الناس خُصومة لآل محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم.وأهل السُّنَّة أولى الناس بآل النبي صلى الله عليه وسلم يُحبونهم ويُقدمونهم ويُوالُونهم ويحترمون آل البيت, وذلك يَتَنَزَّلُ على صالحيهم - على صالحي آل البيت -. آل البيت يعلمون حقَّ الشيخين وحق أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم, وما سُمِّيَ الشيعة رافضة إلا لرفضهم زيدَ بن علي, وذلك أنهم لمَّا خرجوا معه قالوا له: عليك أن تتبرأ من أبي بكر وعمر, فامتنع؛ فرفضوه، فقال: رفضتموني؟! فَسُمُّوا رافضةً من يوم إذ. فهؤلاء الرافضة هم أعداء آل البيت وخذلوه, وهذا من موطن خِذلانهم لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. أهل السُّنَّة يعلمون أنَّ اليوم العاشر من شهر الله المحرم يومٌ صالح, وقد نَجَّى الله ربُّ العالمين فيه موسى وقومَهُ مِنْ فرعونَ وملأهِ؛ فصامه موسى شكرًا لله ربِّ العالمين, والنبي أولى بموسى من كلِّ أحد؛ فصامه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم, ورَغَّب في صيام التاسع لكي يخالف أهل الكتاب في صيامهم لهذا اليوم، ولكنه صلى الله عليه وسلم قُبضَ قبل أن يحولَ عليه الحول, ولكن قال ما قال, وصارت سُنَّةً مَسنونةً. نسأل الله أن يوفقنا لاتِّباع سُنَّةَ نبيِّنا صلى الله عليه وسلم, وأنْ يُجنبنا مواطنَ الزلل والخلل والخَطَل, وأن يجعلنا من أهل السُّنَّة الأَجْلاد الذين يُقيمونَ على ذلك حتى يلقوا ربهم تبارك وتعالى. ونسأل الله أن يحشرنا في زُمْرَةِ نبيِّنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم
    رد مع اقتباس  
     

  11. #11 رد: الثورة الحسينية ....وانهيار الفكر الميكاف 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية أبو أسامة
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    المشاركات
    18
    معدل تقييم المستوى
    0
    إن إقحام حادثة مقتل الحسين - رضي الله عنه - في مجريات التأريخ الماضي
    والمعاصر تكلّفٌ ظاهر ، وتحميلٌ للأمر أكثر مما يحتمل .
    واعتبار أعمال الحسين ( ثورة ) فيه تأثيمٌ مذموم له ولكثير من الصحابة معه
    فالوقائع الموثّقة والموثوقة تأريخياً تبيّن ضد مارسمه مؤرخوا الشيعة عن الحادثة
    وكما نقل الإخوة - في الردود أعلاه - عن أئمة الشأن في التأريخ أن الحسين أراد
    تغيير وجهته لتغيّر نيته عمّا خرج لأجله ، وقد أدرك مانصحه به ابن عباس رضي الله عنه وغيره
    من أن خروجه فيه خطر وضرر عليه وعلى الناس ، وأن من مالأوه على الخروج وحرضوه
    على المسير هم أول المتخلين عنه عند الشدة كما حصل لوالده - وهذا ما وقع - .
    ليس المقام مقام سرد تأريخي وإثباتات علمية عقلية للماضي ، ولكن لأن الطرح الموضوعي
    للفكرة لم يقم على قواعد علمية بقدر النظرة المترسبة في أذهان الشيعة .
    ولقد كان في مقتل من هو خيرٌ منه : عمر وعثمان رضي الله عنهما تغيير للتأريخ كله
    ولا زلنا نعيش آثار مقتلهما ، وقد جاء في الصحاح من الآثار النبوية مايفيد بأن مقتلهما
    من أمارات الساعة وعلاماتها ، وقبل ذلك موت خير المرسلين صلى الله عليه وسلم .
    مع يقيننا بأن مقتل الحسين كان رزيّة في الدين
    وبليّة في زمانه ومصيبة وقعت على أهل عصره .
    ولكن التأريخ كما يؤخذ من مصدره فإنه يُقرأُ من أوّله .



    ديموا بمحبةٍ ورحمة .

    ( ذو الريحانتين )





    .
    رد مع اقتباس  
     

  12. #12 رد: الثورة الحسينية ....وانهيار الفكر الميكاف 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    الأخــــوان الكريمــــان ..
    أبـــو اسحــاق
    ذو الـريحـانتين
    أهلا بكما ..
    وشكرا جزيلا لاضافتيكما ..
    تحياتى لكما .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23/03/2012, 09:13 PM
  2. مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 24/11/2011, 10:15 PM
  3. حماس: الفكر والممارسة السياسية
    بواسطة محمود الحسن في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 17/04/2009, 09:54 PM
  4. التقدم ونهج الفكر النقدي
    بواسطة د. تيسير الناشف في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12/02/2008, 09:57 AM
  5. الامام الحسين (ع) في الفكر المسيحي .
    بواسطة محمد حسين في المنتدى إسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 08/09/2007, 06:42 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •