سريرٌ وكأسٌ ومسكين
حوار ساخن بين زعيمٍ عربيٍّ و إحدى
غوانيه في غرفة نومه .
نفّضـي عـني جنـوني واشربي
نخـب أوجــاعي وصلِّي في دمي
أنت مـني كالضحى من فجره
خفقة الطَّـلِّ علــى غصنٍ ظمي
أكـل الكرسي شبـابي ومضى
لبقـايـا مـن طريــقٍ مبهـم
ربمــا ألقـاك في دربي علـى
صهوة الحلــم , ولا مـن مغنمِ
جــرَّني كـبري إلى عليائـه
فتهـاويتُ , وديسـتْ أعظمـي
غــزّةٌ ترمقني في خـدرهـا
بعيونٍ ضــارعــاتٍ جُهَّــمِ
عـــــربيٌّ مسلمٌ لكـنني
ليس عنــدي " نخـوة المعتصمِ "
إنني أهــرب في نهديك مـن
وضعــيَ المخـزي وليلي المظلم
أمـزج الأنخـاب صـرفاً علّها
ترجــعُ الإحسـاس في نبضٍ عمِ
فلقد أمضيت عمـري خائفـاً
مــن بــلاغٍ مـرعبٍ لم يبرمِ
أشتهـي سيِّدتي أن أمتطــي
ظهــر هـذا الدرب طلق الحلمِ
أنـا كلبٌ وابن كلبٍ فاعلمي
أنَّ مثلـي يشتـرى بالدِّرهــمِ
بعْتُ نفسـي لهــمُ من زمنٍ
وتمــاديتُ بصلب الأنجـــمِ
وتركـت الشعب يذوي جائعاً
ببقـايــا مـن خسيس المطعـمِ
هبَّتِ الشَّــقراء من مضجعها
وارتـدت أثـوابهــا في ســأمِ
ثمَّ قالــت بارتبــاكٍ خافتٍ
هـــكذا أنت إذاً كـالـقزمِ ؟
أنت مثلـي سيِّـدي عـاهرةٌ
ظهـر نهــديهـــا لمن لم يُفطَمِ
أنت مثلي سيِّــدي لا تبتئسْ
فكـــلانـا قــذرٌ لم يُكـرَمِ
ها هو الشعب الذي أسرفت في
قهــره يمضــي لقهـر الظُّلمِ
يكتب الحــرّيّة الحمـراء في
جبهــة المجــد بدمــع اليتَّمِ
يصنع التّــاريخ يمضي خالداً
ليحــوز العــزَّ بين الأمــمِ
وستبقـى سيِّدي ذكرى لهـم
تبعث الخــزيَ وطعـم الألـمِ
إنّــه الحــقُّ , فبئستْ أمةٌ
سجـدتْ يومـاً لهـذا الصَّنمِ
أيُّهـــا المعتوه كم من جيفةٍ
زبل التــاريخ كـم من مجرمِ
وستبقـى غـزَّةٌ في ســفره
" مـنبراً للسـيف أو للقلـمِ "
**********************************
شعر: علي صالح الجاسم