خيول المعارك لاتعرف النباح
بقلم: حسين حمدان العسّـاف
في مقاله الذي كتبه بعموده اليومي /مواقف/ في جريدة الأهرام بتاريخ 5 /1 / 2009 يرد د أنيس منصورالحجج التي تذرعت بها إسرائيل في عدوانها الحالي على غزة براً وجواً وبحراً الذي ارتكبت فيه أبشع الجرائم والمجازروالإبادات الجماعية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة.
****
والرئيس المهان بوش يتفهم موقف إسرائيل من هجومها على غزة، ويراه دفاعاً عن النفس. يثنى على موقف المعتدي، ويندد بالمعتدى عليه.
****
وأنيس مدحور رائد ثقافة التطبيع في العالم العربي مثل بوش يتضامن هو الآخرمع العدوان الآسرائيلي على شعبنا الفلسطيني الصامد، ، ويحرض ضمناً إسرائيل على حماس، ويرى عدوانها على غزة مشروعاً، يلتمس له المسوغات، كماالتمسه لها بوش بأنه دفاع عن النفس، لأنه يرى المقاومة الفلسطينية الباسلة خطراً على أمن إسرائيل ومستقبلها. يقول في مقاله المذكور:( وقالت وزيرة الخارجيةإنها لن تهدأ إلا بعد استئصال حماس ــ وهم يفعلون ذلك بانتظام, ولا يهمهم(إسرائيل) أن مات أطفال وشيوخ... ولن تصمت المدافع الإسرائيلية قبل أن يتحقق الهدف, وهو إسكات كل الصواريخ الإيرانية الموجهة إليها من فلسطين...)
****
في الصيف الماضي، صيف 2008، أنكرأنيس منصورعلى فاروق حسني وزيرالثقافة المصري دعوته لحرق الكتب الإسرائيلية المزمع عرضها في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة بدعوى أنّ الحريق ينكأ عذابات الشعب اليهودي في محرقة الهولوكوست التي أصلاه فيها النازيون في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، ويذكرهم بآلامهم، و حذره من خطورة تصريحه، ودعاه نيابة عن قادة العدو أن يعتذر للشعب اليهودي، ثم يستشهد بقول صديقه الإرهابي(مناحيم بيجين) في العدوان على غزة:( ولمناحم بيجين مقولة شهيرة سمعتها منه شخصيا تقول: إن العالم كله وقف يتفرج وهتلر يحرق الملايين من اليهود. والعالم مستعد أن يتفرج مرة أخرى علينا وعلي اعدائنا!)
****
أنيس منصورأنكرمحرقة الهلوكوست اليهودية، وفبها من الخيال مافيها، إذالم أقل أكذوبة، وندد بتصريح فاروق حسني، ولكنه لم ينكرعلى إسرائيل الهولوكوست الفلسطيني الذي نفذته في غزة، مجازرها في غزة التي هزت ضميرالعالم، وأثارت سخطه لم تثرفي المدحور إنكاراً أو حساً أوشعوراً أو ضميراًأو ذرة من الإنسانية.
****
ومن ينتظرذلك ممن تبلد فيه الحس الإنساني وفقد الكرامة الوطنية والعزة القومية؟؟
من ينتظر ذلك ممن كفربدينه، واحتقرشعبه، وانقلب على ثورة بلده التي كرّمته أكثرمما يستحق ؟؟
من ينتظرذلك ممن عادى العرب وسخر من تراثهم وحضارتهم؟؟
****
أنيس مدحورطوّع قلمه المسموم منذزمن بعيدلخدمة قضايا أسياده الصهاينة والأمريكان وأهدافهم ومصالحهم ضد أمن ومستقبل بلده وأمته، وهو يجهل أو يتجاهل لغبائه أو استغبائه أنّ النصرفي النهاية حليف الشعوب المناضلة من أجل حريتها وعزتها وكرامتها، وأن الحق سينتصرلا محالةعلى الباطل.
هكذا علمنا التأريخ، وهكذا علمتنا ثورات التحررفي كل مكان.
****
وألفت نظرهذا العجوز الخرف المدحور الغارق في ضلاله إلى قول للعرب القدماء:(خيول المعارك لاتعرف النباح)
كاتب سوري