بيان صادر عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"
" وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ " (146)آل عمران
يا أهلنا في غزة الصمود والإباء .. يا جماهير شعبنا الفلسطيني المرابط .. أمتنا العربية والإسلامية
بكل شموخ وكبرياء وبكل عزة وإباء نزف إليكم كوكبة جديدة من الشهداء من أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد المرابط، ومن قيادة وأبناء الشرطة الفلسطينية رمز القوة والفخر والاعتزاز الذين ارتقوا إلى الله تعالى شهداء ويشهدون على هذه المجزرة وهذه المحرقة وعلى هذه الحرب المعلنة على شعبنا التي تشنها حكومة الاحتلال الصهيوني مستخدمة في ذلك كافة أسلحة الفتك والقتل والدمار مستهدفة الأطفال والشيوخ والنساء ومقار الشرطة الفلسطينية والمساجد والمؤسسات الحكومية وكل البنية التحتية هنا في غزة لشل كل مرافق الحياة وتدمير كل ما من شأنه مساعدة الشعب الفلسطيني وحماية مصالحه .. معنونة بذلك لبداية مرحلة جديدة وعام جديد ملون بدماء الشهداء وملبد بالغيوم السوداء المنبعثة من الجثث المتفحمة والبيوت المدمرة مرتكبة هذه المحرقة تحت سمع وبصر العالم أجمع دون أن يحرك أحد ساكناً لحماية الشعب الفلسطيني ووقف المجازر والمحارق التي ترتكبها حكومة الاحتلال الصهيوني ضد المدنيين والآمنين ورجال الأمن الفلسطينيين في مؤامرة خيوطها ومعالمها واضحة، وأهدافها واضحة هي قتل الشعب الفلسطيني وكسر إرادته وتدمير شرعيته وإنهاء مقاومته وتصفية حكومته واستسلام حماس ولن نسمح بذلك أبدا مهما كلفنا الثمن، وما كان لهذه المحرقة أن تكون لولا حالة الصمت العربي والتواطؤ الأوروبي والدعم الأمريكي المعلن والمفضوح لارتكابها ، وحيث أننا أصحاب حق وقضية عادلة اغتصبت أرضنا ودمرت مقدساتنا وجوع أهلنا. وإننا إزاء هذا الإعدام الجماعي لأطفالنا وشيوخنا ونسائنا وأبنائنا نؤكد على ما يلي:
أولاً: بكل فخر واعتزاز وشموخ وكبرياء ننعى إلى أبناء شعبنا الفلسطيني هؤلاء الشهداء العظام الأعزاء على قلوبنا من قيادة الشرطة الفلسطينية اللواء الشهيد توفيق جبر مدير عام الشرطة الفلسطينية ، والعقيد إسماعيل الجعبري مدير عام جهاز الأمن والحماية ، وكل شهدائنا الأبرار متمنين الشفاء العاجل لجميع الجرحى والمصابين.
ثانياً: إن هذه المحرقة الحرب تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وتدمير برنامج المقاومة وتصفية حركة حماس وتأتي في إطار خطة مبرمجة وممنهجة أعدّت مسبقاً من قبل حكومة الاحتلال وسوّقت لها إقليميا ودوليا، وتلقّت الضوء الأخضر لإنفاذها. ولكننا نؤكد أن ثقتنا بالله عالية، وعزيمتنا قوية وإرادتنا لن تكسر ومقاومتنا ستستمر حماية لشعبنا ورداً على هذا العدوان كي يدفع ثمن هذه الحماقات وهذه الجرائم، وإنّ هذه الحرب المعلنة لن تزيدنا إلا إصرارا على مقاومة العدو الصهيوني ودفاعاً عن الشعب الفلسطيني وتمسكاً بخيار المقاومة ومواصلتها بكافة أشكالها في الرد على هذا العدوان وإفشال كل مخططاته.
ثالثاً: تتحمل حكومة الاحتلال الصهيوني المسئولية الكاملة عن تداعيات هذه الحرب وهذه المحرقة، فلن نقبل على الإطلاق أن ندفع ضريبة هذه الحماقات الصهيونية وحدنا، بل سيدفع ثمن ذلك كل مغتصب صهيوني وكل جندي صهيوني على أرض فلسطين وفي أي مكان على أرضنا، ولن نقبل أيضا أن نعيش في دماء وأشلاء وقتل و دمار بينما ينعم المغتصبون الصهاينة وجنود الاحتلال بالأمن والأمان فلن يشعروا به ما لم يشعر به أبناؤنا في غزة.
رابعاً: نحيي الشعوب العربية التي هبت في العواصم العربية ودول العالم التي هبت اليوم لنصرة الشعب الفلسطيني ونعدو باقي شعوب العالم وأحراره الى التحرك المستمر لوقف المجازر وفضح الاحتلال ورفع الحصار عن غزة ، كما نثمن موقف دول عربية وعلى رأسها دولة قطر الشقيق التي أرسلت المساعدات الانسانية العاجلة الى غزة وننتظر دخولها عبر معبر رفح ، وندعو الدول العربية ان تحذو حذوها بالوقوف الى جانب الشعب الفلسطيني وأهل غزة في محنتهم .
خامساً: نرفض تصريحات السيد أحمد أبو الغيط التي ادعى فيها أن حماس منعت دخول المرضى الى مصر عبر معبر رفح ، وازاء هذا التضليل نوضح أن أحدا لم ينسق مع الجهات المختصة بهذا الشأن على الاطلاق ، ونرفض اللهجة التي تحدث بها السيد أبو الغيط لما فيها من استغلال لمعاناة أهلنا في غزة وتوظيفها لتمرير حالة من الاستسلام علينا و على شعبنا ،والأصل فتح معبر رفح رسميا للأحياء و ليس للأموات ولدخول الامدادات وليس لاخراج الجثث .
سادساً: نستغرب تصريحات السيد محمود عباس في القاهرة والتي أظهر فيها استخفاف واضح بأهلنا في غزة ، بل برر للعدوان الصهيوني ونؤكد على أن غزة لن تسقط وسيسقط باذن الله كل من تآمر عليها.
سابعاً: ندين و بشدة أكاذيب و افتراءات تلفزيون المقاطعة (فلسطين) والناطقين باسم فتح في رام الله والذين يهدفون عبر أكاذيبهم للفت الأنظار عن جرائم الاحتلال بادعاء أن حماس احتجزت العشرات من أبناء فتح بهدف قتلهم ونؤكد على كذبهم وأن ما يسمى تلفزيون فلسطين و قيادة فتح برام الله لن يستطيعوا تغطية الشمس بغربالهم الممزق .
ثامناً: نداؤنا إلى كل فصائل المقاومة الفلسطينية وأذرعها العسكرية وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام أن تعلن حالة الاستنفار العام، وأن تتولّى زمام المرحلة، وأن تأخذ على عاتقها حماية الشعب الفلسطيني بتوجيه ضرباتها بكل حزم وقوة للعدو الصهيوني ومغتصباته وثكناته العسكرية مستخدمين في ذلك كافة أشكال المقاومة وأن يفتحوا كل الخيارات أمامهم بما فيها العمليات الاستشهادية وضرب العمق الصهيوني حتى يدفع هذا المحتل الصهيوني وحكومته المجرمة ثمن جرائمهم غالياً، فهذا هو عهدكم ووعدكم مع شعبكم، وكلنا أمل بالله سبحانه وتعالى وبثباتكم وبصمودكم أن تلقنوا العدو الصهيوني درساً لن ينساه أبداً.
تاسعاً: إنّ حجم هذه الحرب وهذه المجزرة تؤكد أنّ العدو الصهيوني خطط لها مسبقاً واختار موعدها وبدايتها ووسائلها و لكن ليس هو من سيحدد نتائجها وموعد انتهائها فالذي سيحدد نتائجها وانتهاءها هي حركة حماس وقوى الشعب الفلسطيني المقاوم.
عاشراً: نؤكد على الدول العربية والقيادة المصرية تحديداً بضرورة اتخاذ مواقف واضحة تجاه ما يجري في غزة من حصار ومحرقة ودمار فهم اليوم أمام الاختبار الحقيقي إمّا مع دعم الحق الفلسطيني وتعزيز صمود شعبنا والوقوف إلى جانبه، وذلك يتطلب قرارا ً فورياً وعاجلاً بالإعلان عن إنهاء حصار غزة وفتح معبر رفح المصري الفلسطيني إلى الأبد وأن يرسلوا كافة أشكال الدعم والإمداد إلى شعبنا أو أنهم راغبون بما يجري في غزة من تصفية ومحرقة، فلم يعد صمتهم على الحصار والدمار مبرراً.
أحد عشر: على السلطة الفلسطينية وكافة الدول العربية الإعلان الفوري والعاجل بإنهاء كافة أشكال التطبيع والتنسيق والتفاوض مع الاحتلال الصهيوني الذي يستفرد اليوم بغزة وبحماس ويدمر كل شيء مستغلاً ذلك التطبيع والتفاوض والتعاون معه مبررا بذلك ارتكاب جرائمه والتغطية عليها.
ثاني عشر : نطالب جماهير الأمة العربية والإسلامية والنخب والمثقفين والعلماء والقيادات الميدانية بأن يهبوا لنصرة الشعب الفلسطيني وتعزيز صموده والوقوف إلى جانبه وأن يفضحوا جرائم الاحتلال الصهيوني، وأن يستمروا في هبّتهم وفعالياتهم في كل مكان تعبيراً عن سخطهم وغضبهم على هذه المجزرة وهذه المحرقة وهذا التآمر على غزة وعلى القضية الفلسطينية.
التحية كل التحية الى قيادة حركة حماس المجاهدة و الى جماهير شعبنا الفلسطيني الملتفة حولها و الى قيادة حكومة الوحدة الوطنية ورئيسها الأستاذ اسماعيل هنية ونقول لهم لن تسقط القلاع ولن تخترق الحصون ولن ينتزعوا منا المواقف .
والله أكبر و النصر لشعبنا المجاهد ومقاومته الباسلة
وإنّه لجهاد، نصرٌ أو استشهاد
حركة المقاومة الإسلامية " حماس "
الأحد: 28 ديسمبر 2008م