رسالة إلى أبي فراس الحمداني
احفرْ على الجدران أن قد ودعوا
ومضتْ ظعائنهــم فليتك تسرعُ
فهمُ الأحبَّـــة والفؤاد معلَّقٌ
بهـمُ فما نفْــع الدّوا إن ودعوا
يا فـارس الميدان دونك أضلعي
خذها وسددْ في الحشا مااستودعوا
هي منبجٌ كانت وما زالت على
عهد الوفــا بقلوبنــا تتربَّعُ
هبني أبا الفرســان كنت مولَّعاً
أيُــلامُ في حكـم الهيـام مولَّعُ
وأنا الـذي أهوى بكلِّ جوانحي
فلكلِّ جــرحٍ في فـؤادي مبضعُ
يا فارس الميدان دونك خـافقي
وطنٌ تنزُّ جراحُــــه والأضلعُ
أتراك تذكر ما تركت .. بمنبجٍ
إذ أنت في حـرم القيود ممنَّــعُ
تلك العجوز أمـا تحنُّ لصدرها
أوَما تحسُّ بأنهـــا تتوجَّــعُ
خوفاً عليك وأنت في ساح الوغى
تردي الجبــابرة العظام وتصرعُ
سبعٌ مضتْ قد ضيَّعوك خـلالها
يا ليتهـم عرفوا الـذي قد ضيعوا
أكبرتُ فيك شموخك العربيَّ لا
ألــوي علـى شيءٍ ولا أتصنَّعُ
لو كان فينا من شموخك قبسةٌ
مـا أرهبوا فينـا النفوس وصدَّعوا
عدْ يا فتى حمدان وانظرْ ما بنـا
عربٌ ولكــن كالصدى لا ينفعُ
يتسابقون إلى التي تبغي الفناء
- لهـم وهـم في حبِّهـا قد أُولِعوا
عربٌ وإسلامٌ وكلُّ سلاحنا
خطبٌ منمَّقةٌ وحــــرفٌ طيِّعُ
ستون مرَّتْ والسؤالُ هو السؤالُ
- وكلُّ مــا نسطيع أنَّـــا نقنعُ
بمتى وأين وكيف لا وسؤالنـا
في كــلِّ زاويةٍ يروح ويرجــعُ
وإذا الذي بيني وبين خلاصنـا
بـاغٍ يثلِّثُ موتنـــا ويربِّــعُ
أنا مسلمٌ عرف الإباء ترفُّعــاً
في دينــــه حيث الإبـاء ترفُّعُ
يا فارس الميدان كــلُّ دريرةٍ
تجـــدُ الذين سيرضعون فترضعُ
ولكلِّ من بغت الزنا تشتــاقُهُ
زانٍ يضمهمـــا بليلٍ مضجــعُ
ولكـــلِّ معتوهٍ إذا خاطبته
لغةٌ , وذا حـــرفي سنانٌ يوجعُ
وطنٌ من البحر الكبير إلى الخليج
- مكبَّلٌ من كــــلِّ وغدٍ يصفعُ
وشفير نارٍ في العراق تزيـــده
نار الطّــــوى ناراً به فتقطعُ
ودماء أطفال الحجــارة لم تزلْ
بتراب هـذي الأرض عطراً يلفعُ
والمسجـد الأقصى يجوَّفُ تحته
حتى إذا اهتزَّتْ فمـــاذا نصنعُ
قانا تقطِّــعُ مهجتي بأنينهـا
وبدير ياسينٍ هنــــاك الأفظعُ
وعلـى ربا الجولان مات أحبتي
فتحجَّرتْ في مقلتيَّ الأدمــــعُ
ماذا يقول الشعر وهي شواهـدٌ
بين الحقيقة والـــرؤى لا تُجمَعُ
انظرْ إلى الباغـي وكيف يريدنا
ننسى الـــذي قد كان ثمَّ نطبِّعُ
يا فارس الميدان بعدك حاضـرٌ
فينا علـى رغـم الدعـاة ستمرعُ
ما أنت إلا نجمـــةٌ في ليلنا
ولأنت رغـم الجاحدين المبـدعُ
ولأنت سـرُّ قصيدتي حتى ولو
سُحِقتْ خواتيـمٌ ومــات المطلعُ
جاءت سفـاسفهم بكلِّ رذيلةٍ
وتحــذلقوا في أمرهــم وتنطَّعوا
يا فارس الميدان وانتفض المـدى
بحرائر الأشعــــار علك تسمعُ
إن الأمـانة لم تزلْ بقلوبنــا
محفوظةً في كـــــلِّ يومٍ تفرعُ
أنا مؤمنٌ بالبعث فارجعْ يا فـتى
حمــدان واسمعني فهـم لم يسمعوا
إنا سنبعثُ لا يغــرَّك صمتنا
إن العواصـف بعد صمتٍ تقلـعُ
قد قالها التاريخ هذي أمَّــةٌ
فصلٌ لهــم , ولها الفصول الأربعُ
*************************
علي صالح الجاسم