رميتُ كل التفاصيل ..كل التخيلات
وحتى تلك التصورات التي تخيلتُ من خلالها إنسانة تخلقني من جديد
وتجعل مني بطلاً من أبطال الروايات أو ملكاً على عرشٍ صعباً مناله...
يا سيدتي رميتُ أفكاري الطفولية وأهازيجي وشعاراتي وقررتُ أن أدخل سن النضوج
أن أنسج من كل نظرةٍ من عينيكِ حلماُ جديداً وابتسامةً جديدة
أن اقتلع كل السياج القبلية والطبقية وأزرع مكانها أزاهير إنسانية تعتمد الدساتير الروحية
تتكون من موادٍ وفقراتٍ نرجسية , أن أزرع مكانها أزاهير قانونها الأبيات الشعرية.
عزيزتي لستُ ملحداً ولا متديناً بل إنني **إنسانُ** وسط بشرية
أنظر أبعد مما هم ينظرون
أشعر أكثر مما هم يشعرون
وأفعل ألف مرة قدر ما يفعلون
ويوماً لم أنسى بأنني إنسان** لكنهم ينسون **
ورغم هذا يقيدوننا بسلاسلٍ طبقية اجتماعية قبلية
وإذا يوماً كسرنا تلك السلاسل يعاقبوننا بالموت لمصالحهم
وينكرون بأنهم مدركون وبذات الوقت لا يبالون بألمنا
أما إذا صرخنا بوجوههم فيتعذرون..
سيدتي لا تبالي بأقاويلهم بنظراتهم بحقدهم علينا
فإذا كنا اليوم معتقلين من قبل عقولهم! فبأيادي أحفادهم سيعتقلون
وإذا كانت أفكارنا اليوم خطيئة ! فغداً ستكون دساتير لأجيالنا وعليها يستندون
هذا واقع الانسان ويوماً من الأيام سيتقبلون
أميرتي لا تلوميني لمشاعري لكلماتي لانفعالي لأخطائي لأن أخطائي تؤذي ذاتي
لكن أخطائهم تسحقنا وتؤذينا كلنا
وكلماتي تجرحني وتطعنني لكن كلماتهم خناجرٌ تقطع أعناقنا
لذلك أسمحي لي أن أتنفسك للأبد و أن أخلق من وجهكِ عالماً جديداً وإنساناً جديدا
نارين شيخ شمو