النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: رسالة لقارئة السطور / تضامنا مع صاحب الحذاء

  1. #1 رسالة لقارئة السطور / تضامنا مع صاحب الحذاء 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية أحمد حسين أحمد
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    الدولة
    ألمانيا
    العمر
    72
    المشاركات
    14
    معدل تقييم المستوى
    0
    رسالة لقارئة السطور


    "تضامنا مع صاحب الحذاء: منتظر الزيدي"



    تهدّل الفجرُ على أقبيتي ،


    يبتاع خيط النور..


    وكنت ما أزال أرتمي في لجّة الظلام ،


    أستحم بالبخور


    أكتبُ أبجديتي فوق خطوط الشفق الوردي والغيوم


    تلك التي تنام عند ساحل الأفقِ،


    على مشارف الوجوم


    أكتب دون ريشةٍ عامرةٍ بالحبرِ،


    أو مسّودةٍ من ورقٍ محموم


    خلاصة الهموم


    فالليلُ في الغاباتِ يستلقي على أريكة السحاب


    ويبعث الرهبة والوجوم،


    يجرّني من ياقتي لعالمٍ مهجور..


    أنا وعازف الناي على مقربةٍ من شاطئ الفرات


    من ألفِ عصرٍ جاء يرتدي خمارهُ المسحور


    عيناهُ نجمتان تلمعان،


    تحكمان عالمَ الموات


    رأيتهُ ، وكانت المدائن الكبيرة


    تغطُّ في النومِ إذا ما لاحها الديجور..


    فتحتسي أنوارها الأخيرة


    والموت والجذام..


    وعندما تصحو،


    يكون قدّ مرَّ على بوابةِ الظلام،


    سيلٌ من العصور..


    *


    أكتب من خلف حدود الشمس ،


    رسالة تحملها الطيور


    إلى التي ستقرأ السطور:


    "عشتارُ " والسماءُ والصحراءُ والنجماتْ،


    أسرنني ، ونخلةٌ وحيدةٌ في آخرِ الواحاتْ..


    أبرقن حلمي حمرةً حطّتْ على خدِّ الشطوطِ،


    وناعسِ النايات..


    ما بينَ " دجلةَ" والمها وتنفّس الآهات..


    والدرّة الأم التي أودعتها معشوقتي،


    وبوادر المأساة..


    تلك التي ما همها عشقي ،


    ولم تعترِها النوبات..


    في هذهِ الليلةِ أسترجعُ دربَ النفي والحمّى،


    وأستصرخُ ربَّ الجند..


    من قاع بئر الموت في معمورة الأطلال


    فما الذي كانت ولادةَ موتهِ نفياً،


    بلا أهزوجةٍ يمشي ولا موّال؟


    لو علمتْ قارئة السطور..


    كيف تسفُّ هاجسي بواطن القبور


    وكيف تنبثُّ خيوط الشمس من رأسي،


    إلى مدائن الخوف التي حاصرها المحظور


    تخترق الحرّاس والجنود بعد حاجز المنطقة الخضراء


    هناك حيث هبَّ صاحب الحذاء،


    منتفضاً بوجهِ أفعى الحقد والشرور


    فترعد السماء


    من بعد رميتين رعدة القتال


    فينهضُ القتلى عرايا دون ما أكفان


    يستجلبون القطر للمكان


    *


    حاصرني جنود " بانيبال"


    ذاك الذي قيّدَ قرص الشمس في قرطاسهِ ،


    والقمر العرجون


    في قاعة العرش معلقين رأس الملكِ المكسور


    على أريكة الجلوس ، ثمَّ أحكموا الأقفال


    قالوا، ولم يهدأْ نزيف الدمِ من شريانهِ المطعون:


    الرأسُ بالرأسِ،


    ونصف جثّةِ المأسور


    تأكلها الغربان والنسور..


    وما تبقى حصة الوحوش في الجبال


    لكنني انسلخت كالأفعى من الجلد،


    إلى خميلةِ النخلات


    يصحبني "شاماش" صوب "بابل" المسوّرة 1


    لأكتب الأشعار فوق جثّة الفرات


    والعسكر الجديد والطاعون ،


    حولي يقهقهون..


    جاءوا من الغربِ،


    ومن غياهب السجون


    من قلب إعصارٍ من البحرِ ،


    من الأدغال


    تتبعهم كلابهم وشرّ جند الخلق


    والعاهرات والخمور والأغلال


    جاءوا محررين..


    للأرضِ من سكّانها،


    والزيتِ من قمقمهِ ،


    و الماءِ من نافذة ِالغربال..


    *


    أسقطُ كالنيازك المهشمة


    فوق سطوح الحي في "بغداد"..


    مغطياً جرحي بملح الأرض والرماد


    بحثتُ عن جاري ،


    وعن حديقة الزهور


    في آخر الحي ، فقالوا : غادر البلاد


    وزوجهِ صاحبة الخمسين قدْ جنّدها " الموساد"


    أما زهور الحي في الحديقة الغنّاء،


    يقول شيخ الجامع الكبير:


    مكانها حوائط الأسمنتِ والصخور


    أكتبُ ما زلتُ إلى قارئة السطور


    رسالتي المحمومة


    لعلها تقرأ ما سطّرتْ ،


    بدون أن يدهمها عساكر الحكومة،


    أو قبل أن تباغت الأجواء زمرةً بحجّةِ التفتيش


    فترجع الطيور،


    إلىَّ دون ريش..


    *


    ألمانيا 14/12/2008



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


    1. شاماش: هو شاماش شوموكن الأخ التوأم لآشور بانيبال ملك نينوى وكان حاكما لبابل القديمة 669 ق.م.حيث أنقلب على حكم أخيه وحاربه لأربع سنوات قبل أن يختطفه الموت.
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: رسالة لقارئة السطور / تضامنا مع صاحب الح 
    أديب وقاص الصورة الرمزية محمدذيب علي بكار
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    منبج /سوريا
    المشاركات
    849
    معدل تقييم المستوى
    16
    شكرا لك
    على هذه الوقفة
    مع هذا البطل العربي في زمن
    اصبحت فيه البطولة حماقة
    دام يراعك
    ودمت مبدعا ومدافعا
    محمد
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: رسالة لقارئة السطور / تضامنا مع صاحب الح 
    أديبه وشاعره الصورة الرمزية سكينة جوهر
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    244
    معدل تقييم المستوى
    16

    لو علمتْ قارئة السطور
    كيف تسفُّ هاجسي بواطن القبور



    وكيف تنبثُّ خيوط الشمس من رأسي،


    إلى مدائن الخوف التي حاصرها المحظور


    تخترق الحرّاس والجنود بعد حاجز المنطقة الخضراء


    هناك حيث هبَّ صاحب الحذاء،


    منتفضاً بوجهِ أفعى الحقد والشرور


    فترعد السماء

    *************

    الأخ الفاضل أحمد

    ذلك قدر الأبطال 00فلا تأسَ 000

    وإن غدا لناظره قريبُ

    أتمنى أن أقرأ إبداعك المتجدد دوما

    والذى لا يزيدنا إلا حماسا 00وتطلعا ليوم النصر الكبير

    مع خالص تقديرى واحترامى

    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: رسالة لقارئة السطور / تضامنا مع صاحب الح 
    شاعر وأديب مصري الصورة الرمزية ثروت سليم
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    مصر أرضُ الكِنانة
    المشاركات
    2,453
    معدل تقييم المستوى
    23
    هناك حيث هبَّ صاحب الحذاء،
    منتفضاً بوجهِ أفعى الحقد والشرور

    فترعد السماء
    من بعد رميتين رعدة القتال
    فينهضُ القتلى عرايا دون ما أكفان
    أحمد حسن

    ما أروعك أخي أحمد وأنت تكتب عن الحدث من بلادٍ بعيدة
    تعرف معنى هذا الحدث وكيف تُضربُ الهيمنةُ والغطرسة بحذاء الدمار الشامل
    تحيتي وتقديري
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد: رسالة لقارئة السطور / تضامنا مع صاحب الح 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية فارس الهيتي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2006
    المشاركات
    753
    معدل تقييم المستوى
    18

    قصيدة متميزة واسلوب مختلف عن القصائد
    التي عالجت قضية الحدث ...
    صور متميزة واسلوب راقي وبناء متين


    تثبت
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد: رسالة لقارئة السطور / تضامنا مع صاحب الح 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمد جميل الخشرمي
    تاريخ التسجيل
    Nov 2008
    المشاركات
    12
    معدل تقييم المستوى
    0
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد حسين أحمد مشاهدة المشاركة
    رسالة لقارئة السطور



    "تضامنا مع صاحب الحذاء: منتظر الزيدي"



    تهدّل الفجرُ على أقبيتي ،


    يبتاع خيط النور..


    وكنت ما أزال أرتمي في لجّة الظلام ،


    أستحم بالبخور


    أكتبُ أبجديتي فوق خطوط الشفق الوردي والغيوم


    تلك التي تنام عند ساحل الأفقِ،


    على مشارف الوجوم


    أكتب دون ريشةٍ عامرةٍ بالحبرِ،


    أو مسّودةٍ من ورقٍ محموم


    خلاصة الهموم


    فالليلُ في الغاباتِ يستلقي على أريكة السحاب


    ويبعث الرهبة والوجوم،


    يجرّني من ياقتي لعالمٍ مهجور..


    أنا وعازف الناي على مقربةٍ من شاطئ الفرات


    من ألفِ عصرٍ جاء يرتدي خمارهُ المسحور


    عيناهُ نجمتان تلمعان،


    تحكمان عالمَ الموات


    رأيتهُ ، وكانت المدائن الكبيرة


    تغطُّ في النومِ إذا ما لاحها الديجور..


    فتحتسي أنوارها الأخيرة


    والموت والجذام..


    وعندما تصحو،


    يكون قدّ مرَّ على بوابةِ الظلام،


    سيلٌ من العصور..


    *


    أكتب من خلف حدود الشمس ،


    رسالة تحملها الطيور


    إلى التي ستقرأ السطور:


    "عشتارُ " والسماءُ والصحراءُ والنجماتْ،


    أسرنني ، ونخلةٌ وحيدةٌ في آخرِ الواحاتْ..


    أبرقن حلمي حمرةً حطّتْ على خدِّ الشطوطِ،


    وناعسِ النايات..


    ما بينَ " دجلةَ" والمها وتنفّس الآهات..


    والدرّة الأم التي أودعتها معشوقتي،


    وبوادر المأساة..


    تلك التي ما همها عشقي ،


    ولم تعترِها النوبات..


    في هذهِ الليلةِ أسترجعُ دربَ النفي والحمّى،


    وأستصرخُ ربَّ الجند..


    من قاع بئر الموت في معمورة الأطلال


    فما الذي كانت ولادةَ موتهِ نفياً،


    بلا أهزوجةٍ يمشي ولا موّال؟


    لو علمتْ قارئة السطور..


    كيف تسفُّ هاجسي بواطن القبور


    وكيف تنبثُّ خيوط الشمس من رأسي،


    إلى مدائن الخوف التي حاصرها المحظور


    تخترق الحرّاس والجنود بعد حاجز المنطقة الخضراء


    هناك حيث هبَّ صاحب الحذاء،


    منتفضاً بوجهِ أفعى الحقد والشرور


    فترعد السماء


    من بعد رميتين رعدة القتال


    فينهضُ القتلى عرايا دون ما أكفان


    يستجلبون القطر للمكان


    *


    حاصرني جنود " بانيبال"


    ذاك الذي قيّدَ قرص الشمس في قرطاسهِ ،


    والقمر العرجون


    في قاعة العرش معلقين رأس الملكِ المكسور


    على أريكة الجلوس ، ثمَّ أحكموا الأقفال


    قالوا، ولم يهدأْ نزيف الدمِ من شريانهِ المطعون:


    الرأسُ بالرأسِ،


    ونصف جثّةِ المأسور


    تأكلها الغربان والنسور..


    وما تبقى حصة الوحوش في الجبال


    لكنني انسلخت كالأفعى من الجلد،


    إلى خميلةِ النخلات


    يصحبني "شاماش" صوب "بابل" المسوّرة 1


    لأكتب الأشعار فوق جثّة الفرات


    والعسكر الجديد والطاعون ،


    حولي يقهقهون..


    جاءوا من الغربِ،


    ومن غياهب السجون


    من قلب إعصارٍ من البحرِ ،


    من الأدغال


    تتبعهم كلابهم وشرّ جند الخلق


    والعاهرات والخمور والأغلال


    جاءوا محررين..


    للأرضِ من سكّانها،


    والزيتِ من قمقمهِ ،


    و الماءِ من نافذة ِالغربال..


    *


    أسقطُ كالنيازك المهشمة


    فوق سطوح الحي في "بغداد"..


    مغطياً جرحي بملح الأرض والرماد


    بحثتُ عن جاري ،


    وعن حديقة الزهور


    في آخر الحي ، فقالوا : غادر البلاد


    وزوجهِ صاحبة الخمسين قدْ جنّدها " الموساد"


    أما زهور الحي في الحديقة الغنّاء،


    يقول شيخ الجامع الكبير:


    مكانها حوائط الأسمنتِ والصخور


    أكتبُ ما زلتُ إلى قارئة السطور


    رسالتي المحمومة


    لعلها تقرأ ما سطّرتْ ،


    بدون أن يدهمها عساكر الحكومة،


    أو قبل أن تباغت الأجواء زمرةً بحجّةِ التفتيش


    فترجع الطيور،


    إلىَّ دون ريش..


    *


    ألمانيا 14/12/2008



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



    1. شاماش: هو شاماش شوموكن الأخ التوأم لآشور بانيبال ملك نينوى وكان حاكما لبابل القديمة 669 ق.م.حيث أنقلب على حكم أخيه وحاربه لأربع سنوات قبل أن يختطفه الموت.
    ------------------------------------------------------------------------------------------------------
    الاخ الشاعر الغيور احمد حسين احمد
    حداثه في المضمون واسلوب الطرح تميزت بها
    ارتقيت بالحرف الى سماء ارحب وفضاء اوسع
    شكرا لك
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 رد: رسالة لقارئة السطور / تضامنا مع صاحب الح 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمد الكبيسي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2008
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    818
    معدل تقييم المستوى
    17
    لا فض فوك
    قصيدة جميلة وبأسلوب راقي
    أسجل أعجابي بهذه القصيدة الجميلة
    وأتمنى لك الموفقية
    تحيتي وتقديري
    دمت بخير
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8 رد: رسالة لقارئة السطور / تضامنا مع صاحب الح 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية أحمد حسين أحمد
    تاريخ التسجيل
    Oct 2008
    الدولة
    ألمانيا
    العمر
    72
    المشاركات
    14
    معدل تقييم المستوى
    0
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدذيب علي بكار مشاهدة المشاركة
    شكرا لك

    على هذه الوقفة
    مع هذا البطل العربي في زمن
    اصبحت فيه البطولة حماقة
    دام يراعك
    ودمت مبدعا ومدافعا

    محمد
    الشاعر الجميل محمد ذيب

    أشكرك أخي الغالي على التفاعل مع نصي المتواضع الذي جاء لنصرة بطل الأمة الجديد
    ويا ليت لو كان بأيدينا غير القل نعبر به

    تحياتي ومودتي
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. (ألْقِ الحذاء) رسالة إلى كلّ عربيّ
    بواسطة بدرية عبد السلام غضة في المنتدى الشعر
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 05/04/2011, 10:04 PM
  2. فنزويلا تطرد السفير الإسرائيلي تضامنا مع غزة
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 09/01/2009, 07:36 PM
  3. ملايين الأوربيين يطفؤون الأضواء تضامنا مع غزة
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قبة المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 26/01/2008, 04:11 PM
  4. ما وراء السطور.
    بواسطة ابو مريم في المنتدى الشعر
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 13/06/2007, 05:31 PM
  5. بين السطور...
    بواسطة حمادة زيدان في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 02/06/2007, 08:57 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •