إنها إشارة الشتاء يا أختاه, تخبرني بأنه سيأتيني عاجلاً ,سيغطي دنيتي بعواصفه الثلجية و رياحه الدافئة ,سيحاورني كالعام الماضي بعواطفه الدفينة ,سيأتيني الشتاء يا أختاه ليدغدغ أحاسيسي بموسيقاه ,ليبعدني عن فصول السنة الثلاث ويسكنني في جنته المحاطة بالذكريات التي يشرق نورها من ظلمة الوحدة ,سيأتيني الشتاء لأطفئ أنوار غرفتي من جديد وأوقد الشموع من حولي وأتدفئ في حضن اللحاف وابدأ القراءة في رواية الزمن واقلب صفحات السنين ,انه الشتاء يا أختاه فأنه يمنحني كل ما أتمناه, يسكن فيَّ الجنون لحظة ما أشاء, فأجن بجنون وابدأ الصراخ في سكوت ,وأثرثر في وقفة الصمت الطويلة ,طارقةُ أبواب السكون فأمزج مع لحظة الدموع رقصة فراشة تتطاير بين رحيق الأزهار ,أتنفس العطور ,اشرب من قطر المطر واغتسل بهِ لأبدأ عاماً جديد وأدق أجراس مولدي, فأنه العيد...
اجل يا أختاه ها قد أتى الشتاء محملاً بالشوق للقاء ,سأجدد وعدي للمطر وأوسع إمبراطوريتي الشتوية في عالم الجمود ,لينبت الخضار و تسطع الشمس خجولةً من وراء الجبال ,ولنعيش الحلم المنتظر ... فأنه الشتاء يا أختاه ,يحقق لي كل ما أتمناه ...

نارين شيخ شمو