* حكوا أن خالد بن الوليد لما توجه من الحجاز إلى أطراف العراق دخل عليه عبدالمسيح بن عمرو بن نفيلة ، فقال له خالد : أين أقصى أثرك ؟ قال : ظهر أبي ، قال : ومن أين خرجت ؟ قال : من بطن أمي ، قال : علام أنت ؟ قال : على الأرض ، قال : فيم أنت ؟ قال : في ثيابي ، قال : فمن أين أقبلت ؟ قال : من خلفي ، قال : وأين تريد ؟ قال : أمامي ، قال : ابن كم أنت ؟ قال : ابن رجل واحد ، قال : أتعقل ؟ قال : نعم واقيَّد ، قال : احرب أنت أم سلم ؟ قال : سلم ، قال : فما بال الحصون ؟ قال : بنيناها لسفيه حتى يجئ حليم فينهاه .
* عن زيد بن أسلم قال : قدمت على عمر بن الخطاب حلل من اليمن فقسمها بين الناس فرأى فيها حلة ردئية فقال : كيف أصنع بهذه إذا أعطيتها أحداً لم يقبلها إذا رأى هذا العيب فيها ؟ قال : فأخذها فطواها فجعهلها تحت مجلسه ، واخرج طرفها ووضع الحلل بين يديه فجعل يقسم بين الناس ، قال : فدخل الزبير بن العوام وهو على تلك الحال ، قال : فجعل ينظر إلى تلك الحلة ، فقال له : ما هذه الحلة ؟ قال عمر : دع هذه عنك ، قال : ما هيه ماهية ماشأنها ؟ قال : دعها عنك ، قال : فأعطنيها ، قال : إنك لا ترضاها ، قال : بلى قد رضيتها ، فلما توثق منه واشترط عليه ان يقبلها ولا يردها رمى بها إليه ، فلما أخذها الزبير ونظر إليها إذا هي ردئية ، فقال : لا أريدها ، فقال عمر : هيهات ، قد فرغت منها فأجازها عليه ، وأبى أن يقبلها منه .
* قال الحجاج لأمرأة من الخوارج : أقرئي شيئاً من القرآن . فقرأت : { إذا جاء نصر الله والفتح ، ورأيت الناس ( يخرجون - من ) دين الله أفواجاً } ، فقال : ويحك ( يدخلون ) ! قالت : ذلك في عهد أسلافك ، وأما في عهدك فيخرجون .
* قال ابن الجوزي : أستأذن رجل على معاوية فقال للحاجب : قل له على الباب أخوك لأبيك وأمك ، ثم قال له : ما أعرف هذا ، ائذن له ! فدخل فقال له : أي الإخوة أنت ؟ قال : ابن آدم وحواء ، فقال : يا غلام ، اعطه درهماً ، فقال : تعطي أخاك لأبيك وأمك درهماً ! فقال : لو أعطيت كل أخ لي من آدم وحواء ما بلغ إليك هذا .
* عن عيسى بن عمر قال : وُلِّي أعرابي البحرين ، فجمع يهودها وقال : ما تقولون في عيسى بن مريم ؟ قالوا : نحن قتلناه وصلبناه . قال : فقال الأعرابي : لا جرم ، فهل أديتم دِيَتَهُ ؟ قالوا : لا . فقال : والله لا تخرجون من عندي حتى تؤدوا إليَّ دِيَتَهُ ، فما خرجوا حتى دفعوها إليه .