:bism:
منذ أن رفع إباهيم وإسماعيل عليهما السلام قواعد البيت هذا البيت العظيم وأفئدة من الناس
تهفو اليه وتحبةوتحرص على خدمتة وصيانتة ورعايه حرمته وبعد مبعث نبينا صلى الله عليه وسلم
وتطهير لها البيت من أدران الشرك ورواسب الوثنية منذ تلك الإشراقة المباركة والطلة الميمونة إلى
يومنا هذا وخلفاء الإسلام وأمراؤه يعنون بهذا البيت العظيم أيما عناية ويرعونه أكمل رعاية.
فجزى الله من خدمه وصانه وعني به خير الجزاء وأكمل الثواب.
(1) العصر الجاهلي:
وكان ذلك بوجود النبي صلى الله عليه وسلم وقبل مبعثه حيث أصاب الكعبة حريق صدع بنيانها
وأوهن حجارتها فارتاعت قريش لذلك الامر واهتموا له ولكن لم يجرؤ أحد منعم على إحدث شئ في
البيت إجلالا له وخوفا من نقمة أو قارعة تنزل بهم.
فتجرأ الوليد بن المغيرة على ذلك الامر وتقدم الى الكعبة فاقتلع أول حجر منها وهو يقول : اللهم لا
نريد إلا الخير، فتبعه الناس بعد ذلك وشاركوا في بنيان الكعبة، وقد شاركالرسول صلى الله عليه
وسلم في بنائها ذلك الوقت. فأتموا بنائها على أرتفاع ثمانية عشر ذراعا ووسعوا الحجر ورفعوا بابها
ليدخلو من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا وسقفوها وكانت في عهد إبراهيم غير مسقوفة وجعلول لها
ميزابا لتصريف الأمطار.
(2)في عهد مر بن الخطاب:
دهم الكعبة سيل جارف عرف بسيل " أم نهشل" وهي امرأة جرفها ذلك السيل _ وأقتلع السيل
مقام إبراهيم وجرفه الى أسفل مكة، فلما أن وصل الخبر الى أمير المؤمنين وهو بالمدينة، قدم
بنفسه ليقف على هذا الحدث،وكان ذلك العام سبعة عشر للهجرة،فرد عمر المقام الى مكانه ثم
بدا له إصلاح المسجد وتوسعته فأشترى بعض الدور الملاصقة له ثم سور المسجد بحائط يبلغ
ارتفاعه دون القامة وجعل له أبوابا في محاذاة المسارات واتخ للمسجد مصابيح وجعلها فوق حائطه.
(3)في عهد عثمان بن عفان:
اشترى دورا بجوار المسجد ،ثم قام بتوسعته واتخذ له رواقا مسقوفا وهو أول رواق أظل المسلمين.
(4)في عهد ابن الزبير:
في الفتنة التي قامت بين ابن الزبير وبني أميةرميت الكعبة بالمنجنيق واحترقت وتصدعت حيطانها
فأمر ابن الزبير بهدمها ثم بناها على قواعد إبراهيم (( أراد ابن الزبير أن يحقق رغبة النبي صلى
الله عليه وسلم حينما قال لعائشة:لولا أن قومك حديثوا عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت
فيه ما أخرج منه وألزقته بالارض وجعلت له بابين ،بابا شرقيا وبابا غربيا،فبلغت به أساس إبراهيم)).
فلما ولي الحجاج بن يوسف الثقفي مكة من قبل عبدالملك بن مروان استأذنه الحجاج بهدمها
وإعادتها على ماكانت عليه ففعل.
(5)في عهد عبد الملك بن مروان:
لقي البيت من عبدالملك بن مروان عناية طيبة ،فقداهتم ببنائه وتجديد سقوفه وأضاء ما بين الصفا
والمروة واتخذ مصباحا كبيرا مقابل الركن الأسود واستمرت منه تلك العناية والرعاية والتجديدات،
وفي العهد الأموي بدأت ظاهرة العبيد الذي يوقفون لخدمة البيت.
(6)في عهد أبي جعفر المنصور:
قام الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور بتوسعة للمسجد من الجهتين الشمالية والغربية وأحدث
رواقا دائريا في صحن المسجد، وبنى على فوهة زمزم شباكا يمنع السقوط فيه وفرش الأرض
بالرخام.
(7)في عهد المهدي:
حينما حج المهدي عام ستين ومائة وسعالمسجد من جميع الجهات واتخذ له أروقة جديدة
،واستغرق ذلك أربع سنوات وكانت توسعة كبيرة وبها أصبح المسجد متصلا بالمسعى، لا يفصل
بينهما بيوت ،وبلغت مساحة المسجد في العهد المهدي مائة وعشرين ألف ذراع، أي حوالي ثمانية
وعشرين ألف متر مربع.
وبلغت الأبواب ثلاثة وعشرين بابا ، والبناء القديم الموجود حاليا هو من عهد المهدي من حيث
المساحة سوى زيادتين يسيرتين وهي إلحاق دار الندوة في عهد المعتضد وزيادة مما يلي باب
إبراهيم بأمر الخليفة المقتدر سنة306 هجري.
( 8 )في عهد الرشيد:
كان الخليفة هارون الرشيد رحوة اللهممن أولى البيت الحرام عناية واهتماما وقد أنشأ مظلة
للمبلغين فوق سطح المسجد.
(9)في عهد الواثق:
اتخذت للمسجد الحرام أعمدة من نحاس وجعل على كل عمود ثريتين لإضاءة المطاف.
وهكذا استمر الخلفاء والولاء يعنون بالمسجد الحرام والكعبة المشرفة وبئر زمزم.
(10)في عهد السلطان السليم العثماني:
تم تجديد بناء لبمسجد الحرام على مساحة المهدي، وكان ذلك في عام 979هجري وتم الفراغ من
تجديدة عام 989هجريفي عهد السلطان مرادخان.
وهكذا حدثت بعض التجديدلت والإصلاحات في العهد العثماني وبعده ،ففي عام 1019 هجري
تشقق الجدار الشمالي للكعبة بسبب الأمطار الغزيرة فأقترحوا شدها بحزام من نحاس ففعلوا ذلك
وغلف الحزام بالذهب وفي عام1039هجري جاء مطر عظيم ، انهار به جدار الكعبة الشمالي
والشرقي وثلث الغربي، فشرعوا في بنائها من حجارة في جبل في الشبيكة سمي فيما بعد جبل
مكة،واستمر البناء الى عام1040هجري.
وطيلة هذه المدة وساحة المسجد ثابتة عند توسعة المهدي، أي منذ عام 160هجري فبقي حال
المسجد من حيث التوسعة على ماهو عليه عدا الزيادتين اليسيرتين اللتين أشرنا إليهما.
(11)في العهد السعودي:
في عهد الملك عبد العزيز _رحمة الله_أعلن رغبته في توسعة الحرمين الشريفين عام1368هجري.
وتمت التوسعة الأولى التي رعاها هو وابناه سعود وفيصل _رحمهما الله_ وكانت كبيرة مباركة.
ثم جاء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، فأولى المسجد الحرام والمسجد
النبوي عناية فائقة لم يسبق لها نظير وقد أصدر أمرا بتوسعة إضافية ويتضمن مشروع توسعة
المسجد الحرام إضافة جزء جديد على مبنى المسجد الحالي من الناحية الغربية في منطقة
السوق الصغير بين باب العمرة وباب الملك . ولهذا الشق من المشروع عناصره المتمثلة في
توسعة الحرم المكي ومبنى التوسعة والمداخل والمآذن.
لقد كانت مساحة المسجد الحرام قبل التوسعة السعودية الأولى 28,000 متر مربع وبلغت التوسعة
السعودية الأولى151,000متر مربع وتبلغ في توسعة خادم الحرمين الشريفين208,000متر مربع
وبإضافة مساحة السطح المستخدم للصلاة والبالغة 61,000متر مربع ومساحة الساحة المحيطة
بالمسجد والتي تبلغ 88,000 متر مربع ،يصبح مجموع المساحات الإجمالية للحرم المكي بعد
التوسعة الثالثة357,000 متر مربع وبذلك يصبح المسجد الحرام يتسع لأكثر من مليون مصلي في
آن واحد.وبلغ عدد المآذن تسع مآذن بارتفاع 89 مترا.
بالإضافة الى ما تراه الأعين مما لا يخفى على أحد من نظافة وعناية وإضاءة وصوتيات وتكييف
وخدمات ومرافق على أحدث نظام وأبدع نسق.
أثابه الله خيرا على ما قدم لخدمة هذا البيت المبارك.
