تعريفه :
هو علم بأصول الحديث وقواعده ، يعرف به أحوال السند والمتن ، من حيث القبول أو الرد ، ويمكن من خلاله التمييز بين الحديث الصحيح والسقيم .
وهذا العلم العظيم له قواعده وأصوله ، وكان الصحابة - رضوان الله عليهم - يتثبتون في قبول الأخبار ونقلها أو ردها .. ففي مقدمة صحيح مسلم ، عن ابن سيرين قال ( لم يكونوا يسألون عن الإسناد ، فلما وقعت الفتنة قالوا : سموا لنا رجالكم ، فينظر إلي أهل السنة فيؤخذ جديثهم ، وينظر إلي أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم ) .
ولما كان الخبر لا يقبل إلا بعد معرفة سنده ، فقد ظهر علم الجرح والتعديل ، والحديث عن الرواة ، ومعرفة المتصل أو المنقطع من الأسانيد ، ومعرفة العلل الخفية ، وظهر الكلام في بعض الرواة علي قلة ؛ لقلة الرواة المجروحين في بادئ الأمر ، ثم توسع العلماء في ذلك ، حتي ظهر البحث في علوم كثيرة تتعلق بالحديث ؛ من ناحية ضبطه وكيفية تحمله وأدائه ، ومعرفة ناسخه من منسوخه وغريبه وغير ذلك ، إلا أن هذا العلم كان يتناقل بين العلماء شفاهة .. ثم تطور الأمر ، وصار هذا العلم يكتب ويسجل ، في صفحات متفرقة من الكتب ، ممزوجة بغيرها من العلوم ، مثل ( الأصول ) و ( الفقه ) و ( الحديث ) ، في كتب مثل ( الأم ) للإمام الشافعي وغيره .
ثم نضج هذا العلم وتحددت معالمه وثبتت قواعده ، واستقل عن غيره من العلوم والفنون ، في القرن الرابع الهجري ، حيث أفرد العلماء علم المصطلح في كتب مستقلة ، وكان أول من أفرده بالتصنيف هو القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي ، المتوفي سنة ٣٦٠ هجرية ، في كتابه ( المحدث الفاصل بين الراوي والواعي ) ( *) .
الحديث :
هو الجديد لغة ، واصطلاحا يعني : ما أضيف إلي النبي صلي الله عليه وسلم ؛ من قول أو فعل أو تقرير أو صفة .. وهو غير الخبر ، الذي يعني لغة : النبأ . جمعه : أخبار . ومعناه الإصطلاحي : أنه قد يكون مرادفا للحديث في المعني ، وقد يكون مغايرا له : فالحديث هو ما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم ، والخبر ما جاء عن غيره ، وقد يكون أعم منه ، أي أن الحديث ما جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم ، والخبر ما جاء عنه أو عن غيره .. وهو أيضا غير ( الأثر ) .. ومعناه اللغوي : بقية الشئ .. والأصطلاحي : قد يكون مرادفا لمعني الحديث ، وقد يختلف عنه ، بأنه ما أضيف للصحابة والتابعين ، من أقوال وأفعال .
الإسناد :
له معنيان :
الأول : عزو الحديث إلي قائله مسندا .
الثاني : سلسلة الرجال الموصلة للمتن ، وهو بهذا المعني مرادف للسند .
السند :
يعني لغة : المعتمد ، وسمي كذلك لأن الحديث يستند إليه ، ويعتمد عليه .
واصطلاحا : سلسلة الرجال الموصلة للمتن .
المتن :
لغة : ما صلب وارتفع من الأرض .
اصطلاحا : ما ينتهي إليه السند من الكلام .
المسند ( بفتح النون ) :
ما اسند إليه الشئ ، بمعني عزاه ونسبه له .
وله ثلاثة معان اصطلاحية :
- كل كتاب جمع فيه مرويات كل صحابي علي حده .
- الحديث المرفوع المتصل سندا .
- أن يراد به ( السند ) ، فيكون بهذا المعني مصدرا ميميا .
المسند ( بكسر النون ) :
هو من يروي الحديث بسنده ، سواء عنده علم ، أم ليس له إلا مجرد الرواية .
المحدث :
هو من يشتغل بعلم الحديث رواية ودراية ، ويطلع علي كثير من الرويات وأحوال رواتها .
الحافظ :
قيل هو أرفع درجة من المحدث ، بحيث يكون ما يعرفه في كل طبقة أكثر مما يجهله .
الحاكم :
هو من أحاط علما بجميع الأحاديث ، حتي لا يفوته منها إلا اليسير ، علي رأي بعض أهل العلم .
( يتبع )
---------
( * ) ( تيسير مصطلح الحديث - للدكتور / محمود الطحان ) .