الشامُ بيرقنـا العالـي


مَنْ أطلَقَ المَوْجَ في سربِ العصافيـرِ
وصاحَ زُخّـي سعيـراً يا نواعيـريِ

ومِـنْ سمـاءٍ بقاسيّـونَ أقْسَـمَ أنْ
لا ينْحني النخْلُ في الفيحاءِ والجوري

ولا تُضـامُ الدمشقيـاتُ من مطــرٍ
ولا الأزاهيرُ تشكـو في القواريــرِ ِ

ففـي دمشـقَ جُـذورٌ من كرامتنـا
فَزّتْ لهـا لُجَـجُ الحـارات والـدورِ

وفي تقاسيمهـا عَصْـفٌ و عاصفـةٌ
وبارقٌ نَـــزَّ أفْلاجـاً من النــورِ

وفي ضُحاهـا يميـدُ الفجرُ متّقِــداً
يفّتّـقُ الشمسَ من ثَغـْرِ الحواكيـرِ

وليس يحلو سوى رمّـانُ غوطتهــا
حبّـاتُ لؤلـؤَ فـي أقـواسِ بلّــور

مسكونةٌ بصبـاحِ الخـيرِ قهوتُهــأ
وبالحَكايــا الطليــاتِ المعاطيــرِ

بالشــامِ أرواحنــا باتتْ معلقــةً
يا سِدْرةَ المنتهى طيري بنـا طيـري

هنا دمشق هنـا حمـصٌ وخالــدُها
مهنّـدٌ قُــدّ مـن سيـفِ المقاديـر

والخيل في صاهلِ الشهبـاء جامحـةٌ
فيهـا النواصـي و إيقـاعُ الحوافيـر

ثوري على الظلمِ والعدوانِ واشتعلـي
وجَنْدلـي رأسَ أبنــاءِ الخنازيــرِ


يا يوسفَ العظمَ قُمْ وارشقْ قوافلنـا
بمَيْسلونَ وبالجُنْـــدِ المغاويــرِ

صَليلُ سيف صـلاح الدّينِ منهمـرٌ
وبَرقُــهُ وَمَضـاتٌ مِـنْ أساطيـرِ

ويا هَنانو امْتشقْ ما شئتِ من شُهُبٍ
واحْصُدْ زَوانَهُـمُ بالمِنْجَلِ السـوري

داري معتقـةُ الأحـواشِ ما انكسفتْ
فيها شمـوسٌ ولا هـذرُ النوافيــر

والشامُ بيرقنـا العالـي وعِزوَتنــا
نـارٌ على علـمٍ في زنـدٍ منصـورِ

مازالَ فوقَ ذُرَى القٍمَّـاتٍ يخْفٍقُــهُ
ومْضُ النجومِ وأرتـالٌ من الحُــور

ويستفـيقُ علـى أصدائــه فـلقٌ
زاهٍ يزقـزقُ في نعمائـهٍ الـدوري

قولـي لهمْ بلسانٍ غيرٍ ذي عِــوجٍ
أنَّ السديـمَ سراجُ البرزَخِ السـوري


يوسف أبوسالم


1-11-2008