.
..
.
أألبسُ ثوبَ الشتاءِ إذا عشتُ......... أم لن أكونَ من اللابسينا ؟ !
.
وتمضي الحياةُ كغمضةِ جفنٍ.........كذاك رأيتُ بعيني السنينا
.
أحقاً بلغتُ ثلاثينَ عاماً...............وكنتُ بأولِ خلقي جنينا ؟
.
وفي لُجَّةِ البحرِ تهتُ بموجٍ..............فلم أدر ِ كيف أديرُ السفينا *
.
وضجَّتْ بيَ الملهياتُ فيوماً............أسيرُ شمالاً ويوما يمينا
.
أحنّ إلى ذكرياتِ الزمانِ............أحنُّ إلى كل ماضٍ حنينا
.
أنا مغرمٌ بضياءِ سراج ٍ.............وبيتٍ تمنيتُ أسكنُ طينا
.
وديكٍ يصيحُ إذا لاحَ فجر ٌ.......... وأذَّنَ من نبَّهَ النائمينا
.
وظلٍ ظليلٍ وصبحٍ جميلٍ..........وأطفالِ حارتنا اللاعبينا
.
وماءٍ تسلَّلَ بين جنانٍ............يسرُّ من النُّضْرةِ الناظرينا
.
وطيرٍ يحلقُ حرا طليقا..........وريحٍ تلاعبُ نخلا حزينا
.
أنا من تأمل كرَّ الليالي........وساعفهُ الحزنُ والهم حينا
.
تأملتُ في الشمسِ كل غروب ٍ...وكنتُ لما حدَّثتني فطينا
.
فأُلْهمتُ كل معانٍ عظامٍ........وطلقتُ عيشا ذليلا مهينا
.
وهبَّتْ رياحُ المشاعرِ نحوي....وأحيتْ بقلبي حُبّاً دفينا
.
غداةَ التقينا وما كان عهدٌ .......وكنتُ وشمسي من العاشقينا
.
وقالتْ بصدري من الشوق نارُ.....ولو قلتُ ما قلتُ لا لن أبينا
.
فَطَوْراً أخافُ من العاذلينا.........وطورا أخافَ من الحاسدينا
.
وأقرضتُ حسنَ الطبيعةِ عمري.....ولكنني عدتُ شخصا مدينا !
.
.
* ( عفوا بعد التعديل )