مشاهدة نتائج الإستطلاع: مسابقة المربد الأدبية

المصوتون
15. هذا الإستطلاع مغلق
  • ممتازة

    12 80.00%
  • جيدة

    1 6.67%
  • لا بأس

    2 13.33%
إستطلاع متعدد الإختيارات.
النتائج 1 إلى 12 من 18

الموضوع: مشاركات قسم القصة

العرض المتطور

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1 قصص 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية أحمد غانم عبد الجليل
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    الأردن
    العمر
    51
    المشاركات
    31
    معدل تقييم المستوى
    0
    الخالة سعاد ..

    شأن كل ليلة تقريبا, تتواصل ثرثراتهم, و يتعالى صخبهم الضاحك قريبا من شباك غرفتها, متناسين وجودها في الدار مع والدها العجوز, الذي يغط في نومه منذ العاشرة مساءً, يتركها بمفردها تتابع برامج التلفاز, و قد تقرأ إحدى الروايات العاطفية, التي تحرص على ادخار أثمانها, أو تقلب إحدى المجلات, بينما تستمع إلى قصائد نزار قباني المغناة بصوت كاظم الساهر, أحيانا تأتي ابنة أختها, أو ابنة أخيها, لتمضي معها ليلة أو ليلتين في تلك الدار الصامتة أغلب الوقت, ذات مرة همت إحداهما أن تخرج رأسها من الشباك لتصرخ في وجهه و وجه أصحابه الذين يقلقون نومهما, و لكنها منعتها من ذلك, و قالت بأنها سوف تشكوه إلى والدته, غير أنها لم تفعل ذلك أبدا, رغم زيارتها لها باستمرار .. غالبا ما كانت تراه هناك, يكاد لا يفعل شيئا سوى النوم حتى الظهيرة, أو الخروج للبحث عن عمل, بعد أن حصل على شهادته الجامعية, دون جدوى .. تلفت انتباهها عضلاته المفتولة, نبرة صوته المشحونة بجسارة الشباب, تلك التي باتت تستطيع تمييز حدتها جيدا عن أصوات البقية, توقظها من غفواتها المتقطعة, تملأ غرفتها ضجيجا مرهقا للأعصاب, بالكاد تفهم ما يقول, و لكنها تنتبه جبدا عندما يخفض صوته ليتحول إلى شيء من الهمس, تجلجل بعد ذلك الضحكات العالية, تذكرها بهمسات زملائها في العمل, و هم يرمون بنظرات خفية زميلتهم التي طالما أبهرتها بأنوثتها الطازجة و أناقتها الملفتة, ليطلقوا بعد ذلك ضحكاتهم المكتومة, حتى تنهرهم بنظرة صارمة تجبرهم على معاودة العمل بسرعة, متهيبين سطوتها و مكانتها لدى المدير العام الذي يعتبرها من أفضل موظفيه, و أكثرهم كفاءة على مدى ثمانية عشر عاما تقريبا, يتذكر دوما أنها حتى عندما استشهد أحد أقربائها في الحرب, قبل حلول موعد زفافهما بفترةٍ بسيطة, لم تأخذ إجازة أكثر من شهر واحد, فاجأت بعده الجميع بصلابة غريبة و نشاط غير عادي, ظنهما البعض وسيلتها للتغلب على مواجعها التي لم تعتد الكشف عنها أمام أحد, خاصة و إن ملامح وجهها السمراء, الشاحبة على الدوام, و حدقتي عينيها الضيقتين كانت تعينها على ارتداء قناع الغموض ذاك ..
    باتت كل النظرات التي تحيطها, و كلمات المواساة التي تسمعها, بل و إحساسها أيضا, يوحون لها بأنها أرملة أمضت عمرا مع زوجها قبل وفاته, رغم أن يدا لم تلمس ذلك الجسد النحيل قط, سوى في بعض أحلامها المراهقة التي ما تزال تعلق في ذاكرتها لحد الآن, عيناه فقط كانتا تفتشان عن خباياه الضامرة بعض الشيء عبر الثياب الطويلة التي اعتادت أن ترتديها, يرمقها بابتسامةٍ مراوغة, تتخطى الأيام نحو ليلة لم تأتِ أبدا, فتعتري خديها حمرةٌ خفيفة, و تخفي عنه ضحكةً خجول من إيماءات الاشتياق التي تختلج قسمات وجهه و نظرات عينيه, تسرد حكاية حب جميلة, لم يشهدها قلباهما يوما ..
    بعد رحيل رفاقة تبقى عيناه مسمرتين في نافذة غرفة جارته القديمة, الموصدة منذ زواجها, بانفعال و حسرة يحتدمان داخله أكثر أثناء زياراتها و وليدها الجميل إلى بيت أهلها الملاصق لدار الأرملة العذراء التي تسارع إلى حمل و احتضان ذلك الرضيع الضاحك ما أن تراه, تنهال عليه بالقبل, تلاعبه و تضحك لكركرته, تحنو عليه بلوعة حرمانها الطويل من ذلك الدفء الرقيق, و قد تلحظ أحيانا شرود نظرات الشابة الحسناء نحو الشباك المواجه لبيته و كأنها تتلصص على حياة فتاة أخرى ..
    بين الحين و الآخر تسألها عيناه عن أخبار تلك الأم الفاتنة, عشقه الذي رافقه منذ صباه, تجيبه بابتسامةٍ مشفقة, تكاد تدفعها لاحتوائه بين أحضانها, كما كانت تفعل أثناء صباه عندما كان يلجأ إليها هربا من عقاب والديه, لدى قيامه بتصرف من تصرفاته الطائشة, و لكن أمام هذا الشاب الوسيم ماذا بوسعها أن تفعل, و شيءٌ في داخلها صار يستغرب مناداته لها بالخالة سعاد, بتلك النبرة الرجولية التي أمست تغشو غرفة نومها بشراسة أكثر من ذي قبل, خاصةً بعد استدعائه لإداء الخدمة العسكرية, قبيل بدء الحرب الأخيرة ..
    منذ ذلك الوقت تخلى رفاقه عن الوقوف في الزقاق, متجنبين نوبة جديدة من صياحها الهادر في وجوههم ...

    ...........................................

    ذبـول الـيـاسـمـيـن

    تجلس إلى طاولةٍ منعزلة بعض الشيء قرب الشباك, ترقب حركة السيارات و المارة في الشارع, يأتي النادل بفنجان القهوة, طلبها المعتاد, على شفتيه تبرز ابتسامة أكبر من التي يهديها للزبائن عادةً, أرفقها بسؤالٍ مجامل عن أحوالها, تجيبه بكلماتٍ مقتضبة ناعمة, و هي تزيح خصلةً من شعرها تتدلى نحو عينين تلمعان بسوادٍ أخاذ, تسدل جفنيها بخفة كلما رشفت من فنجان القهوة الموضوع أمامها, ترفع ساقا فوق الأخرى من تحت الطاولة, تخبط قدمها الأرض برقةٍ متناهية مع إيقاع الموسيقى الهادئة برشاقة ريشة فنان يغترف من ألق السكون عمق لوحاته, تطل عليها وردة ياسمين يشوبها الذبول من زهريةٍ فخارية باهتة الألوان, لم تستبدل منذ أيام ما كان يحتويها بكفيه, كلما اعتراه توتر يثير عروق جبهته السمراء, كما لو لم يرفع عن كاهله بعد عبء تكتمه المفضوح أمامها منذ أول دخولهما الكلية, عيناه تقيسان المسافة بين أصابعه و أناملها الرشيقة, مسافة تحذره من تجاوزها عينان تتوجسان مفاجأتهما من قبل أحد زملائهما أو أيٍ من الأقارب أو الأصحاب, فيهجس تفلتهما من نظراته المترجية من الشهور و السنوات الإسراع, رغم دمدمة القصف التي ترج قلبيهما, تبتلع عذوبة ألحانهما المفضلة, تحيلها إلى صراخٍ ناعق في أذنيها كلما أتت بمفردها بعد ذلك, تتوسل منحة قدرية تتحيها إجازة سريعة يقتنصها من الجبهة, قد لا تمهله حتى فرصة تغيير ملابسه العسكرية المتربة, و لتترك يديها لأصابعه المتخشبة ما شاء, يداعبهما, يحتضنهما, يرسي في دفئهما أشواقه و مخاوفه و مواجعه, و في عينيه ترتسم مرارة تستلب عبق كلمات ظلت تتردد بين جنباتها المتشحة بالسواد, بينما كان شدو الأغنيات يشاركها النحيب الخفي عن العيون ..
    الكافتريا تمور بزقزقات الفتيات الضاحكة, تباركهن بنظراتها الشاردة و انكسار ابتسامتها, دون أن تدري أي إصرارٍ صار يدفعها إلى المواظبة على المجيء إلى مغارة الذكريات, و كأنها تأتي لزيارته, تطالبه بالاستماع إلى صمتها, دون أن يولي بوجهه عنها, كشأنه دوما لدى احتدام مناقشاتهما, منزوعة الكلمات من ذاكرتها, كما كانت تفعل حتى بعد زواجها الذي رفضته أول الأمر, تسألها وجوها لا تعرفها عن ذلك الشاب الوسيم الذي طوته سنوات الكرى في ثناياها .. لم يكن يشبهه في شيء, قلَما غازلها بكلمات الحب التي اعتادتها من عاشقها المتواري تحت التراب, أو أهداها وردة عطرة الرائحة تشبكها في خصل شعرها الطويل, غير أنها أطمأنت إلى وجودها بجانبه, رغم كل خلافاتهما و عصف المحن التي كادت تدك بيتهما أكثر من مرة ..
    انقطعت تقريبا عن المجيء منذ حملها الأول, رغم الحنين الصادح فيها كلما مرت من أمام ذلك الباب الزجاجي المزخرف, مستسلمةً بالكامل لدوامة حياة ألقتها من جديد على عتبة المكان الذي لم يشهد أي تغيير تقريبا, بعد عزم زوجها على الرحيل إلى دنيا جديدة, تضمن مستقبلهما و أولادهما, فعادت تستحلف الأيام الإسراع حينا, و تطلب من ساعاتها التباطؤ حينا أخر, يزعزع الرحيل قلبا تتضارب نبضاته بين أضلع امرأة تداري بياض ذوائب شعرها بالصبغة, و تمرد فتاة عشرينية تطالبها بالمكوث فترةً أطول, رغم كثرة ما يتوجب عليها إتمامه قبل السفر ..
    تطلب فنجانا ثالثا من القهوة, على غير عادتها, فنجان وداعي, نكهتها حادة المرارة في حلقها و جوفها, ما تمنت وجوده إلى جانبها أكثر من هذه المرة, كصديق قبل أي شيء آخر, تحَمله آخر شكواها مترقرقة الدمع قبل مغادرتها الأخيرة, يجذبها شعره الأجعد فاحم السواد, شاربه المشذب دوما, الحزن الراسخ في عينيه في آخر لقاء جمعهما, يحمل إطلالة فراقهما الأبدي, أنفاسه التي يزفرها قويا كلما همت بالنهوض, ترفع يدها إشارة الوداع المؤقت لئلا يثير تأخرها شكوك أهلها, تكبلها رغبته الكامنة في ضمها إليه بلهفة تناثرت في كل شارعٍ مرت به من دونه ..
    تدفع الحساب للنادل, مغدقةً عليه بالبقشيش, تنظر نحوه بحنوٍ كبير, أخذت تتهادى في مشيةٍ متكاسلة الخطوات في المكان قبل خروجها إلى ضجيج الشارع, تتجمد عن الحركة لدى رؤيتها ابنتها الكبرى, تجلس بعينين غائرتين, تلتمعان بذات السواد الأخاذ, إلى طاولة تتوسطها وردة ياسمين يطعنها الذبول, في ركنٍ آخر من الكافتريا, برفقة شاب وسيم, يمقع وجهه الابتئاس, يحتوي الزهرية الصغيرة بكفين متخشبتين, تعلوهما يدها, تنزع عن الوردة أوراقها المصفرة بتماهل يعد الأيام المتبقية على الرحيل ...

    ........................................

    الـخـطـوط الـخـلـفـية

    لا يستطيع المرور من أمام غرفتها دون إطلاق تنهيدة شاب غر قد تقلل من هيبةٍ فرضها على الجميع خلال السنوات الأخيرة بعد بروز إسمه, الذي أضيف إليه لقب شيخ, بين التجار الكبار القلائل في المنطقة, و تراكم الأموال في خزائنه, و تعدد النساء في بيته العامر, عتبة بابها أضحت بمثابة خط أحمر لا يُسمح لأحد بتجاوزه, كل ليلةٍ تمضي ترسخ وجودها النابض في مخيلته أكثر فأكثر, لا تمحوه أي فتاة أخرى في الدار, تحرص على إرضائه بشتى السبل, و ضمن ما يشاء من وقت لا تستطيع العجوز المتحايلة على عمرها الخمسيني بالحناء و بريق الألوان التي تداري بها بعض تجاعيد وجهها الحنطي محاسبته عليه كأيٍ من الزبائن الآخرين, كانت تأتيه منها ذات الإجابة دوما, رغم علمها بمدى نفوذه و تنوع علاقاته و شراكاته التي تغفل عنه العيون .. إنها محجوزة, تقولها بإصرار تصاحبه غمزة عين مستفزة تجبره على التراجع عن سؤاله الذي لا ينفك عن تكراره بعد حين في رجاء أن يشم عبق تلك الزهرة اليانعة من جديد, فتسكره ذات نشوة امتلاكها الأولى, كما لو لم يمس جسدها البض رجل قبله, تخترق خلجاته بنعومة تأوهاتها غير المصطنعة, تخالجها ضحكاتها المنغَمة, تشده إليها بوشائجٍ من حرير يستغرب وجودها في مثل هذا البيت العفن, القائم كوكرٍ للخفافيش على أطراف تلك البلدة المحاذية لجبهة بعيدة بعض الشيء عن خطوط الاشتباك مع العدو .. منذ بدء الحرب صار الجند يتوافدون عليه, و كذلك الضباط في بعض الأحيان, جوعى, عطشى يتعجلون الارتواء, غالبا ما يأتون برفقة جندي شاب شديد السمرة, فارع الطول, لا يدري أحد كيف يتدبر أمر خروجهم من المعسكر الذي لم يفارق مقر قيادته نحو الأرض الخلاء مرة واحدة, أو يحظى بإجازاته الكثيرة و مهام المراسلات التي يكلف بنقلها من و إلى العاصمة, فيبقى هناك أياما مسترخية, لا تدركه الحسرة على كل دقيقة من دقائقها الثمينة, غالبا ما يكون رائق الأعصاب, يميل إلى السخريه و المزاح, بلا أن يأمن أحد سرعة غضبه في وجه الجميع, بمن فيهم صاحبة الدار, خاصةً عندما تحاول مراوغته بشأن المبلغ الذي يتقاضاه لقاء كل فحل مصعوق بنار الحرب يسوقه إلى أحضان فتياتها المتزايدات ..
    أشار إليها بالابتسام قبل دخولها الغرفة, مستفرسة كلبوةٍ جريحة, لا تعنيها سطوة المسؤول الغامض الأتي من العاصمة, رغم تلك الرهبة التي أثقلتها منذ يوم دخوله الدار, متسللا من الباب الخلفي, يرتدي عباءة باهظة الثمن فوق ثيابه المدنية, تكتم ضحكاتها لما يراودها خيال إبقائه النظارة السوداء على عينيه و الكوفية المبرقشة فوق رأسه, متلثما بطرفيها الواسعين, دونا عن بقية ملابسه التي يطلب منها نزعها عنه على مهل لتبدأ فقرة تدليك جسده غير المتناسق و المشعر بصورة غريبة قبل كل شيء ..
    باغته ما يخفيه جسدها الغض من زئيرٍ وحشي في الحنايا, بعد ان بدأ ييتئس من قدرتها على نزع ما عاناه طيلة الأشهر الماضية عن ذاكرته, حتى وجد نفسه أخيرا يقضي فترة عقوبة, غير محددة المدة, في تلك الصحراء المقفرة, يرتدي البزة العسكرية, رغم جهله التام بشؤون الحرب, يعرف أيا من الرفاق حاك له تلك الدسيسة جيدا, دون أن يملك وسيلة للدفاع عن نفسه, ما دامت الرياح تجري في صالح غريمه ..
    كانت الدموع غائصة في حدقتيها, انصب عليها شدوه ظنت أنها تبرأت منه منذ أن سلبها أحد أتباع العجوز الأشداء بكارتها, قبل إتمامها الرابعة عشرة, لما أخبرها كلب الحراسة الذي بات يمضي ساعات خلف بابها دون تململ, باستشهاد ذلك الشاب الوسيم, محبب الملامح, بعد عدة أيام من زيارته المشحونة للدار, كان يتلفت يمينا و شمالا من حوله بعينين ذاهلتين, خطاه تتصنع ثباتا تلاشى أول إغلاقه الباب عليهما, وجدتها فرصة لتتباهى بتمرسها أمامه, رغم ما أبداه من صلفٍ و ما استبد به من حنق أودعتهما فيه وحشية الصحراء, ارتعد فوقها سريعا, بآليةٍ آلمتها بعض الشيء, كما لو كان مكلفا بمهمةٍ عسكرية يود إنجازها بأسرع ما يمكن, جلس على حافة السرير موليا ظهره لعريها المستلقي على الفراش في استسلام متذمر, كان جسده يتصبب عرقا غزيرا, يرتجف بقوة كمن يتلوى من ألمٍ حاد, لا تعلم إن كانت تمتماته استغفارا أم لعنات غاضبة يصبها على ما لا تفقه, أرادت مسح ظهره بمنديلها الأبيض الحريري الذي تخبئه تحت وسادتها, انتفض بعيدا عنها بسرعةٍ توسلتها أن تكون استعدادا للانقضاض الثاني, المشبع هذه المرة .. ارتدى ثيابه العسكرية الملوثة بالدماء, ثم خرج مهرولا, لا يولي سأمها الحزين أدنى إلتفاتة, أغلق الباب بقوة تخبرها أنها لن تراه مرةً ثانية, و المنديل المضمخ بعرقه الذي يحمل غبار المعارك المتهاوية على حافات الموت يفترش صدرها الناعم, المرتجف في نفورٍ و غثيان من كل شيء ..
    تهتز الأرض مع توالي القصف الشديد, على غير العادة, أكثر من اهتزاز السرير من تحتهما قبل قليل, ينتابها ذعر شديد من لحظة تهاوي الجدران المتصدعة العالية فوقهما, و إن أمست تتوقع ذلك في كل ليلةٍ تقريبا, ترمي برأسها على صدره متهدج الأنفاس, شديد الوطأة عليها, تنصت باستغراب لضربات قلبه المتسارعة, و كأن الخوف يعرف التسلل إلى أمثاله, تتعلق نظراتها المتوجسة بمسدسه الملقى فوق طاولة قريبة, لا تعلم بأن رصاصةً منه صبت بعض الحنق المتربص برفيقه اللدود في صدر جندي شاب, محبب الملامح, أصابته شبه لوثة بعد استشهاد صاحبه و ارتماء جثته فوقه, و كأنها ودت حمايته من سيل الرصاص المنهمر باتجاههم في لحظة انصهار رهيبة, امتنع عن إطلاق رصاصة واحدة من رشاشته أثناء المعركة, بدأ يهذي بكلامٍ غير مفهوم, دار حول نفسه عدة مرات حتى خر مرتعدا كالذبيحة على الأرض, أمره بالنهوض و مسك سلاحه الذي رماه بعيدا, فلم يجب و لم ينظر حتى نحوه, مسترسلا في هذيانٍ يثير الشفقة ...

    ................................................


    الأستاذ العزيز طارق
    أشكرك جزيل الشكر لإتاحة هذه الفرصة الجميلة أمام المواهب الأدبية و في أكثر من مجال ..
    أختار يا سيدي القصة الأولى عسى أن تحظى بالإعجاب الكريم
    مع خالص إعتزازي و تمنياتي للجميع بالموفقية
    التعديل الأخير تم بواسطة روان أم المثنى ; 07/11/2008 الساعة 02:05 PM
     

المواضيع المتشابهه

  1. مشاركات قسم القصة
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    مشاركات: 37
    آخر مشاركة: 15/03/2010, 04:15 AM
  2. مشاركات قسم الشعر
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    مشاركات: 29
    آخر مشاركة: 14/03/2010, 04:26 PM
  3. مشاركات قسم الشعر
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    مشاركات: 18
    آخر مشاركة: 05/12/2008, 11:18 AM
  4. نقد مشاركات المسابقة
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 22/12/2007, 12:05 AM
  5. مشاركات مسابقة المربد (( قسم القصة))
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مسابقة المربد الأدبية الرابعة
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 01/12/2007, 04:11 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •