صفحة 4 من 6 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6 الأخيرةالأخيرة
النتائج 37 إلى 48 من 66

الموضوع: أهل العلم

  1. #37 زيد ين ثابت 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    قدم رسول الله ؛ صلى الله عليه وسلم المدينة ، وهو ابن إحدى عشرة سنة ، واجيز في الخندق وكان يكتب الوحي لرسول الله ؛ صلى الله عليه وسلم .
    أمره أبو بكر - رضي الله عنه - أن يجمع القرآن وأمره عثمان فكتب المصحف وأبيّ بن كعب يملي عليه .
    عن الزهري ، قال أخبرني ابن السباق أن زيد بن ثابت الأنصاري كان من يكتب الوحي ، قال : أرسل إليّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر فقال أبو بكر ان عمر أتاني فقال : ان القتل قد استعر يوم اليمامة بالناس ، واني أخشى أن يستعر القتل بالقراء في المواطن ، فيذهب كثير من القرآن ، واني أرى أن يجمع القرآن ، قال أبو بكر فقلت لعمر : كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله ؛ صلى الله عليه وسلم ؟ فقال عمر : هو والله خير .. فلم يزل عمر يراجعني فيه ، حتى شرح الله عز وجل لذلك صدري ، و رأيت الذي رأى عمر .. قال أبو بكر : وانك رجل شاب عاقل ولا نتهمك ، كنت تكتب الوحي لرسول الله ؛ صلى الله عليه وسلم ، فتتبع القرآن فاجمعه ، فوالله لو كلفني بنقل جبل من الجبال ؛ ما كان أثقل عليّ مما أمرني به من جمع القرآن ، قال قلت : كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله ؛ صلى الله عليه وسلم ؟ فقال أبو بكر : هو والله خير فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر ، فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال ، حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة بن ثابت ، لم أجدهما مع أحد غيره : ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم .. ) سورة التوبة آية 128 إلى اخرها .
    وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر ، حتى توفاه الله عز وجل ، ثم عند عمر حتى توفاه الله ، ثم عند حفصة بنت عمر . انفرد باخراجه البخاري .
    وعن أنس رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرحم أمتي أبو بكر ، واشدها في دين الله عز وجل عمر ، واصدقها حياء عثمان ، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت .
    وعن ابن عباس : أنه أخذ لزيد بن ثابت بالركاب ، فقال تنح يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : هكذا نفعل بعلمائنا وكبرائنا.
    وعن موسى بن علي ، قال سمعت أبي قال : ان كان الرجل ليأتي زيد بن ثابت ؛ فيساله عن الشيء فيقول : الله أنزل هذا ؟ فان قال : الله أنزل هذا افتاه ، وان لم يحلف تركه .
    وعن محمد بن سيرين ، قال : خرج زيد بن ثابت يريد الجمعة ، فاستقبله الناس راجعين فدخل دارا ، فقيل له : لم ؟ قال : انه من لا يستحي من الناس لا يستحي من الله .
    وعن ثابت بن عبيد ، قال : كان زيد بن ثابت من أفكه الناس في بيته وازمته ، إذا خرج إلى الرجال .
    وعنه قال : ما رأيت أحدا كان أفكه في بيته ، ولا أحلم في مجلسه إذا جلس مع القوم ، من زيد بن ثابت .
    قال الواقدي مات زيد بن ثابت بالمدينة سنة خمس وأربعين وهو ابن ست وخمسين سنة وقال غيره : مات سنة إحدى أو اثنتين وخمسين ، وقال آخر مات سنة خمس وخمسين .
    وعن عمار بن أبي عمار ، قال : لما مات زيد بن ثابت جلسنا إلى ابن عباس في ظل قصر ، فقال : هكذا ذهاب العلم ، لقد ذهب اليوم علم كثير . وعن يحيى بن سعيد ، قال : لما مات زيد بن ثابت قال أبو هريرة : مات حبر هذه الامة ، ولعل الله ان يجعل في ابن عباس منه خلفا رضي الله عنه .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي ; 10/12/2008 الساعة 10:29 AM
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  2. #38 أبو هريرة 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    اختلف في اسمه واسم أبيه على ثمانية عشرة قولا ، أشهرها : عبد شمس بن عامر ، فسمي في الإسلام عبد الله ، وكان له هرة صغيرة فكني بها .
    وقدم المدينة في سنة سبع ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر ، فسار إلى خيبر حتى قدم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة .
    عن قيس ، عن أبي هريرة ، قال : لما قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم ، قلت في الطريق شعرا:
    يا ليلة في طولها وعـنـائهـا
    على انها من دارة الكفر نجت
    قال : وابق مني غلام لي في الطريق ، فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعته ، فبينا أنا عنده إذ طلع الغلام ، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أبا هريرة هذا غلامك ، فقلت هو حر لوجه الله تعالى ، فاعتقته .
    وعن سليمان بن حيان ، قال : سمعت أبي يقول : سمعت أبا هريرة يقول : نشأت يتيما ، وهاجرت مسكينا ، وكنت اجيرا لبرة بنت غزوان ؛ بطعام بطني وعقبة رحلي ، فكنت أخدم إذا نزلوا وأحدوا إذا ركبوا ، فزوجنيها الله عز وجل ، فالحمد لله الذي جعل الدين قواما ، وجعل أبا هريرة اماما .
    وعن أبي كثير ، قال : حدثني أبو هريرة قال ، ما خلق الله عز وجل مؤمنا ؛ يسمع بي ولا يراني إلا أحبني ، قلت وما علمت بذلك يا أبا هريرة ؟ قال : ان امي كانت مشركة ، واني كنت أدعوها إلى الإسلام وكانت تأبى علىّ ، فدعوتها يوما فأسمعتني في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اكره ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانا أبكي .. فقلت : يا رسول الله اني كنت أدعو أمي إلى الإسلام فكانت تابى عليّ ، واني دعوتها اليوم فأسمعتني فيك ما أكره ، فادع الله عز وجل أن يهدي أم أبي هريرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم اهد أم أبي هريرة ، فخرجت أعدو لأبشرها بدعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلما أتيت الباب إذا هو مجاف ، وسمعت خضخضة الماء ، وسمعت خشخشة رجل ، فقالت : أبا هريرة كما أنت ، ثم فتحت الباب وقد لبست درعها وعجلت عن خمارها ، فقالت : اني أشهد ان لا اله إلا الله وان محمدا عبده ورسوله ، فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكي من الفرح ، كما بكيت من الحزن ، فقلت : يا رسول الله أبشر ، فقد استجاب الله دعاءك ، وقد هدى أم أبي هريرة ، وقلت : يا رسول الله ادع الله لي ان يحببني وأمي إلى عبادة المؤمنين ، ويحببهم إلينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم حبب عبيدك هذا إلى عبادك المؤمنين ، فما خلق الله مؤمنا يسمع بي ولا يراني أو يرى امي إلا وهو يحبني .
    وعن الاعرج ، قال : قال أبو هريرة : انكم تقولون ما بال المهاجرين لا يحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الأحاديث ؟ وما بال الأنصار لا يحدثون بهذه الأحاديث؟ وان أصحابي من المهاجرين كانت تشغلهم صفقاتهم في الأسواق ، وان اصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضوهم والقيام عليها ، واني كنت امرأ معتكفا وكنت أكثر مجالسة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحضر إذا غابوا وأحفظ إذا نسوا ، وان النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يوما ، فقال : من يبسط ثوبه حتى أفرغ من حديثي ثم يقبضه إليه ، فانه ليس ينسى شيئا سمعه مني أبدا ؟ فبسطت ثوبي أو قال نمرتي ، ثم حدثنا فقبضته إليّ ، فوالله ما نسيت شيئا سمعته منه ، وايم الله لولا آية من كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبدا ( ان الذين يكتمون ما انزلنا من البينات والهدى ) سورة البقرة آية 159 الاية .. أخرجاه في الصحيحين .
    وعن مجاهد ، ان أبي هريرة رضي الله عنه كان يقول : الله ان كنت لاعتمد بكبدي على الأرض من الجوع ، وان كنت لاشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوما على الذي يخرجون منه ، فمر أبو بكر فسألته عن آية من كتاب الله عز وجل ، ما سالته إلا ليستتبعني فلم يفعل ، ثم مر عمر فسالته عن آية من كتاب الله عز وجل ما سالته إلا ليستتبعني ، فلم يفعل .. فمر أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ، فعرف ما في وجهي وما في نفسي ، فقال : يا أبا هريرة ، فقلت : لبيك يا رسول الله ، فقال : الحق ، فتبعته فدخل فاستاذنت فاذن لي ، فوجد قدحا فيه لبن ، فقال : من اين لكم هذا اللبن ؟ فقالوا : أهداه لنا فلان ، أو ال فلان ، فقال : أبا هر ، قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : انطلق إلى أهل الصفة ، قال : وأهل الصفة أضياف الإسلام ، ولم يأووا إلى أهل ولا مال ، إذا جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية ؛ أصاب منها وبعث إليهم منها ، وإذا جاءته الصدقة أرسل بها إليهم ولم يصب منها ، قال فاحزنني ذلك وكنت أرجو أن أصيب من اللبن شربة اتقوى بها بقية يومي وليلتي ، فقلت : أنا الرسول ، فإذا جاء القوم كنت أنا الذي أعطيهم فما يبقى لي من هذا اللبن ، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله بد ، فانطلقت فدعوتهم .. فاقبلوا فاستاذنوا فأذن لهم فأخذوا مجالسهم من البيت ، ثم قال : أبا هر ، خذ فاعطهم ، فأخذت القدح فجعلت اعطيهم ، فيأخذ الرجل القدح فيشرب حتى يروى ، ثم يرد القدح حتى أتيت إلى آخرهم ، ودفعته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ القدح فوضعه في يده ، وقد بقي فيه فضلة ، ثم رفع رأسه إليّ وتبسم ، فقال : أبا هر ، فقلت لبيك يا رسول الله ، قال : بقيت أنا وأنت ، فقلت : صدقت يا رسول الله ، قال : فاقعد فاشرب ، قال : فقعدت فشربت ، ثم قال لي : اشرب فشربت ، فما زال يقول لي : اشرب واشرب حتى قلت : والذي بعثك بالحق ما أجد لها فيّ مسلكا ، قال : ناولني القدح ، فرددت إليه القدح فشرب من الفضلة . انفرد باخراجه البخاري .
    وعن عكرمة ، ان أبا هريرة كان يسبح في كل يوم اثنتي عشرة الف تسبيحة ، ويقول أسبح بقدر ذنبي .
    وعن نعيم بن محرز ، عن جده ، عن أبي هريرة ، أنه كان له خيط فيه الفا عقدة ، فلا ينام حتى يسبح به .
    وعن أبي عثمان النهدي ، قال : تضيفت أبا هريرة سبعا ، فكان هو وامرأته وخادمه يتعقبون الليل أثلاثا ، يصلي هذا ثم يوقظ هذا ويصلي هذا ثم يوقظ هذا .
    وعن عطاء بن أبي رباح ، عن أبي هريرة قال : ما وجع أحب إلي من الحمى ، لأنها تعطي كل مفصل قسطه من الوجع ، وان الله تعالى يعطي كل مفصل قسطه من الاجر .
    عن سالم بن بشير بن حجل ، أن أبا هريرة بكى في مرضه ، فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : أما أنه ما أبكى على دنياكم هذه ، ولكن أبكي على بعد سفري وقلة زادي ، واني أصبحت في صعود مهبط على جنة ونار ، لا ادري الى أيّهما يؤخذ بي .
    وعن ابن شوذب ، قال : لما حضرت أبا هريرة الوفاة بكى ، فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : بعد المفازة وقلة الزاد وعقبة كؤود المهبط منها إلى الجنة أو النار .
    توفي أبو هريرة بالمدينة ، ويقال بالعقيق سنة سبع وخمسين ، وقيل سنة تسع ، في آخر خلافة معاوية ، وله ثمان وسبعون سنة رحمه الله .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي ; 10/12/2008 الساعة 11:18 AM
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  3. #39 عبد الله بن عباس 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    يكنى أبا العباس ، ولد في الشعب وبنو هاشم محصورون قبل خروجهم منه بيسير، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين .
    وتوفي النبي . صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاث عشرة سنة وكان حبر الامة ويسمى البحر لغزارة علمه ، وكان عمر وعثمان رضي الله عنهما يدعوانه فيشير عليهما مع أهل بدر، وكان يفتى في عهدهما إلى ان مات .
    عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان في بيت ميمونة فوضعت له وضوءا من الليل . قال: فقالت له ميمونة : وضع هذه لك يا رسول الله عبد الله بن عباس . فقال . صلى الله عليه وسلم اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل .وعن عكرمة عن ابن عباس قال : ضمني رسول الله . صلى الله عليه وسلم وقال : اللهم علمه الحكمة .
    وعنه ، عن ابن عباس قال : رأيت جبريل عليه السلام مرتين ، ودعا لي رسول الله . صلى الله عليه وسلم بالحكمة مرتين .
    وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عباس فقال: اللهم بارك فيه وانشر منه .
    وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان عمر رضي الله عنه ياذن لأهل بدر وياذن لي معهم . فقال بعضهم : أتاذن لهذا الفتى ومن أبنائنا من هو مثله ؟ فقال : فانه ممن قد علمتم . فاذن لهم يوما وأذن لي معهم فسالهم عن هذه السورة : إذا جاء نصر الله والفتح و رأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فقالوا : أمر الله عز وجل نبيه إذا فتح الله عليه ان يسستغفر وان يتوب إليه . فقال لي : ما تقول يا عباس ؟ فقلت : ليس كذلك ، ولكنه أخبر نبيه . صلى الله عليه وسلم بحضور اجله فقال : إذا جاء نصر الله والفتح فتح مكة و رأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا أي فعند ذلك علامة موتك فسبح بحمد ربك واستغفره أنه كان توابا سورة النصر الاية 1-3.
    فقال لهم كيف تلوموني عليه بعد ما ترونه ؟
    وعن الأوزاعي قال : قال عمر بن الخطاب لعبد الله بن عباس : والله انك لاصبح فتياننا وجها ، واحسنهم عقلا ، وأفقههم في كتاب الله عز وجل.
    وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : كان عمر يسألني مع أصحاب محمد ، وكان يقول لي : لاتتكلم حتى يتكلموا ، فإذا تكلمت قال : غلبتموني أن تأتوا بمثل ما جاء به هذا الغلام الذي لم يجتمع شؤون رأسه .
    قال ابن ادريس: وشؤون رأسه : الشيب الذي يكون في الرأس .
    وعن الحسن قال : كان ابن عباس يقوم على منبرنا هذا فيقرأ البقرة وآل عمران فيفسرهما آية آية .
    وكان عمر إذا ذكره قال : ذاكم فتى الكهول ، له لسان وقلب عقول .
    وعن المغيرة : قيل لابن عباس : أنى اصبت هذا العلم ؟ قال: لسان سؤول ، وقلب عقول .
    وعن مسروق قال: قال عبد الله : لو أن عباس أدرك أسناننا ما عاشره منا أحد . قال : وكان يقول : نعم ترجمان القرآن ابن عباس .
    وعن عكرمة عن ابن عباس قال لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت لرجل من الأنصار هلم فلنسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فامهم اليوم كثير فقال واعجبا لك يا بن عباس اترى الناس يفتقرون اليك وفي الناس من أصحاب رسول الله. صلى الله عليه وسلم من فيهم قال فتركت ذلك واقبلت اسأل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحديث فان كان ليبلغني الحديث عن الرجل فآتي بابه وهو قائل فاتوسد التراب فيخرج فيراني فيقول يا بن عم رسول الله ما جاء بك إلا ارسلت إلي فآتيك فاقول لا أنا أحق أن آتيك فأسالك عن الحديث .
    فعاش ذلك الفتى الأنصاري حتى رآني وقد اجتمع الناس حولي يسألوني فيقول : هذا الفتى كان اعقل مني .
    وعن أبي صالح قال : لقد رأيت من ابن عباس مجلسا لو أن جميع قريش فخرت به لكان لها فخرا ، رأيت الناس اجتمعوا حتى ضاق بهم الطريق فما كان أحد يقدر على أن يجيء ولا أن يذهب . قال فدخلت عليه فأخبرته بمكانهم على بابه فقال : ضع لي وضوءا. قال: فتوضأ وجلس ، وقال : اخرج فقل لهم : من أراد أن يسأل عن القرآن وحروفه وما أراد منه فليدخل. قال: فخرجت فآذنتهم فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة. فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم عنه وزادهم مثل ما سألوا عنه أو أكثر. ثم قال: إخوانكم قال: فخرجوا. ثم قال: اخرج فقل : من أراد أن يسأل عن تفسير القرآن وتأويله فليدخل. قال: فخرجت فآذنتهم ، فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة ، فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثل ما سألوا عنه أو أكثر. ثم قال: إخوانكم. قال: فخرجوا. ثم قال اخرج فقل : من أراد أن يسأل عن الحلال والحرام والفقه فليدخل . قال فخرجت فقلت لهم . فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله. ثم قال : إخوانكم. قال : فخرجوا . ثم قال : أخرج فقل من أراد أن يسأل عن الفرائض وما أشبهها فليدخل . قال : فخرجت فآذنتهم فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة . فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله . ثم قال : إخوانكم . قال : فخرجوا ثم قال : أخرج فقل : من أراد أن يسأل عن العربية والشعر والغريب من الكلام فليدخل. قال: فدخلوا حتى ملؤوا البيت والحجرة . فما سألوه عن شيء إلا أخبرهم به وزادهم مثله .
    قال ابو صالح: فلو أن قريشا كلها فخرت بذلك لكان لها فخرا، فما رأيت مثل هذا لأحد من الناس.
    وعن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر أن رجلا أتاه يسأله عن السموات والأرض كانتا رتقا ففتقناهما . قال: اذهب إلى ذلك الشيخ فسله، ثم تعال فأخبرني ما قال .
    فذهب إلى ابن عباس فسأله فقال ابن عباس: كانت السموات رتقا لا تمطر وكانت رتقا لا تنبت ، ففتق هذه بالمطر، وفتق هذه بالنبات . فرجع الرجل إلى ابن عمر فأخبره فقال : إن ابن عباس قد أوتي علما ، صدق ، هكذا كانت.
    ثم قال ابن عمر: لقد كنت أقول : ما يعجبني جرأة ابن عباس على تفسير القرآن ، فالآن علمت أنه قد أوتي علما.
    وعن مجاهد قال: كان ابن عباس يسمى البحر، من كثرة علمه.
    وعن شقيق قال : خطب ابن عباس وهو على الموسم فافتتح سورة البقرة فجعل يقرأ ويفسر، فجعلت أقول : ما رأيت ولا سمعت كلام رجل مثله ، ولو سمعته فارس والروم لأسلمت.
    وكان طاوس يقول: كان ابن عباس قد بسق على الناس في العلم كما بسق النخلة السحوق على الودي الصغار.
    وعن أبي حمزة ، عن ابن عباس قال : لأن أقرأ البقرة في ليلة وأتفكر فيها أحب إلي من أن أقرأ القرآن هذرمةوعن الضحاك ، عن ابن عباس أنه قال : يا صاحب الذنب لا تأمنن سوء عاقبته ، ولما يتبع الذنب أعظم من الذنب إذا عملته . قلة حيائك ممن على اليمين وعلى الشمال وأنت على الذنب أعظم من الذنب الذي صنعته ، وضحكك ، وأنت لا تدري ما الله صانع بك ، أعظم من الذنب. وفرحك بالذنب إذا عملته أعظم من الذنب ، وحزنك على الذنب ، إذا فاتك ، أعظم من الذنب ، إذا ظفرت به ، وخوفك من الريح إذا حركت ستر بابك وأنت على الذنب ولا يضطرب فؤادك من نظر الله إليك أعظم من الذنب إذا عملته.
    وعن عبد الله بن أبي مليكة قال : صحبت ابن عباس من مكة إلى المدينة ، فكان إذا نزل قام شطر الليل يرتل ويكثر في ذلك التسبيح .
    وعن أبي رجاء قال : كان هذا الموضع من ابن عباس مجرى الدموع كأنه الشراك البالي .
    وعن طاوس، كان يقول : ما رأيت أحدا أشد تعظيما لحرمات الله عز وجل من ابن عباس ، والله لو أشاء - إذا ذكرته - أن أبكي لبكيت .
    وعن سماك أن ابن عباس سقط في عينيه الماء فذهب بصره ، فأتاه هؤلاء الذين ينقبون العيون ويسيلون الماء ، فقالوا : ( خل بيننا وبين عينيك نسيل ماءهما ، ولكنك تمكث خمسة أيام لا تصلي )يعني قائما قال : ( لا والله ولا ركعة واحدة ، إني حدثت أنه من ترك صلاة واحدة متعمدا لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان ) .
    وعن عكرمة ، عن ابن عباس قال : لأن أعول أهل بيت من المسلمين شهرا أو جمعة أو ما شاء الله ، أحب إلي من حجة بعد حجة ، ولطبق بدانق أهديه إلى أخ لي في الله أحب إلي من دينار أنفقه في سبيل الله عز وجل .
    وعن الضحاك ، عن ابن عباس قال : لما ضرب الدينار والدرهم أخذه إبليس فوضعه على عينيه وقال : أنت ثمرة قلبي وقرة عيني ، بك أطغي ، وبك أكفر ، وبك أدخل الناس النار ، رضيت من ابن آدم بحب الدنيا أن يعبدني .
    وعن قابوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : آخر شدة يلقاها المؤمن : الموت.
    وعن عكرمة ، عن ابن عباس قال : خذ الحكمة ممن سمعت ؛ فإن الرجل ليتكلم بالحكمة وليس بحكيم ، فتكون كالرمية خرجت من غير رام.
    توفي ابن عباس بالطائف سنة ثمان وستين ، وهو ابن احدى وسبعين سنة.
    وعن ميمون بن مهران قال : شهدت جنازة عبد الله بن عباس بالطائف ، فلما وضع ليصلي عليه جاء طائر أبيض حتى دخل في أكفانه فالتمس فلم يوجد ، فلما سوي عليه سمعنا صوتا نسمع صوته ولا نرى شخصه: ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) .
    ولما بلغ جابر بن عبد الله وفاة ابن عباس صفق بإحدى يديه على الأخرى وقال : مات أعلم الناس وأحلم الناس ولقد أصيبت به هذه الأمة مصيبة لا ترتق.
    وعن منذر قال: لما مات ابن عباس قال ابن الحنفية : اليوم مات رباني هذه الأمة.

    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  4. #40 رد: أهل العلم 
    استاذى الجليل

    عبدالمنعم جبر عيسى

    اكرمك الله وجزاك خيرا على

    عملك الرائع والجميل

    فلا افضل من سيرة الخلفاء الراشدين

    واصحاب نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم

    والذين هم قدوتنا فى الحياة

    اللهم اجمعنا بهم يوم الدين

    اكرمك الله بعملك الجليل

    وردشان
    أميرة نهر الحب

    أبحث بين طيات الزمن

    عن بريق من نور لقلب

    صادق حنون فتهت

    بين النجوم ابحث عن جنية

    البحر السابحة بين النجوم

    فاخبرتنى اننى روح الحب اصادق
    رد مع اقتباس  
     

  5. #41 سيدا شباب أهل الجنة 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17

    الحسن بن على رضى الله عنهما :
    يكنى بأبى محمد ، ولد في النصف من رمضان سنة ثلاث من الهجرة ، وأذّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أذنه .
    عن البراء قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واضعا الحسن بن علي على عاتقه وهو يقول : اللهم إني أحبه فأحبه ( أخرجاه في الصحيحين ) .
    وعن عقبة بن الحارث قال : خرجت مع أبي بكر من صلاة العصر بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بليال ، وعلي يمشي إلى جنبه . فمر بالحسن بن علي يلعب مع غلمان ، فاحتمله على رقبته وهو يقول : وابأبي شبيه بالنبي ليس شبيها بعلي . قال : وعلي يضحك . ( انفرد باخراجه البخاري ) .
    وفي أفراده من حديث أبي بكرة قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر والحسن بن علي إلى جنبه ، وهو يقبل على الناس مرة وعليه أخرى ، ويقول : إن ابني هذا سيد ولعل الله عز وجل أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين .
    وأخرجا من حديث أبي جحيفة قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان الحسن يشبهه .
    وعن أنس بن مالك قال : كان الحسن بن علي أشبههم وجها برسول الله صلى الله عليه وسلم .
    وعن سعيد بن عبد العزيز ، قال : سمع الحسن بن علي رجلا يسأل ربه عز وجل أن يرزقه عشرة آلاف . فانصرف الحسن فبعث بها إليه .
    وعن محمد بن علي قال : قال الحسن : إني لأستحيي من ربي عز وجل أن ألقاه ولم أمش إلى بيته . فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه .
    وعن علي بن زيد قال : حج الحسن خمس عشرة حجة ماشيا وإن النجائب لتقاد بين يديه . وخرج من ماله لله مرتين ، وقاسم الله عز وجل ماله ثلاث مرات حتى إنه كان ليعطي نعلا ويمسك نعلا .
    وفاته رضى الله عنه :
    عن عمير بن إسحق قال : دخلت أنا ورجل على الحسن بن علي نعوده ، فقال . يا فلان : سلني . فقال : لا والله لا نسألك حتى يعافيك الله . قال : ثم دخل ، ثم خرج إلينا فقال سلني قبل ألا تسألني .
    قال : بل يعافيك الله عز وجل . قال : لقد ألقيت طائفة من كبدي وإني قد سقيت السم مرارا ، فلم أسق مثل هذه المرة .
    ثم دخلت عليه من الغد وهو يجود بنفسه والحسين عند رأسه ، يقول : يا أخي من تتهم ؟ قال : لم .. لتقتله ؟ قال : نعم . قال : إن يكن الذي أظن فالله أشد بأسا وأشد تنكيلا ، وإلا يكن فما أحب أن يقتل بي بريء . ثم قضى رضي الله عنه .
    وعن رقبة بن مصقلة قال : لما نزل بالحسن بن علي الموت قال : أخرجوا فراشي إلى صحن الدار . فأخرج ، فقال : اللهم إني أحتسب نفسي عندك ، فأني لم أصب بمثلها ؛ غير رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    وقد ذكر يعقوب بن سفيان في تاريخه أن بنت الأشعث بن قيس كانت تحت الحسن بن علي فزعموا أنها هي التي سمته .
    مرض الحسن بن علي أربعين يوما ، وتوفي لخمس ليال خلون من ربيع الأول سنة خمسين ، وقيل : سنة تسع وأربعين ودفن بالبقيع . رضي الله عنه .

    الحسين بن علي رضى الله عنهما :
    ولد في شعبان سنه أربع من الهجرة.
    عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هما ريحانتاي من الدنيا ( يعني الحسن والحسين رضى الله عنهما ) .. انفرد باخراجه البخاري .
    وعن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة - قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح .
    وعن زر ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هذان ابناي فمن أحبهما فقد أحبني ، يعني الحسن والحسين .
    وعن علي - رضى الله عنه - قال : الحسن أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأس ، والحسين أشبه الناس بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ما كان أسفل من ذلك .
    وعن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : حج الحسين بن علي رضي الله عنه خمسا وعشرين حجة ماشيا ونجائبه تقاد معه .


    قتل الحسين - رضى الله عنه - يوم الجمعة يوم عاشوراء في محرم سنة إحدى وستين ، وهو ابن ست وخمسين سنة وخمسة أشهر وقيل : كان ابن ثمان وخمسين .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  6. #42 رد: أهل العلم 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    نبدأ فيما يلى من مشاركات - باذن الله تعالى - ذكر تراجم لمشاهير أهل العلم من القرون الثلاثة الأولى ..
    رد مع اقتباس  
     

  7. #43 رد: أهل العلم 
    في إجازة
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    درعا
    العمر
    31
    المشاركات
    24
    معدل تقييم المستوى
    0
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد المنعم جبر عيسي مشاهدة المشاركة
    تحية اعجاب وتقدير بحضور متميز وقلم رشيق يمتلك زمام كلمته يعبر ويرسم ليبهج النفوس ويبهر العيون بجمال المنطق وروعة التعبير .. تهنئة قلبية تتجدد مع اشراقة شمس كل يوم .. رزان .


    شكرا جزيلا على هذا الموضوع وانشاء الله الى الامام
    رد مع اقتباس  
     

  8. #44 رد: أهل العلم 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد الجاموس مشاهدة المشاركة
    شكرا جزيلا على هذا الموضوع وانشاء الله الى الامام
    والشكر موصول لك استاذ أحمد ..
    على الحضور الكريم .. والمتابعة .. والتشجيع ..
    مع وعد بالمتابعة قريبا باذن الله تعالى ..
    تحياتى لك ..

    رد مع اقتباس  
     

  9. #45 مسروق بن الأجدع 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    مسروق بن الأجدع
    اسمه :
    هو مسروق بن الأجدع الهمداني الوادعي أبو عائشة الكوفي .
    قيل سرق وهو صغير ثم وجد فسمي مسروقا .. وولد في السنة الأولي من الهجرة ، أو قبلها بسنة علي خلاف بين الرواة .
    قالوا عن مسروق :
    قال عنه عامر الشعبي : ( ما علمت أن أحدا أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق ) .
    وقال العجلي : ( تابعي ثقة ، كان من أصحاب عبد الله الذين يقرأون ويفتون ، وكان يصلي حتي ترم قدماه ) .
    وقال عنه ابن المديني : ( أنا ما أقدم علي مسروق أحدا صلي خلف أبي بكر ) .
    وقال الشعبي : لما قدم عبيد الله بن زياد الكوفة قال : من أفضل الناس ؟ قالوا له : ( مسروق ) .
    وعن منصور عن ابراهيم ، قال : ( كان أصحاب عبد الله - أي ابن مسعود - الذين يقرؤن الناس ويعلمونهم السنة ( علقمة ، والأسود ، وعبيدة ، ومسروق ، والحارث بن قيس ، وعمرو بن شرحبيل ) .
    وقال أحمد بن حنبل : قال بن عيينة ( بقي مسروق بعد علقمة لا يفضل عليه أحد ) .
    وعن ابن أبجر ، عن الشعبي قال ( كان مسروق أعلم بالفتوي من شريح ، وكان شريح يستشير مسروقا ) .
    وقال عنه ابن سعد : ( وكان ثقة ، وله أحاديث صالحة ) .
    وقال أبو نعيم : ( ومنهم العارف بربه ، الهائم بحبه ، الذاكر لذنبه .. في العلم معروق ، وبالضمان موثوق ، ولعبادة ربه معشوق : أبو عائشة المسمي بمسروق ) .
    من شيوخه رحمه الله :
    قال المزي في " تهذيب الكمال " :
    روي عن أبي بن كعب وخباب بن الأرت وزيد بن ثابت وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن مسعود وعبيد بن عمير الليثي وهو من أقرانه وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وعمر بن الخطاب ومعاذ بن جبل ومعقل بن سنان الأشجعي والمغيرة بن شعبة وأبو بكر الصديق وسبيعة الأسلمية وعائشة زوج النبي صلي الله عليه وسلم وأمها أم رومان ، يقال مرسل ، وأم سلمة زوج النبي صلي الله عليه وسلم .
    ومن تلاميذه :
    والكلام أيضا للمزي في التهذيب :
    روي عنه : ابراهيم النخعي وأنس بن سيرين وأيوب بن هاني وحبال بن رفيدة وأبو وائل شقيق بن سلمة وعامر الشعبي وعبد الله بن مرة الخارقي وعبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وعبيد بن نضلة وعمارة بن عمير والقاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وابن أخيه محمد بن المنتشر بن الأجدع و محمد بن نشر الهمداني وأبو الضحي مسلم بن صبيح ومكحول الشامي ويحي بن الجزار ويحي بن وثاب وأبو الأحوص الجشمي وأبو اسحاق السبيعي وأبو الشعثاء المحاربي وامرأته قمير بنت عمرو .
    عبادته وورعه وزهده :
    عن شقيق قال : ( كان مسروق علي السلسلة سنتين ، فكان يصلي ركعتين ركعتين ، يبتغي بذلك السنة ) .
    عن ابراهيم بن محمد بن المنتشر ، قال : ( كان مسروق يرخي الستر بينه وبين أهله ، ويقبل علي صلاته ، ويخليهم ودنياهم ) .
    وروي أنس بن سيرين عن امرأة مسروق ، أنها قالت : ( كان مسروق يصلي حتي تورم قدماه ، فربما جلست خلفه أبكي مما أراه يصنع بنفسه ) .
    وعن الشعبي ، قال : ( غشي علي مسروق بن الأجدع في يوم صائف وهو صائم ، وكانت عائشة زوج النبي صلي الله عليه وسلم قد تبنته ، فسمي ابنته عائشة ، وكان لا يعصي ابنته شيئا ، قال : فنزلت إليه فقالت : " يا أبتاه أفطر واشرب " قال : " ما أردت بي يا بنية ؟ " قالت : " الرفق " قال : " يا بنية إنما طلبت الرفق لنفسي في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة " ) .
    وعن أبي اسحاق ، قال : ( حج مسروق فما بات إلا ساجدا ) .
    وروي عن أبي الضحي ، أنه قال : ( غاب مسروق عاملا علي السلسلة سنتين ثم قدم ، فنظر أهله في خرجه فأصابوا فأسا ؛ فقالوا : " غبت سنتين ثم جئتنا بفأس بلا عود ! " قال : " إنا لله استعرناها نسينا نردها " ) .
    وعن ابراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه ، قال : ( كان - يعني مسروقا - لا يأخذ علي القضاء أجرا ، ويتأول هذه الآية : { إن الله اشتري من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة } .
    ومن أقواله رحمه الله :
    ما رواه مسلم عن مسروق أنه قال : ( كفي بالمرء علما أن يخشي الله ، وكفي بالمرء جهلا أن يعجب بعمله ) .
    وعنه أيضا عن مسروق ، قال : ( إن أحسن ما أكون ظنا حين يقول لي الخادم ليس في البيت قفيز ولا درهم ) .
    وقال أيضا : ( المرء حقيق أن يكون له مجالس يخلو فيها فيذكر ذنوبه فيستغفر الله ) .
    وعن الشعبي أن مسروقا قال : ( لأن أقضي بقضية فأوافق الحق ، أو أصيب الحق أحب الي من رباط سنة في سبيل الله ) .
    وعن ابراهيم بن محمد بن المنتشر عن مسروق ، قال : ( ما من شئ خير للمؤمن من لحد قد استراح من هموم الدنيا ، وأمن من عذاب الله ) .
    وروي عن أبي وائل أن مسروقا حين حضره الموت قال : ( اللهم لا أموت علي أمر لم يسنه رسول الله صلي الله عليه وسلم ، ولا أبو بكر ولا عمر ، والله ما تركت صفراء ولا بيضاء عند أحد من الناس ، غير ما في سيفي هذا فكفنوني فيه ) .
    مات - رحمه الله - سنة اثنتين وستين ، أو ثلاث وستين .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي ; 09/03/2009 الساعة 07:19 PM
    رد مع اقتباس  
     

  10. #46 سيد التابعين : سعيد بن المسيب 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    سيد التابعين : سعيد بن المسيب
    قال عنه أبو نعيم في ( حلية الأولياء ) :
    فأما أبو محمد سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي كان من الممتحنين ؛ أمتحن فلم تأخذه في الله لومة لأئم ، صاحب عبادة وجماعة ، وعفة وقناعة ، وكان كاسمه بالطاعات سعيدا ، ومن المعاصي والجهالات بعيدا .
    وقال عنه ابن حبان في الثقات :
    كان من سادات التابعين فقها ودينا وورعا وعبادة وفضلا ، وكان أفقه أهل الحجاز وأعبر الناس للرؤيا ، ما نودي للصلاة منذ أربعين سنة إلا وسعيد في المسجد ينتظرها .
    اسمه وكنيته ومولده وصفته :
    اسمه سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم القرشي المخزومي المدني سيد التابعين .. وكنيته : أبو محمد .
    وعن مولده ، قال الذهبي : ولد في خلافة عمر ، لأربع مضين منها وقيل لسنتين مضتا منها .
    وقيل ولد سعيد قبل موت عمر بسنتين .
    وعن صفته : روي عن عمران بن عبد الملك ، قال : قال سعيد بن المسيب : ما خفت علي نفسي شيئا مخافة النساء ، قال : فقالوا : يا أبا محمد إن مثلك لا يريد النساء ولا تريده النساء ، قال : هو ما أقول لكم . قال - الراوي - : وكان شيخنا كبيرا أعمش .
    وعن أبي الغصن أنه رأي سعيد بن المسيب أبيض الرأس واللحية .
    وعن محمد بن هلال أنه رأي سعيد بن المسيب يعتم ، وعليه قلنسوة لطيفة بعمامة بيضاء ، لها علم أحمر يرخيها وراءه شبرا .
    قالوا عنه :
    قال مكحول : طفت الأرض كلها في طلب العلم ، فما لقيت أحدا أعلم من سعيد بن المسيب .
    وقال علي بن المديني : لا أعلم في التابعين أوسع علما منه ، وهو عندي أجل التابعين .
    وقال أحمد بن عبد الله العجلي : كان رجلا صالحا ، فقيها ، وكان لا يأخذ العطاء ، وكانت له بضاعة أربع مئة دينار ، وكان يتجر بها في الزيت ، وكان أعور .
    وعنه قال أبو زرعة : مدني قرشي ثقة إمام .
    وقال أبو حاتم : ليس في التابعين أنبل من سعيد بن المسيب ، وهو أثبتهم في أبي هريرة .
    وعن مكحول أيضا ، أنه قال : لما مات سعيد بن المسيب استوي الناس ، ما كان أحد يأنف أن يأتي إلي حلقة سعيد بن المسيب ، ولقد رأيت فيها مجاهدا وهو يقول : لا يزال الناس بخير ما بقي بين أظهرهم .
    وقال القاسم : ذاك خيرنا وسيدنا .
    وقال محمد بن عمر في حديث : ذاك سيدنا وعالمنا .
    شيوخه وتلامذته رحمهم الله جميعا :
    من شيوخه : روي عن أبي بكر مرسلا ، وعن عمر وعثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص وحكيم بن حزام وابن عباس وابن عمر وابن عمرو بن العاص وأبيه المسيب ومعمر بن عبد الله بن نضلة وأبي ذر وأبي الدرداء وحسان بن ثابت وزيد بن ثابت وعبد الله بن زيد المازني وعتاب بن أسيد وعثمان بن أبي العاص وأبي ثعلبة الخشني وأبي قتادة وأبي موسي وأبي سعيد وأبي هريرة وكان زوج ابنته وعائشة وأسماء بنت عميس وخولة بنت حكيم وفاطمة بنت قيس وأم سليم وأم شريك .

    ومن تلاميذه : ابنه محمد وسالم بن عبد الله بن عمر والزهري وقتادة وشريك بن أبي نمّر وأبو الزناد وسمي وسعد بن ابراهيم وعمرو بن مرة ويحيي بن سعيد الأنصاري وداود بن أبي هند وطارق بن عبد الرحمن وعبد الحميد بن جبير بن شعبة وعبد الخالق سلمة وعبد المجيد بن سهيل وعمرو بن مسلم بن عمارة بن أكيمة وأبو جعفر الباقر وابن المنكدر وهاشم بن هاشم بن عتبة ويوسف بن يوسف وغيرهم .
    عبادته رحمه الله :
    روي عن سعيد قوله : ما فاتتني الصلاة في الجماعة منذ أربعين سنة .
    وعنه : ما أذّن المؤذن من ثلاثين سنة إلا وأنا في المسجد .
    وعنه أيضا أنه صلي الغداة بوضوء العتمة خمسين سنة ، وقوله : ما فاتتني التكبيرة الأولي منذ خمسين سنة ، وما نظرت في قفا رجل منذ خمسين سنة .
    وقال يزيد بن حازم عن صومه : كان سعيد بن المسيب يسرد الصوم ، فكان إذا غابت الشمس أتي بشراب له من منزله المسجد فشربه .
    وحكي عاصم بن العباس الأسدي ، قال : كان سعيد بن المسيب يذكر ويخوف وسمعته يقرأ في الليل علي راحلته فيكثر ، وسمعته يجهر ببسم الله الرحمن الرحيم ، وكان يحب سماع الشعر وكان لا ينشده ورأيته يمشي حافيا وعليه بت ( أي طيلسان من خز ونحوه ) ، ورأيته يحفي شاربه شبيها بالحلق ، ورأيته يصافح كل من لقيه ، وكان يكره كثرة الضحك .
    وكان - رحمه الله - عزيز النفس ، فلم يكن يقبل بعطاء الحكام في زمانه ، ويقول : ( لا حاجة لي فيها ) ، وما كان يلبي دعواتهم بالحضور إلي مجالسهم .. وربما لما كان يراه من ظلمهم ، ولم يجب منهم إلا عمر بن عبد العزير عندما كان أميرا للمدينة .. وبقدر ما كان شديدا صعب القياد مع الخلفاء والحكام الظالمين ؛ كان لين الجانب سهل المعاملة مع الأتقياء والصالحين .
    وقد زوج ابنته لابن أبي وداعة - واحد من تلاميذه - علي درهمين أو ثلاثة ، بعد أن خطبها عبد الملك لابنه الوليد فأبي عليه ، فلم يزل يحتال عبد الملك حتي ضربه مائة سوط في يوم بارد وصب عليه جرة ماء وألبسه جبة صوف .
    تحمّل الضرب والحبس ورفض أن يبايع بولاية العهد بعد عبد الملك لولديه الوليد وسليمان .. كما رفض أن يبايع بخلافة ابن الزبير حتي يجتمع الناس .
    طلب منه رجل من آل عمر أن يدعو علي بني أمية ، فقال : ( اللهم أعز دينك وأظهر أولياءك واخز أعداءك في عافية لأمة محمد صلي الله عليه وسلم ) .
    درر من أقواله رحمه الله :
    عن عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا سعيد بن المسيب قال : ما أكرمت العباد أنفسها بمثل طاعة الله عز وجل ، ولا أهانت أنفسها بمثل معصية الله ، وكفي بالمؤمن نصرة من الله أن يري عدوه يعمل بمعصية الله .
    وروي ابن حرملة قوله : لا تقولوا مصيحف ولا مسيجد ، ما كان لله فهو عظيم حسن جميل .
    وعنه أيضا أنه سأل سعيد بن المسيب قال : وجدت رجلا سكران افتراه يسعني ألا أرفعه إلي السلطان ؟ فقال له سعيد : إن استطعت أن تستره بثوبك فاستره .
    وعن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال : ما أيس الشيطان من شئ إلا أتاه من قبل النساء ، ثم قال لنا سعيد وهو ابن أربع وثمانين سنة وقد ذهبت إحدي عينيه وهو يعشو بالأخري : ما شئ أخوف عندي من النساء .
    وعن عيسي الخرساني أن سعيد بن المسيب قال : لا تملؤ أعينكم من أعوان الظلمة إلا بإنكار من قلوبكم ، لكي لا تحبط أعمالكم الصالحة .
    وعن سفيان بن عيينة قال : قال سعيد بن المسيب : إن الدنيا نذلة وهي إلي كل نذل أميل ، وأنذل منها من أخذها بغير حقها وطلبها بغير وجهها ووضعها في غير سبيلها .
    وفاته :
    توفي رحمه الله سنة أربع وتسعين في خلافة الوليد بن عبد الملك وهو ابن خمس وسبعين سنة ، وكان يقال لهذه السنة التي مات فيها سعيد سنة الفقهاء ، لكثرة من مات منهم فيها .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي ; 09/03/2009 الساعة 07:36 PM
    رد مع اقتباس  
     

  11. #47 عروة بن الزبير 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    عروة بن الزبير
    اسمه : عروة بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصى القرشى ، الأسدى ، أبو على المدنى الفقيه ، أحد الفققهاء السبعة .
    اختُلف حول مولده ؛ فقيل : ولد سنة ثلاث وعشرين ، وقيل سنة تسع وعشرين .
    قال عنه أبو نعيم فى ( حلية الأولياء ) :
    ( ومنهم المُعْطَى ما تمنى ، حُمل العلم عنه إذ فيه تعنَّى .. مُكن من الطاعة فاكتسب ، وامتُحن بالمحنة فاحتسب ، عروة بن الزبير بن العوام ، المجتهد الصوام ) .
    قال الشيخ احمد فريد : ( قولُهُ المُعْطَى ما تمنَّى ) إشارة إلى ما رواه ابن أبى الزناد عن أبيه ، قال : اجتمع فى الحجر : مصعب وعبد الله وعروة بنوا الزبير ، وابن عمر .. فقالوا تمنَّوا ، قال عبد الله : أما أنا فأتمنى الخلافة ، وقال عروة : أتمنى أن يؤخذ عنى العلم ، وقال مصعب : أما أنا فأتمنى أ إمرة العراق ، والجمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين ، وأما بن عمر فقال : أتمنى المغفرة .. فنالوا ما تمنوا ، ولعل ابن عمر قد غفر له .
    قالوا عن عروة :
    قال عنه محمد بن سعد فى طبقاته : ( كان ثقة كثير الحديث فقيها عالما مأمونا ثبتا ) .
    وعن عمر بن عبد العزيز ، قال : ( ما أحد أعلم من عروة بن الزبير ، وما أعلمه يعلم شيئا أجهله ) .
    وقال الزهرى : ( رأيت عروة بحرا لا تكدره الدلاء ) .
    وقال أيضا : ( كنت آتى عروة ، فأجلس ببابه مليا ، ولو شئت دخلت ، فأرجع إعظاما له ) .

    وقال عنه سفيان بن عيينة : ( كان أعلم الناس بحديث عائشة ثلاثة : القاسم بن محمد ، وعروة بن الزبير ، وعمرة بنت عبد الرحمن ) .
    وعن ابن أبى الزناد قال : ( ما رأيت أحدا أروى للشعر من عروة ) .
    وقال الذهبى : وكان ثبتا حافظا فقيها عالما بالسيرة ، وهو أول من صنَّف المغازى ) .
    شيوخه رحمه الله :
    قال الحافظ : روى عن أبيه وأخيه عبد الله ، وأمه أسماء بنت أبى بكر ، وعلى بن أبى طالب ، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، وحكيم بن حزام ، وزيد بن ثابت ، وعبد الله بن جعفر ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمرو ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وأسامة بن زيد ، وأبى أيوب ، وأبى هريرة ، وحجاج الأسلمى ، وسفيان بن عبد الله الثقفى ، وعمرو بن العاص ، ومحمد بن مسلمة .. وغيرهم خلق كثير .
    ومن تلاميذه :
    قال الحافظ : وروى عنه أولاده عبد الله ، وعثمان ، وهشام ، ومحمد ، ويحيى ، وابن ابنه عمر بن عبد الله بن عروة ، وابن أخيه محمد بن جعفر بن الزبير ، وأبو الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل يتيم عروة ، وحبيب مولاه ، وزميل مولاه ، وسليمان بن يسار ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن ، وأبو بردة بن أبى موسى ، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة وهم من أقرانه ، وتميم بن سلمة السلمى ، وسعد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، وسعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان بن عفان ، وصالح بن كيسان ، والزهرى ، وعبد الله بن أبى بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وأبو الزناد ، وابن أبى مليكة ............. وآخرون .
    وكان – رحمه الله تعالى – حريصا على طلب العلم .. رُوى عن أبى بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال : ( العلم لواحد من ثلاثة : لذى حسب يزينه ، أو لذى دين يسوس به دينه ، أو مختبط سلطانا يتحفه بعلمه ، ولا أعلم أحدا أشرط لهذه الخلال من عروة ، وعمر بن عبد العزيز ) .
    عن هشام عن أبيه ، قال : لقد رأيتى قبل موت عائشة بأربع حجج وأنا أقول : لو ماتت اليوم ما ندمت على حديث عندها إلا وقد وعيته ، ولقد كان يبلغنى عن الرجل من المهاجرين الحديث ؛ فآتيه .. قال الراوى : أجده قد قال : فأجلس على بابه فأسأله عنه ، يعنى إذا خرج .
    ورُوى عن ولده هشام : أن أباه كان يسرد الصوم .
    وعنه أيضا : أنه كان يصوم الدهر كله ؛ إلا يوم الفطر ويوم النحر ، ومات وهو صائم .
    وعنه أيضا قال : كنا نسافر مع عروة فيصوم ونفطر ، فلا يأمرنا بصيام ولا يفطر هو .
    وكان رحمه الله تعالى يقرأ ربع القرآن نظرا ، ويقوم به الليل ، فما تركه إلا ليلة قطعت رجله ، وكان وقع فيها الأكلة فنشرت ، وكان إذا كان أيام الرطب يثلم حائطه ، ثم يأذن للناس فيه ، فيدخلون يأكلون ويحملون .
    قال عبد الله بن محمد بن عبيد : لم يترك عروة بن الزبير ورده إلا فى الليلة التى قطعت فيها رجله ، قال وتمثل بأبيات معن بن أوس :
    لَعُمْـركَ مَـا أهـويتَ كَفّـِى لـريْبَة
    ولَاَ حَمـَلَتْنى نَحـْوَ فَاحِشَـةٍ رِجْـلِى
    ولَاَ قَادَنى سَمْعى ولَاَ بَصَرى لها
    ولَاَ دلّنـى رأْيـى عَلَيْـهَا ولَاَ عَـقْلى
    وأعْـلَمُ أنّـِى لَـمْ تُصِـبْنى مُصِيــبَةٌ
    مِنَ الدَّهر إلاّ َقَدْ أَصَابَتْ فَتَى قَبْلِى
    عن هشام بن عروة ، عن أبيه قال : وقعت الأكلة فى رجله ، فقيل له : ألا ندعو لك طبيبا ؟ قال : إن شئتم ، فجاء الطبيب فقال : أسقيك شرابا يزول فيه عقلك ، فقال : امض لشأنك ، ما ظننتُ أن خلقا يشرب شرابا ويزول فيه عقله حتى لا يعرف ربه . قال فوضع المنشار على ركبته اليسرى ، ونحن حوله فما سمعنا له حسا ، فلما قطعها جعل يقول : لئن أخذت لقد أبقيت ، ولئن ابتليت لقد عافيت ، وما ترك حزبه هذه الليلة .
    وأصيب عروة فى هذا السفر بابنه محمد ، ركضته بلغة فى اصطبل ، فلم نسمع منه كلمة فى ذلك ، فلما كان بوادى القرى قال : ( لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَذَا نَصَبا ) اللهم كان لى بنون سبعة فأخذت منهم واحدا وأبقيت لى ستة ، وكان لى أطراف أربعة فأخذت طرفا وأبقيت ثلاثة ، فإذا ابتليت لقد عافيت ، ولئن أخذت لقد أبقيت .
    درر من أقواله – رحمه الله - :
    روى هشام عن أبيه ؛ أنه قال لبنيه : يا بنى لا يهدين أحدكم إلى ربه عز وجل ما يستحى أن يهديه إلى كريمه ، إن الله عز وجل أكرم الكرماء ، وأحق من اختير له .
    وكان يقول لهم أيضا : يا بنى تعلموا ؛ فإنكم إن تكونوا صغراء قوم عسى أن تكونوا كبراءهم ، وا سوأتاه ، ماذا أقبح من شيخ جاهل ؟!
    وقال أيضا : إذا رأيتم خلة شرِّ رائعة من رجل فحذروه ، وإن كان عند الناس رجل صدق ، فإن لها عنده أخوات .. وإذا رأيتم خلة خير رائعة من رجل فلا تقطعوا عن إياسكم ، وإن كان عند الناس رجل سوء ، فإن لها عنده أخوات .
    وقال : الناس بأزمنتهم أشبه منهم بآبائهم وأمهاتم .
    وقال : رُب كلمة ذل احتملتها أورثتنى عزا طويلا .
    وقال أيضا رحمه الله : ما حدثت أحدا بشىء من العلم قط لا يبلغه عقله إلا كان ضلالة عليه .
    توفى – رحمه الله تعالى – سنة ثلاث وتسعين أو أربع وتسعين على الأرجح .. وهو ابن سبع وستين سنة .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  12. #48 سعيد بن جبير 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    سعيد بن جبير
    قال عنه الشيخ ( أحمد فريد ) ( * ) بين يدى ترجمته :
    ( .... امام من أئمة المسلمين ، اشتهر بالعبادة والبكاء ، وكان كاسمه بالطاعة سعيدا ، ونرجو أن يكون عند الله شهيدا .
    ولى من أولياء الله الصالحين ، مستجاب الدعوة ، عن اصبغ بن يزيد قال : كان لسعيد بن جبير ديك ؛ يقوم من الليل بصياحه ، فلم يصح ليلة من الليالى حتى أصبح ، ولم يصلِّ سعيد تلك الليلة ، فشق عليه فقال : ماله قطع الله صوته ؟ فما سُمع له صوت بعد .. فقالت له أمه : لا تدُعُ على شىء بعدها .
    هذا السعيد عذبه الحجاج حتى قتله ، وكان يمكن أن يدعو على الحجاج فلم يفعل ، والذى دعا به أن يكون آخر من يقتله الحجاج ، وقلع الله الحجاج وأراح البلاد والعباد من شره ، وكان ذلك بعد مقتل سعيد بمدة يسيرة .. وكان ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن اذا سأله أحد من أهل الكوفة يحيل عليه ويقول : أليس فيكم ابن أم الدهماء ؟
    انه السعيد الذى بكى بالليل حتى عمش .. ) .
    اسمه : سعيد بن جبير بن هشام الأسدى الوالبى .
    أختُلف فى سنة مولده – رحمه الله - ، قيل سنة ثمانية وثلاثين من الهجرة المباركة ، وقيل سنة ست وأربعين ، وقيل سنة تسع وأربعين .
    قال الذهبى عن صفته : رُوى عنه أنه كان أسود اللون .
    ورُى عن عبد الله بن نمير عن فطر ، قال : رأيت سعيد بن جبير أبيض الرأس واللحية .

    قالوا عن سعيد :

    حكى عمرو بن ميمون ، عن أبيه قال : ( لقد مات سعيد بن جبير وما على ظهر الأرض أحد إلا هو محتاج إلى علمه ) .
    وعن أشعق بن اسحاق قال : ( كان يقال سعيد بن جبير جهبذ العلماء ) .
    وقيل : جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن فريضة ، فقال له : ( ائت سعيد بن جبير فإنه أعلم بالحساب منى ، وهو يفرض منها ما أفرض ) .
    وقال أبو القاسم هبة الله بن الحسن البصرى : ( هو ثقة امام حجة على المسلمين ) .
    وقال ابراهيم النخعى : ( ما خلف سعيد بن جبير بعده مثله ) .
    وقال خصيف : ( كان أعلمهم بالقرآن مجاهد ، وأعلمهم بالحج عطاء ، وأعلمهم بالحلال والحرام طاووس ، وأعلمهم بالطلاق سعيد بن المسيب ، وأجمعهم لهذه العلوم : سعيد بن جبير ) .
    وعن على بن المدينى ، قال : ( ليس فى أصحاب بن عباس مثل سعيد بن جبير ، قيل له : ولا طاووس ؟ قال : ولا طاووس ولا أحد ) .

    شيوخه رحمه الله :

    قال المزى فى تهذيب الكمال : روى عن أنس بن مالك ، والضحاك بن قيس الفهرى ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر بن الخطاب ، وعبد الله بن مُغَفَّل ، وعدى بن حاتم ، وعمرو بن ميمون الأودى ، وأبى سعيد الأنصارى ، وأبى موسى الأشعرى ، وأبى هريرة ، وعائشة .

    ومن تلاميذه :

    روى عنه ابناه : عبد الملك وعبد الله ، ويعلى بن حكيم ، ويعلى بن مسلم ، وأبو اسحاق السبيعى ، وأبو الزبير المكى ، وآدم بن سليمان ، وأشعث بن أبى الشعثاء ، وأيوب ، وبكير بن شهاب ، وثابت بن عجلان ، وحبيب بن أبى ثابت ، وجعفر بن أبى وحشية ، وجعفر بن أبى المغيرة ، والحكم بن عتيبة ، وحصين بن عبد الرحمن ، وسماك بن حرب ، والأعمش .. وغيرهم كثير .

    عبادته – رحمه الله – وخشيته وتوكله على الله :

    قال هلال بن خباب : خرجنا مع سعيد بن جبير فى جنازة ، فكان يحدثنا فى الطريق ويذكِّرنا حتى بلغ ، فلما جلس لم يزل يحدثنا حتى قمنا فرجعنا .. وكان كثير الذكر لله .
    وكان – رحمه الله – يخرج كل سنة مرتين ؛ مرة للحج ومرة للعمرة .. وكان يكره أن يتكفأ الرجل فى صلاته ، ولم يُر مصليا قط إلا وكأنه وتد .. وكان ينصح الناس قائلا : لا تطفئوا سرجكم ليالى العشر .. يقصد للعبادة ،وكان يقول : أيقظوا خدمكم يتسحرون لصوم يوم عرفة .. وفى كتاب له لأحد أصدقائه قال : إن بقاء المسلم كل يوم غنيمة .. مذكِّرا بالفرائض والصلوات وما يرزقه الله من الرزق .. وكان يردد دائما الآية الكريمة : ( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ) – البقرة 281 .
    قال أبو شهاب : كان سعيد بن جبير يصلى العتمة فى رمضان ؛ ثم يرجع فيمكث هنيهة ؛ ثم يرجع فيصلى بنا ست ترويحات ، ويوتر بثلاث ، ويقنت بقدر خمسين آية .
    وقال ضرار بن مرة الشيبانى ، قال سعيد بن جبير : التوكل على الله جماع الايمان .
    وكان من دعائه – رحمه الله - : اللهم انى أسألك صدق التوكل عليك ، وحسن الظن بك .
    وروى عنه أنه لسعته عقرب فى مرة ، فأقسمت أمه عليه أن يسترقى .. فأعطى سعيد يده التى لم تلدغ للراقى وكره أن يحنث أمه فى قسمها .
    وعن القاسم الأعرج ، قال : كان سعيد بن جبير يبكى بالليل حتى عمش .
    وكان يقول : لو فارق ذكر ملك الموت قلبى لخشيت أن يفسد علىَّ .

    درر من أقواله رحمه الله :

    رُوى عن سعيد قوله : ( إن الخشية أن تخشى الله ؛ حتى تحول خشيتك بينك وبين معصيتك .. فتلك الخشية .. والذكر طاعة الله ، فمن أطاع الله فقد ذكره ، ومن لم يطعه فليس بذاكر ، وإن أكثر التسبيح تلاوة القرآن ) .
    وقوله : لأن أنشر علمى ، أحب إلىَّ من أن أذهب به الى قبرى ) .
    وقوله لابنه : ( أظهر اليأس مما فى أيدى الناس ، فإنه عناء .. وإياك وما يُعتذر منه ، فإنه لايعتذر من خير .. ) .

    محنته رحمه الله واستشهاده :

    قال الذهبى : ( خرج – يعنى سعيدا – مع ابن الأشعث على الحجاج ، ثم انه اختفى وتنقل فى النواحى اثنتى عسرة سنة ، ثم وقعوا به وأحضروه الى الحجاج ... ) .
    وعن أبى حصين ، قال : ( رأيت سعيدا بمكة ، فقلت له : إن هذا قادم – يقصد خالد بن عبد الله – ولست آمنه عليك .. فقال : والله لقد فررت حتى استحييت من الله ) .
    قال الذهبى : ( طال اختفاؤه ، فإن قيام القراء على الحجاج كان فى سنة اثنين وثمانين ، وما ظفروا بسعيد إلا سنة خمس وتسعين ، السنة التى قلع الله فيها الحجاج .. ) .
    وعن سالم بن أبى حفصة ، قال : ( لما أتى سعيد بن جبير الحجاج قال : أنت شقى بن كسير .. قال : أنا سعيد بن جبير .. قال : لأقتلنك .. قال : أنا إذا كما سمتنى أمى ، دعونى أصلى لله ركعتين .. قال الحجاج : وجهوه الى قبلة النصارى .. قال : ( فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ– 115 البقرة ) .. قال : إنى أستعيذ منك بما عاذت به مريم .. قال : وما عاذت به مريم ؟ قال : قالت (قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ( 18 - مريم ) .
    وقال أبو صالح : ( دخلت على سعيد بن جبير حين جىء به الى الحجاج ، فبكى رجل ، فقال سعيد : ما يبكيك ؟ فقال : لما أصابك .. قال فلا تبك ، كان فى علم الله أن يكون هذا .. ثم تلا قول الله تعالى : (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (22) الحديد ) .
    عن داوود بن أبى هند ، قال : ( لما أخذ الحجاج سعيد بن جبير ، قال سعيد : ما أرانى إلا مقتولا ، وسأخبركم إنى كنت أنا وصاحبان لى دعونا حين وجدنا حلاوة الدعاء ، ثم سألنا الله الشهادة ، فكلا صاحبى رزقها وأنا أنتظرها .. قال : فكأنه رأى الاجابة عند حلاوة الدعاء ) .
    وقال سليمان التيمى : ( كان الشعبى يرى التقية ، وكان ابن جبير لايرى التقية .. ) .
    وقال الذهبى : ( ولما علم من فضل الشهادة ثبت للقتل ولم يكترث ، وإلا عامل عدوه بالتقية المباحة له رحمه الله ) .
    وكان مقتله – رحمه الله – فى شعبان سنة خمس وتسعين .
    ورُى أنه لما احتضر الحجاج كان يغوص ويفيق ويقول : مالى ومالك يا سعيد بن جبير .
    قال الذهبى : وروى أن الحجاج رؤى فى النوم ، فقيل له : ما فعل الله بك ؟ فقال : قتلنى بكل قتيل قتلة ، وقتلنى بسعيد بن جبير سبعين قتلة .
    وقال ابن عيينة : لم يقتل - أى الحجاج - بعد سعيد إلا رجلا واحدا .
    --------------
    ( * ) فى كتابه ( من أعلام السلف ) .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. حتى متى هذا الظلم على سورية
    بواسطة ماجدة2 في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 14/07/2011, 05:39 PM
  2. في زمن الظمأ
    بواسطة الشاهد عبدالإله في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 29/07/2009, 02:38 AM
  3. شرف العلم
    بواسطة فيصل الملوحي في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01/01/2009, 06:45 AM
  4. لا تؤجل العمل.....
    بواسطة ابو مريم في المنتدى إسلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02/07/2008, 06:49 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •