سل ورقاء الأيك عنها

هل الشمس ستنصفها وتفصح عن شجون آلامها وفلسفة تاريخها , أم ستهزأ من سطور معانيها , وأوجاع زفرتها وأنينها !!؟؟..
أم أنها ستروغ هاربة منها لئلا تذوب في ضيائها , ويبقى الجرح ينزف ألما من داخلها !!!؟؟؟...
من سيحسم عنها وجع الليالي الطوال الذي أصاب كلّ ذرة من كيانها ، وليس هناك من يعلم بحالها سوى الله خالقها !!!؟؟....
البسمة لم تفارق ثغرها , والعطاء والحب لمن حولها عنوان نقوشها , وقد نشأت وترعرعت منذ نعومة أظفارها على أن تضبط القلب بميزان الوفاء والودّ لكل من عرفها ...
لكن مرارة الزمن حرمها الأنس والهدوء ليذيقها مرّ العذاب والألم دون أن ترى أحدا من حولها يشفق على مطروق حالها , أو يروي عطش حرمانها ..
فجأة إذ بصبابة الهوى تمشي الهوينى لتأخذ لها مكانا واسعا في صدرها فترويها أجمل حكاية مع تاريخ زمانها ...
أطلقت العنان لعواطفها , ومع فروع الأيك

تمايلت مع بُكا الحمام لتشدو على أوتار القلب عذب سيمفونيتها ..
هاجت لواعجها وشبّت النار من شواظ الهوى النظيف لتحترق بوهج نوره فيكون خير موقد استضاء به قلبها ليتربع على عرش الصبا , وتعود الحياة من جديد لها..
تهمم في خلوتها أبياتا شجية , وهي تسجل حركات واندفاع خفقات صدرها التي لم تشعر بها يوما في حياتها ..
تسأل نفسها هل ستتجرد من كبريائها وتطلب منه أن يأتي غير متحاملا على وجع حاجتها , ومراعيا مطالب حرمة روحها وفكرها !!؟؟...
هل ستنتظر منه أن يجيبها لتلتقي ولأول مرة في العمر مع نفسها !!؟؟..
لطالما غاصت نفثات الروح بالحزن , وحُبست الأوتار عن عذوبة اللحن ستنطلق أمواج الهوى من وراء الحجب لتتناقلها أصداء الليل فتخبره عن الرمز الحيّ الذي بات عنوان صفحتها , وبنور الفجر يبشّرها ...
ها هي اليوم تأتي لمن وهبها أجمل وأسمى معاني الحب والوفاء لتُسْمعه ولأول مرة صوت ضعفها وحاجتها وهي تأمل أن يضمها , و من حنان حبه يرويها لأنه لم ولن تعرف عنه وتشهد له إلا بشرف وصدق الكلمة التي لا يمكن لها يوما أن تتبدّل أو تتغيّر عن ميزان ضوابط حسن شهامته ومروءته وقد أقسم به ربّ الخلق..
ما تأمله أن لا تجفّ حشاشتها بعد أن لامست بصحبتك مزن السحب , ورويتها من عذب حنانك , وقبس نور مدادك لتفصح الشمس عن إشراقتها , وتستبين ضوء القمر ...
لا تهدم يا حبيبي بأنفاس الهجر سمو معانيها لأنها ستقبل عليك بألفاظ نديّة لئلا يهرب منها طائر حلمها , وبهجة حبها الذي كسا كل جزء فيها ...
يقترب منها ليشهد عذب غديرها ويخبرها بأنه سيبقى ملازما ولأمد العمر رفيقا , وصاحبا , وحبيبا , ومؤنسا لها .....
ليتك تعلم كم أنها بحاجة إلى أن تمدّ لها يد العون والمساعدة لتنزع من روحها الجزع والخوف الذي رماها به زمانها ..
أصدقك القول بأنّ حالة الجزع والخوف ما زالت جاثمة داخلها تنقلها بين الحين والآخر إلى أفلاك قلبك , وهندسة سلامة ونقاء روحك لتفصح لك عن طبيعة إنسانيتها التي لم تعرف يوما الغش والخداع والكذب ...
والله يا عزيزي ما خشيت إلا أن أدع أوراق القلب منسية ومتربعة على أسطر الهجر , وما بيننا قصة مودّة ووفاء لم يكتب الزمان لها شبيها ... فامنح القلب منك سلاما لئلا تعود وتغيّر من سحابة ضوئها , وزهو لونها ...
آه لو اطلعت على بريق عينيها لبان لك أجمل سحر المعاني التي أصبحت جزءا لا ينفصل عن كل ذرة من مجموع فكرها وقلبها ...و مدادك يشهد كيف يحبو بلغة البديع ،والهوى النظيف ليسعد ويهنأ به كل من عرف حكاية ودليل عمرها ...
لا تنسى أن في القلب قطعة منزوعة تتموج مع أنحاء الجسم لتتلوى من معجزة الهوى , ونبل المشاعر , وعفّة طهر القلب المتيّم , ورجائي أن تسعف شحذ روح الأمل داخلها , وتداري عنها عذاب روحها , وتريحها من دمع المقل , ودرء العلل لترويك من شهد حبها أجمل سويعات النقاء والطهر عرفها تاريخ زمانها ..
لن يعيبها أن تقف بالأمس واليوم وغدا أمام باب قلعة حصنك , وتبسط جناحيها بعد أن حنوت وآنست الفكر لئلا يضيع الأثر والأصل منها , وإن شئت فسل النجوم لتخبرك بأنها قد أبرمت صكّ الوفاء والوداد ليسري مع حبر مدادها سخيّا ،وقد حفر اسمك على قلب صفحته ليترّبع فوق عرشه عزيزا أبيّا....
بقلم : أمينة أحمد خشفة
بنت الشهباء