كلنا يعلم أن للشاعر ما ليس لغيره

فهو يعرب المبني ويبني المعرب

ويمد ويقصر ويصرف الممنوع ويمنع المصروف

والمسوغ له في ذلك الشعر وحده

وهذا بطبيعة الحال لا يحق للناثر لأن الوزن لا يقيّده

وتسمى هذه الحال (ضرورة الشعر)

ومن تلك الضرورات القصر والمد

فالمقصور ما انتهى بألف على شكل ياء (هدى- يمنى- شكوى)

والممدود ما انتهى بألف وهمزة (سماء- حسناء- انحناء)

فهل يجوز للشاعر أن يقول في سماء (سما) وفي صحراء (صحرا) فيقصر؟

أو يجوز أن يقول في هدى (هداء) وفي يمنى (يمناء) فيمد؟




ذهب الفراء إلى شرط عجيب في مد المقصور

فأجاز للشاعر أن يمد المقصور نحو: (غنى) في قول الشاعر

سيغنيني الذي أغناك عني .. .. فلا فقر يدوم ولا غناءُ


إلا أنه اشترط ألا يكون المقصور تأنيثا لفعلان

سكران- عطشان

تأنيثه مقصور على (سكرى- وعطشى) فلا يصح أن يقول الشاعر (عطشاء- سكراء)





من ذلك قول الشاعر

فلو أن (الأطبا) كان حولي .. .. وكان مع الأظبَّاءِ الأُساةُ


لكنه اشترط في قصر الممدود ألا يكون تأنيثا لأفعل

(أحمر - أشقر)

فتأنيثه ممدود على حمراء وشقراء فلا يجوز أن يقول الشاعر (حمرا - شقرا)