علاقـــــة

تململَت في مقعدها الملتصق بمقعده ، وحدجته بنظرات متوجسة حين أخرج السكين من جيبه و قذفها في الهواء إلى أعلى ، وقبل أن تسقط التقطها بخفة مدهشة ، وقلّبها بين أصابعه بطريقة بهلوانية ، ثم قذفها تارة أخرى إلى أعلى .
سرت في جسدها تلك الرعدة المعتادة ، تصبّب العرق منها غزيرا، تجمدت الكلمات في حلقها الشديد الجفاف. صمْت موحش سبق كلماتها المقطعة :
ألن ..... تكف ... عن إيذائي ؟ ! .
رماها بنظرات فاترة قائلا :
أنا لا أؤذيك ...أنا ألعب ! .
ـ انظر إلى جسدي المثخن بالجراح من جرّاء لعبك .
ـ أنا لا أتعمد إيذاءك ، أنا ألعب فحسب .
ـ ولكنك أقرب الناس إليّ ، ويجدر بك أن تتجنب إيذائي .
رد بحنق:
إن عليك أن تعي أنها مجرد لعبة أجد متعة في ممارستها .
ـ ولكنها تؤذيني .
ـ أف ! قلت لك أنني لا أتعمد إيذاءك .
قذف السكين إلى أعلى فتبعتها عيناها بوجل ، وما لبثت السكين أن هوت على ذراعها قبل أن يتمكن من التقاطها . انبجس الدم غزيرا من جرحها العميق فقالت :
لا بأس ، سيندمل بعد حين.
جعلت تضغط بأصابعها بقوة على الجرح ، إلا أن الدم ظل يتدفق من الشريان المقطوع !.