لكم سافرْت في كلّ آتّجاه
وكمْ طافتْ برجْـــليّ الدروبُ
شمالا , ثمّ شرقا ثمّ غربا
وأضنتْني المسافة والحروب
وكمْ جرّبْت فعْل الموْت فيها
وكمْ عبثتْ بآمالي الخطـوب
وكمْ طلبتْ حسانٌ ودّ قلبي
وكمْ باحتْ بأسراري الطيوب
وأعياني الوقوف على ديار
نصيب القلب منهنّ الذنـــوب
ولكنْ لم ُيــتيّمْني شمــالٌ
ولا شـــرق به فُـــتنتْ قلوب
ولا غرب تمكّن من فؤادي
ولا وسط بـــفــتْـــنته خــلوب
وقد جرّبْت كلّ الأرض لكن
وجــدْت غرامها زبـدا يــذوب
وكمْ دعت الجهاتُ ولم أُلبّ
نداء لا يُوقّــــعه الجـــــــنوب
فكلّ الأرض بعدك لا تساوي
فكمْ, كمْ أنت أعظم يا جنوب
وأنت الحسْن مكـــتمل فريدٌ
جمالك لم تدنّـــسْه العــــيوب
وما في القلب غيْرك لي حبيبٌ
له تشدو الأصـــائل والغروب
وبي من عشْقك الأعتى نحول
وبي شوْق ُيــــغالبني دؤوب
ونار العشق لا تخْبُو بقلبي
وهل يسْلو المورّط أوْ يتوب؟
فمالي من غرامك من سلوّ
ولا من شوْقك القاسي هروب
فيا ريح الجنوب عليّ هبّي
فقدْ يشفي جوى قلبي الهبوب
ويا هذا الحنين ألا تبالي؟
فـــقلبي مـــنك مرتبك طروب
ترفّـــقْ فالجفون بلا نعاس
ونوْمي لا تـــوفّره الــــحبوب
ولا الأنثى تخفّف بعض شوْقي
ولا خمر ولا قدح وكـــــوب
فذا قلبي بنار الشوق يُكوى
وذي عيْني مسهّدة ســــكوب
متى أجد الطريق الى جنوبي؟
فتهـجرني المواجع والكروب