جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــــــ
( مثالهم ) ومثالنا
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المتابعة الغريبة ، والضجة الإعلامية العجيبة ، لمثال الألوسي مضحكة ،، مضحكة على اكثر من جانب ، واكثر من رؤية لما يجري في العراق . لاغرابة يا ناس في نهج حكومة المضبعة الخضراء ، ان يقوم ( مثالهم ) بهذه الزيارة ، ولن تكون مفاجأة اذا زار جلال الطالباني نفسه ، او مسعود البرزاني ، اسرائيل علنا في هذه المرة ، ولابأس يا ناس اذا ( حج ) نوري او جواد المالكي الى تل ّ أبيب ، ولن تكون صاعقة ان يزور طارق الهاشمي القدس المحتلة ،، لأننا تعلمنا من هذه الحياة حقيقة تفيد أنه :
اذا كان ( سين ) يساوي الضبع ، و( صاد ) يساوي نفس الضبع ، فان ( سين ) و ( صاد ) متساويان ويساويان الضبع ذاته في القيمة والمضمون ،، ولايحتاج هذا الأمر الى عبقرية لإقراره !! .
معادلة عراق اليوم هي :
اميركا = اسرائيل = حكومة المضبعة الخضراء والذيل الكوندي في شمال العراق ،،
وكلها قوى مؤتلفة متحدة على مصير واحد ، تسعى لتأسيس ( شرق أوسخ جديدا ) بدأ : بإحتلال العراق من خارج الشرعية الدولية ، لتفتيت والغاء قدر الله في خلق اكثرية عربية فيه ، ومسح كل القوميات العراقية غير العربية الرافضة للإحتلال ،، ثم مرّ مشروع استيلاد هذا ( الشرق الأوسخ ) بوضع ( 3500 ) عالم وباحث عراقي على قائمة الإغتيالات معروفة الأحداث ، لأنهم : ( يشكلون خطرا على الأمن والسلام العالميين ) حسب كبير مفتشي اسلحة التدمير الشامل الذي ارسلته الأمم المتحدة على إهانتنا ،، فضلا عن قتل واغتيال كبار ضباط الجيش العراقي الوطني والشخصيات الوطنية والمسرحية الدموية التي سمّيت ( جثث مجهولة ) ،، وانتهاء بتهجير ستة ملايين عراقي ، اغلبهم من العرب شيعة وسنة ، داخل وخارج البلد .
وفي نظرة عاجلة نحو علاقات ما كان يدعى ( بالمعارضة العراقية ) سابقا ، ومنها نجم صغير مثل مثال الألوسي ونجوم اكبر مثل احمد الجلبي واياد علاّوي وابراهيم الجعفري وعبد العزيز الحكيم ، وغيرهم من ركّاب الدبابات الأمريكية المستوردين ، الذين شكلوا حكومة المضبعة الخضراء حاليا ، نجد ان معظم هؤلاء ، بمن فيهم من اسلاميين من الضلع الأيمن الأيراني الى الضلع الإسلامي الأيسر الأمريكي ، يقعون على ذات المعادلة الرياضية التي تفيد ان : اميركا = اسرائيل ، وان اميركا = حكومة المضبعة الخضراء في بغداد ، ومن ثم فمضبعة المالكي = اسرائيل ، دون لف ولا دوران ،،
وعلى عشرات الدلالات التأريخية القديمة لمكونات هذه المضبعة ، بدئا ممّن ورثوا ابا عن جد خيانة الشعب العراقي مع كل اجنبي يدفع لهم في سوق تجارة الحرب ، وجاءوا مع دبابات الإحتلال ، ومرورا بالدلالات الأحدث ، ومنها تدريب اسرائيل للبيشمركة الكوندية لتهجير العرب والتركمان وابعادهم عن مملكة كوندستان ، وكثافة وجود الشركات التجارية الإسرائيلية الموجودة في كل مكان ، والخبراء الأميركان = الإسرائيليين الذين يعينون المالكي على تصريف شؤون النهيبة والإبتزاز ، وآخر الدلالات العلنية : مقتل ثلاثة من عناصر الموساد في منزل محروس بقوات حكومية في كركوك قبل ايام .
اي ان العلاقة ( العراقية !؟ ) باسرائيل ليست حدثا ( جديدا !! ) على ساحة مكونات ، المضبعة الخضراء وبرلمانها ( الوطني ) كما تحاول حكومة المالكي ان تخادعنا عن غباء، خاصة واننا رأينا مصافحات ودّية علنية وحضورا مشتركا لأقطاب المضبعة مع مسؤولين اسرائيليين وفي مناسبات دولية حصلت تحت الأضواء ، عدا ما يرشح من اخبار عن ( قبلات ) وقبولات لم تقع تحت اضواء الحقيقة الأكيدة في ان التطبيع ( العراقي ) مع اسرائيل حاصل فعلا على اقدام ( اسلامية ) ، شيعية وسنية ، وكوندية تراقص اقداما اسرائيلية في مضاجع اميركية ،،
ولكن جاءت زيارة مثال الألوسي لتفقع ( من يدري ولايدري ) على احتمالين لاثالث لهما :
إمّا :
ان الرجل حاول سرقة الأضواء من رفاقه في العمالة مستبقا حدثا هاما تتاجر به المضبعة الخضراء واميركا منذ اشهر وهو : إتفاقية القواعد العسكرية بين الطرفين ، التي مازال كثير من بنودها مجهولا ، وقد كشف عن تعجّل منه مثال الألوسي سرا من اسرارها فاستحق ان يعاقب من جرائه ، عندما اقترح : اقامة علاقات علنية بين اسرائيل والعراق والكويت وتركيا لمواجهة ايران ،،
أو:
انه عرف بأن اوراق نوري او جواد المالكي قد سقطت اميركيا ، بعد سقوطها عراقيا ، لذا طرح نفسه قائدا بديلا امام اميركا ، من خلال اسرائيل بوصفها اقوى خط تماس امريكي مواز لخطوط اميركا في الشرق الأوسط مع العرب ، ( الإرهابيين بالضرورة !؟ ) ، حسب كل اجندات الإحتلالين الأمريكي والإسرائيلي ، فاستحق الأولوسي نقمة المالكي واعوانه الأيرانيين والكوند .
المضحك الآخرعلى وجه العمالة الآخر في ( حج ّ ) قادة المضبعة الخضراء ، السرية والعلنية لإسرائيل ، هو إحتمال ان يكون مثال الألوسي : كبش فداء امريكيا اسرائيليا كونديا دون علمه ، مثل عن غباء دور ناسخ فج ّ في مقايضة عرب دول الجوار ( بالتصدي للنفوذ الأيراني في العراق والمنطقة ) من خلال القبول بإحتلال اميركي طويل المدى في العراق واحتلال ابدي لفلسطين ،، والنسخة مأخوذة عن نجاح تجربة امريكية اسرائيلية كوندية طبّقت في العراق على شكل : فرق الموت ( الشيعية ) التي قابلتها فرق الصحوة ( السنية ) ، حيث انتهت كل الأطراف المتحاربة الى ( حمامات سلام ) في عش شركة سياسية تجارية للنهب المنظم لثروات العراق الخاضع اولا وآخيرا لأميركا = اسرائيل .
بمعنى آخر ، يقول المنطق الأميركي الإسرائيلي الكوندي للعرب من خلال ( مثالهم ) الألوسي هذا وغيره :
إما عراق ايراني ينشر فرق موت وصحوات شبيهة بما يجري في العراق في كل دول الخليج العربي ، او احتلال ابدي لبلدين عربيين !! .
ويقول مثالنا الوطني :
سنحرر بلادنا حتى لو جيّشتم ملايين من ( مثالاتكم ) الغبية .