جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــــــ
جامعتنا العربية و ( اعداؤها ) .القسم الأول .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ
المقابلة التي أجرتها صحيفة روز اليوسف ،المصرية شبه الرسمية مؤخرا ، مع السيد هاني خلاف رئيس بعثة جامعة الدول العربية الى العراق ، لاتخلو من اعتراف ضمني بإذلال متعمّد وإهانة للوعي وحتى السلوك العربي ، الميداني ، وغير الميداني ، في مضمار الحضور على مسرح السياسات الدولية والأقليمية ، وعلى جملة من الأدلة مأخوذة عن ذات المقابلة الطريفة في ( دبلوماسيتها ) ورقتها :
ذكر السيد خلاف أن : ( الولايات المتحدة وأطراف عراقية وأقليمية لاترغب في دور قوي للجامعة العربية في العراق ) . واذا كنا ( نستسيغ ) الرفض الأميركي ، بحكم تعوّدنا على سماعه والتعايش معه رافضا مستهينا بكل ماهو عربي واسلامي ، ومن قبيل تحصيل ماهو حاصل دائما ، ولكن السيد خلاف لم يشرح لنا : كيف تأكد أن هذه الأطراف الرافضة لدوره العربي ( عراقية ) ، اذا كان يعرف مسبقا ــ واذا كان لايعرف فالمصيبة أجل ّ وأعظم ــ ان من يتكلمون بلهجة العراق العربي في حكومة المالكي هم إمّا فرس إستعارتهم أميركا ديكورات طائفية لدباباتها الغازية ، أو ( كوند ) باعوا وطنهم علنا من الشمال ( فباعوا حقوق مواطنتهم ) العراقية علنا في آن ، وماعادوا تحت اي ظرف أخلاقي يمتلكون حق النطق باسم العراق !! .
يعرف السيد خلاف ان من يدعون انهم ( عرب شيعة ) في حكومة المالكي ، قدموا من حاضرة طهران ، ولاعلاقة لهم بعروبة العراق الإ من خلال إجادتهم للهجة العراقية بعد معايشتها مهاجرين الى العراق كخلايا نائمة للنفوذ الأيراني الفارسي ،عاشت على ( تقية ) فارسية وتربة عراقية ، ( متمسكنين ) حتى ( تمكنوا ) من الإستيلاء على العراق بقوات أجنبية غازية ،، وكان من اوائل واجبات الجامعة العربية القومية ان ترفض التعامل معهم ، لا أن تجاملهم تحت اي غطاء على حساب عرب العراق ،( 80% ) ، اولا ، وبقية مكونات الشعب العراقي من اكراد وتركمان ويزيديين وصابئة رافضين لهذه الإحتلالات المركبة .
ولكن الجامعة العربية تقف بإرادتها وحدها ، حتى دون رفض ( عراقي ) مسبق او لاحق ، مشلولة عاجزة عن نجدة ( 20 ) مليون عربي عراقي ،، وتقف أكثر من عاجزة إزاء إسعاف مالايقل عن ثلاثة ملايين مهاجر ، هربوا الى دول الجوار من بطش هذه ( الأطراف ) التي سماها السيد خلاف (عراقية ) زورا ، إمّا عن جهل مخجل ، أو تجاهل مدان ، خاصة وان بعض شظايا مهاجرينا العرب ، العرب ، وصلت حتى ابواب الجامعة نفسها دون ظهور رحمة بعروبتهم ، كما ان أكثر الدول ( العربية ) المالكة لجامعتنا العربية باتت تتطيّر من كل ماهو عراقي متخلّية ، وبإرادتها ايضا ، عن قدر الله في خلقها عربية .
اذن علام تجامل الجامعة العربية قوى إحتلال لشعب عربي ؟! .
وعلام تشكو اصلا ، اذا كانت تعرف انها تتعامل مع أجانب غير عرب و( كوند ) تخلّوا طوعا وإختيارا عن عراقيتهم ، ولااحد من الطرفين يمثل الشعب العراقي الحقيقي ، على دلالة ان العراقيين واينما حلت وجوه هذه الحكومة تقدم على صفعها بكل ماتيسر علنا وعلى رؤوس أشهاد جامعتنا ، التي أعلنت ضمنا تخليها عن قدر الله في جامعته لنا عربا بالولادة مذ رضيت بقبول دعوات من حكومة إحتلال مركّب : اميركي ، أيراني ، كوندي ؟! .
الا تبدو شكوى الجامعة من جهتنا نحن العرب كما لو انها ترجمة حرفية ساخرة لمثل عربي قديم :
( ضربني وبكى ، سبقني وإشتكى ) ؟! .
وثمة حقيقية تفرض نفسها بحق هذه الجامعة ، وهي انها لاتغادر حدود : منتدى سياسي إختياري غير ملزم للحكام العرب ، ومنهم من ساهم ( ميدانيا ) في إحتلال العراق ، ومازال يساهم في تمزيقه ، لتأمين سلامة ودوام قوى الإحتلالات المركبة فيه ، وان كنّا لانستطيع تسميتهم عراقيين يمثلون ( الطرف العراقي ) الذي عناه السيد خلاف فيمكن ان نسمّي هذا الطرف بأنه طرف عراقي ( وكيل ) لأطراف عربية لاتريد للعراق ان يتحرر ، ولاتريد له حضورا عربيا ، كما لاتريد حضورا فاعلا للعرب فيه وأولهم الجامعة العربية .
وكما ترى الجامعة العربية وتعلم مسبقا قبل ذهابها للعراق أن : ( قلّة ) أقل من قليلة ، أيرانية كوندية ، تسمّيها مع عميق الأسف جامعتنا العربية (عراقية ) ، ولكنها ، اي الجامعة ، رضيت بالتعامل معها نيابة عن عرب العراق ، وهي تعرف انهم من ألدّ اعداء عروبة العراق ، كما ان الجامعة تعرف انها لن تكون موجودة على ارض العراق لولا انها محمية بقوات أمريكية وأيرانية هي التي : ( لاترغب في دور قوي للجامعة العربية في العراق ) لحقيقتين توفرتا أصلا في هذه الجامعة هما :
أولا: ان حكومات عربية ( ؟! ) ساهمت بإحتلال العراق وزجّه في أتون أبشع حرب في مستهل هذا القرن ، كانت من نتائجها المباشرة ستة ملايين مهاجر ومهجر ( عربي ) ، وهي اكبر هجرة في تأريخ الإنسانية بعد تهجير ( عرب ) فلسطين ، فضلا عن مئات الألوف من الشهداء والأسرى والمفقودين في اقل من ست سنوات ، كما زرعت أكبر فتنة لطائفية سياسية معدية قابلة للإنتشار خلافا لما أمرت به المذاهب الإسلامية الصحيحة ، وخلافا لروح المواطنة الصحيحة في كل بلد ، وتحت أنف الجامعة العربية التي عجزت حتى عن تزويد مهاجريها عرب العراق ولو بخيام لاجئين في الدول ( العربية ) ، ولانقول مجرد تأشيرة دخول .
ثانيا : يعرف السيد خلاف كما الطرف الأيراني الكوندي ، الذي سمّاه الأول ( عراقيا ) إمّا عن جهل أو تجاهل ، أن الجامعة العربية ، وبحكم عائديتها وملكيتها وأصول سلوكها أقليميا ودوليا ، أنها خاضعة تحت كل الأحوال والظروف لسياسات البيت ، الذي كان ( أبيض ) في واشنطن ، بشكل مباشرة وغير مباشر في آن ، ومن ثم ،علام تزعل الجامعة العربية ممّن هو قادر على لي ّ أذرعها وأرجلها في اي وقت يشاء ، وفي اي مكان شاء حتى لو كان يرتدي قناعا ( عراقيا ) ؟!.
أليس من الأفضل لها ان ترضى بدور ( فراشة ) ، بلا حول ولاقوة ، على تفاصيل مجزرة عرب العراق ؟! .